المريض إذا أدرك بعض أيام من رمضان ثم مات هل يقضى عنه؟
هذا المريضُ الذي مات في أثناء الشهر، لا يُقضى عنه بقية الأيام التي لم يدركها بلا شك ولا ريب، أما الأيام التي أدركها ولم يصم: فإن كان مرضه مما يرجى برؤه فهنا ليس عليه قضاء؛ لأن عدم قضائه في هذه الحال إنما هو لعدم تمكنه، فلم يدرك مدة من الزمن يتمكن فيها القضاء، ولو أن أحدًا قضى عنه فلا بأس، لكن لا يجب على أحد أن يقضي عنه، ولا أن يطعم في هذه الحال؛ لأنه مرض أباح له الفطر، ولم يدرك مدة من الزمن يستطيع فيها القضاء.
وأما إذا كان هذا المرض مما لا يرجى برؤه فهنا ليس عليه قضاء، وإنما عليه إطعام، والإطعام يكون عن كل يوم لقول الله تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: 184]، وقد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الكَبِيرُ، وَالمَرْأَةُ الكَبِيرَةُ لاَ يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا» صحيح البخاري (4505).
وجاء عن أنس رضي الله عنه، كما في الصَّحيح: أنه لما كبر ولم يطق الصوم كان يُطعم عن كل يوم مسكينًا.