حكم الزواج لمن يخشى على نفسه الفتنة
السؤال: (صيغة مقترحة)
أجد من نفسي رغبة في الزواج، وأخشى على نفسي من فتنة النساء، ولكن والدي يعارض ذلك حتى أجمع مالًا كثيرًا، فما حكم ذلك؟
الجواب:
ما يتعلق بك، فأنت أخبر بنفسك، إن كنت تتحمل وتستطيع الصبر فاصبر، وأما إذا كانت لا تصبر، فلا شك أن الزواج من الحوائج التي ينبغي أن يُبادر إلى تلبيتها، فهو كحاجة الإنسان للطعام؛ فإن الإنسان إذا جاع لا يقال له: اصبر حتى تجمع مالاً كثيرًا؛ لتشتري طعامًا، بل يشتري طعامًا بقدر ما معه من المال؛ ليسد جوعه!
فإذا كنت محتاجًا للزواج، وتجد عناء ومشقة من العزبة، فبادر إلى إعفاف نفسك، واحرص على إرضاء والدك، واشرح له الأمر، وارفق به، ونوِّع الأسلوب، لعله يلين ويقتنع.
ويجب على أولياء الأمور أن يتقوا الله تعالى في الشباب والشابات، وأن يبادروا إلى إعفافهم عند مجيء الفرصة المناسبة، وألا يتشددوا، وألا يتعنتوا، وألا يرفعوا سقف المطالب، بل ييسروا الأمر، والله تعالى تكفل بمن يريد العفاف، وأراد أن يحفظ نفسه من السوء، بالتيسير والتسهيل، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾الطلاق: 2.، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾الطلاق: 4.
وينبغي أن نتكاتف بكل وسيلة وسبيل لإعفاف الشباب والشابات؛ لأن المشكلة الكُبرى الحاصلة الآن في الكثير من القضايا التي تعاني منها المجتمعات، ويعاني منها الأفراد، هي بسبب عدم تلبية هذه الحاجة، فإذا كان الجائع ربما قد يسرق؛ لدفع ألم جوعه، وقد يعتدي على غيره، فكذلك الشاب والشابة إذا لم تلبا حاجتهما الطبيعية في النكاح، يكون ذلك مدعاة لوقوع شر كبير، وفساد عريض، حذَّر منه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فينبغي لأولياء الأمور أن يشعروا بهذه المعاناة، وأن يبادروا إلى تلبية هذه الحاجة وفق الممكن المُتاح، والله أعلم.