كيف تختار من خطبها رجلان؟
السؤال:
امرأة خطبها رجل، ثم خطبها آخر، وبقيت على هذه الحال خمس سنوات، وبسبب مشاكل ونزاع مع الثاني، أرادت أن ترجع للأول؛ لأنها لم تردَّه، فهل يجوز لها ذلك؟
الجواب:
في الحقيقة ثمة إشكال في طول مدة الخطبة، وهي خمس سنوات خطبة، ومثل هذه المدة قد توجب شقاقًا ونزاعًا، كما قد حصل، ثم بالنسبة لوضعها الحالي، هي بالخيار مادام أنه لم يتم عقدها على أحدهما، فلها الخيار في ترك الثاني والرجوع إلى الأول مادام خاطبًا، ولم ترُدَّه من الأصل، لكن ينبغي أن تتعقل وتتأنى، ولا تكن تابعة لعواطفها، ومنساقة وراء كل كلمة معسولة، إنما ينبغي أن تُفكِّر وتوازن، ففي الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»رواه الترمذي (1084)، وابن ماجه (1967)، وصححه الحاكم (2695)، وحسنه في الإرواء (1868)..
فأنا أقول: يا أختي الآن بما أن عندك خيارًا بين شخصين، فانظري إلى هذين الوصفين اللذين ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم: الوصف الأول: الدين، والوصف الثاني: الخُلُق، الدين يتعلق بصلة الإنسان بربه وأهم ما يكون أداء الواجبات وترك المُحرمات، لا يشرب الخمر، يقوم بالصلوات، مُحافظ على البر والخير، هذا فيما يتعلق بحق الله تعالى.
الأخلاق فيما يتعلق بالمعاملة؛ أن يكون حسن التعامل، فمن الناس من يكون صالحًا فيما يتعلق بالصلاة، وفيما يتعلق بترك الخمر، لكنه سيئ الأخلاق، هنا ما تكتمل الصفات المطلوبة في الزوج، بل أن تنظري أيتها المخطوبة إلى هذين الجانبين، ثم وازني بين الأمرين، واستخيري واستشيري، وإذا استقر رأيك على أمر، فالخيار لك مادام لم تعقدي.