توجيه لتفادي بعض الخلافات الزوجية
السؤال: (صيغة مقترحة)
ما نصيحتكم للزوجين؛ لتفادي تفاقم المشاكل والخلافات بينهما، خاصة أن الزوج عنيف ويضرب زوجته، ويهينها أمام الأولاد؟
الجواب:
أبدأ بالنصيحة لك، فعليك بالصبر واحتساب الأجر، وعليك ببذل الوسع في الإصلاح وجمع الكلمة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولا بأس بالمناصحة، والكلمة الطيبة التي تنزع فتيل الشر، لاسيما في أوقات الهدوء، كل هذا مما ينبغي أن يراعى، فإذا عجزت عن إصلاح الأمر، فلا مانع أن توسطي جهة أخرى، من أقربائك أو غيرهم، ممن يمثل له نوعًا من القناعة، وهذا في وصول الأمر إلى حد إما أن تبقي معه، وإما أن تفارقيه، لكن إذا كان يمكن أن يحصر الأمر ويحل بينكما فهذا أكمل؛ لأن دخول أطراف أخرى في حل المشاكل الزوجية ربما يكون سببًا لتشعيب الموضوع وتأزيمه أكثر، لاسيما عند بعض الرجال الذين يأخذون الأمور بنوع من الحساسية.
هذا الذي أوصيك به، وعليك بالدعاء؛ فإنه باب عظيم من أبواب تحقيق المطالب، وإدراك القضايا التي يريدها الإنسان، وهو باب يغفل عنه كثير من الناس، يعتمدون في كثير من الأحيان على الأسباب المادية، ويغفلون عن الدعاء.
هذا ما يتعلق بك، أما ما يتعلق بالزوج، فأقول له: اتق الله؛ فإن ما تفعله من ظلم واعتداء، وضرب للزوجة بغير حق، وتعمد إهانتها، وعدم مراعاة مشاعرها أمام أولادها، لا شك أنه من العشرة بالسوء، وليس من العشرة بالمعروف، وهذا ليس من الأخلاق الكريمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما شكت إليه نسوة ضرب أزواجهن لهن: «ليس أولئك بخياركم»رواه أبو داود (2146) عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب t، وصححه الحاكم (2765) ووافقه الذهبي.، يعني: الذين يعتمدون الضرب وسيلة لتقويم المعوج الكبير والصغير، فهذا لا شك أنه من الخطأ وإن برره، فالتبرير قد تقنع به شخصًا، أو تسكت به ناقدًا، لكن لا يعفيك من المسؤولية أمام الله جل وعلا، فسيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قالت عنه عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله»رواه مسلم (2328)، فينبغي أن تتقي الله تعالى، وتحرص على البعد عن هذا المسلك، فليس من صالحك ولا من صالح أولادك أن تهين والدتهم، وأن تقلل من شأنها، فهذا سينعكس عليك وعلى الأسرة بسوء، فاتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف.