هل يقضي من أفطر عاشوراء بسبب السفر؟
صيام عاشوراء وعرفة في السفر، للعلماء فيه قولان: فمنهم من قال: إنه إذا استطاع فإنه ينبغي أن لا يفرط في صيامها؛ لأنها فضائل تفوت، سنن إذا فاتت فات محلها ولا يشرع قضاؤها، إذا فاتت فات محلُّها لأنها فضيلة تتعلق باليوم، فلا يقوم غيرُ هذا اليوم مقامه.
ومنهم من قال: إنه لا يصوم، لعموم قوله جل وعلا في الصوم المفروض: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾[البقرة:184]، لكن هنا لا يوجد فيه عدة من أيام أخر، يعني: إذا فات لا يقضى صيام عاشوراء، فالفضيلة متعلقة باليوم، وبالتالي قال هؤلاء بأنه يسقط صيامها ويكتب أجرها ولا يشرع قضاؤها؛ قالوا: لأنه جاء في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا»صحيح البخاري (2996)، وهذا يدلُّ على أنه يؤجر بكلِّ ما كان يعملُه حالَ إقامتِه، ومنه صيامه، إذا كان من عادته أن يصومَ في حال إقامته، فلا يصوم في السفر.
والأقرب في إدراك الفضيلة: أنه إذا كان ليس عليه مشقَّة، فينبغي أن لا يفوت الصيام، وهذا ما ذهب إليه طائفة من أهل العلم، ومن ترك الصوم ومن عادته الصيام، فأرجو أن يكتب له الأجر إذا كان مسافرًا.