من استقام كيف يعامل زوجته التي تعارض ذلك؟
السؤال: (صيغة مقترحة)
من استقام كيف يعامل زوجته التي تعارض ذلك؟
الجواب:
من نعمة الله تعالى العظيمة على العبد أن يسلك به طريق الهداية والاستقامة على السنة، والله تعالى يصطفي من عباده من يشاء؛ لأن طريق الهداية مِنحة، والله يختار لها من هو أهل، كما قال سبحانه: ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى﴾سورة النجم من الآية 30.، يعني هو أعلم بمن يستحق الهداية، ولذلك إذا منَّ الله تعالى على العبد بنوع من الهداية ينبغي أن يحمد الله تعالى، وأن يعرف قيمة هذه المنة التي مَنَّ الله تعالى بها عليه.
كثير من الناس إذا رزق بمال أو بجاه أو بوظيفة أو غير ذلك من النعم الدنيوية يعرف قدرها، لاسيما إذا كان فاقدًا لها، متشوِّقًا إليها، لكن نعمة الهداية أغلب الناس لا يقدرونها قدرها؛ ولذلك يفرطون فيها بعد اكتسابها، فتجده يعمل على إماتة وإنقاص هذه المنَّة بأنواع من المخالفات التي يخرج بها عن الطريق المستقيم.
ولتعلم أن هذه الاستقامة لا يمكن أن تكون بلا بلاء وبدون امتحان، بل لابد من امتحانات وعقبات تعتريك في طريقك، وهي نوع من الاختبار يختبر الله تعالى به العبد ليرى صدق إيمانه: ﴿الم _أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾العنكبوت:1, 2.؛ يعني لا يمتحنون ولا يبتلون؟! لابد من الابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، فينبغي أن نصبر.
وهذه المعارضة من أهلك من البلاء، ولا شك أنها شاقة على النفس؛ لأن الواجب على الزوجة أن تكون معينة لزوجها ومشجعة له على الخير، لا أن تقف في طريق ذلك، ولكن نوصيك بأمرين:
الأول: الصبر على الأذى الذي يأتي منها، مع الحرص على دعوتها للخير.
الثاني: أن تلجأ إلى الله جل وعلا بالدعاء، وأن تسأل الله تعالى بصدق أن يهديها، وهذا مسلك سلكه أفاضل الناس، وسادات الدُنيا؛ فإبراهيم عليه السلام قال: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾سورة إبراهيم من الآية 35.، والنبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه يقول: يا رسول الله، إن دوسًا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس! قال: «اللهم اهد دوسًا وأت بهم»رواه البخاري (2937)، ومسلم (2524) عن أبي هريرة رضي الله عنه، بل الذين شجوا رأسه، وأدموا وجهه، وكسروا رباعيته، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»رواه البخاري (3477).
فادع الله تعالى لها بالهداية، واحملها على الخير، وجنبها السوء، وأوصيك بالإحسان إليها، والتحبب إليها؛ فإن ذلك سيكون مفتاحًا لقلبها إن شاء الله تعالى.