أركان النكاح
السؤال: (صيغة مقترحة)
ما هي أركان النكاح؟
الجواب:
النكاح هو ارتباط وعقد بين طرفين؛ بكلمة أضافها الله تعالى إليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ الله»رواه مسلم (1218) عن جابر رضي الله عنه. أي: حكمه سبحانه وبحمده الذي جعل هذا العقد مبنيًّا على الكلمة التي تكون بين الطرفين.
هذا العقد له أركان وشروط وواجبات، وهذا التقسيم هو من اجتهادات العلماء رحمهم الله، وقصدهم من ذلك تقريب العلم وتسهيله، وليس هناك نص يجمع الأركان أو الشروط أو الواجبات، إنما أخذ العلماء ذلك واستفادوه من استقراء نصوص الشريعة في موضوع النكاح، ومثل ذلك يقال في سائر أبواب العلم.
وأركان الشيء هي قواعده التي تُبنى عليه، وأصوله التي لا يقوم إلا بها، فأركان البيت هي الأعمدة التي يقوم عليها السقف، فإذا لم تقم هذه الأركان أو فُككت؛ انهدم البناء، فكذلك أركان النكاح هي الأمور التي لابد من وجودها حتى يقوم عقد النكاح.
وقيام عقد النكاح يكون بثلاثة أركان:
· الركن الأول: الزوجان، وهما طرفا العقد، ويشترط فيهما أن يكونا خاليين من الموانع؛ أي: ليس في أحدهما ما يمنع من عقد النكاح؛ فالمرأة المتزوجة لا يمكن أن تتزوج شخصًا آخر، والمرأة التي في العدَّة لا يمكن أن تتزوج، والرجل الذي عنده أربع نساء لا يمكن أن يتزوج.
· الركن الثاني: الصيغة، وهي الإيجاب والقبول، والإيجاب هو القول الصادر من ولي المرأة؛ بأن يقول: زوجتك أو أنكحتك موليتي فلانة، وأما القبول فهو القول الصادر من الزوج.
وكل العقود التي تبرم بين الناس ـ بيع أو إجارة أو غيرهما ـ لا تنعقد إلا بصيغة، وهي الإيجاب والقبول، أو ما يقوم مقامهما من الفعل الدال عليهما، لكن في النكاح لابد من إيجاب لفظي، وقبول لفظي، ولا يكفي الإيجاب والقبول الفعلي، بل لابد فيه من قول؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ الله»، وهي الإيجاب والقبول.
الركن الثالث: الولي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا نكاح إلا بولي»رواه أحمد (19518)، وأبو داود (2085)، والترمذي (1101)، وابن ماجه (1881) عن أبي موسى رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (4077)، والحاكم (2711)، وعبد الحق في الأحكام الصغرى (2/612). .