كيفية معالجة المشاكل الزوجية
السؤال:
تعاني كثير من النساء من سوء عشرة أزواجهن، وربما يصل الأمر للإهانة والضرب، فنأمل من الشيخ توجيه كلمة بخصوص هذا الموضوع؟
الجواب:
هذه المشكلة في الحقيقة تؤرق كثيرًا من البيوت، وأنا أُذّكِر إخواني الرجال بما أوصاهم به النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عديدة، وفي أعظم اجتماع مع الناس في يوم عرفة، حيث قال لهم: «اتقوا الله في النساء»رواه أبو داود (1905)، والنسائي في الكبرى (3987) عن جابر رضى الله عنه، وصححه ابن خزيمة (2809).، فيا إخواني اتقوا الله في النساء، وقوموا بما أمركم الله تعالى من حُسن العشرة على حسب الاستطاعة، واعلموا أن النساء جبلن على نوع من النقص، وليس هذا عيبًا لهن، خلافًا لبعض من يجعله وسيلة لتحقير وتنقيص المرأة، إنما هذا توصيف للواقع حتى يُحسن التعامل مع هذا الواقع، وهذا النقص لا تُلام عليه المرأة؛ لأنه نقص من رب العالمين، كما أن الإنسان قد يكون أعمى ويفوته مصالح، ولا يُقال له: لماذا أنت أعمى؟! وكذلك الأعرج لا يقال له: لماذا أنت أعرج؟! ولا يعاب الإنسان على شيء ليس في قدرته واستطاعته، كذلك ما يتعلق بنقص النساء؛ فهو نقص جبلِّي، والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّنه بقوله: «استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء»رواه البخاري (3331)، ومسلم (1468) عن أبي هريرة رضي الله عنه.، وهذا النقص لم يفوت عليهن الغلبة على الرجال في مسألة المكر وأخذ الألباب الرجال ذوي العقول والأحلام، قال عليه الصلاة والسلام: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»رواه البخاري (304) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.، فالمقصود أنه ينبغي للرجال أن يراعوا هذه الحقيقة، وأن يتعاملوا مع المرأة بنوع من الرفق.
وهذا الشرود والضياع الذي تقع فيه كثير من النساء، سببه نوع من العنف الذي يمارسه بعض الأزواج بناءً على استئثار أو علو أو استكبار، أو ما إلى ذلك من الأسباب الكثيرة التي توقع كثيرًا من الناس في مثل هذه الآفات الأخلاقية التي تدمر المُجتمع.
فعلى الإنسان أن يتقي الله تعالى، وينظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وليعلم أن هذه المرأة إذا ظلمها فإن لها من سيستنقذ حقها، والظلم ظلماتٌ يوم القيامة، فاتق الله يا عبد الله، وكما أن المرأة يجب عليها أن تبذل قصارى جهدها في حسن العشرة للزوج، لاسيما في هذا الوقت الذي يعج بالفتن من كل جانب، دون أن تكلف ما هو خارج عن طاقتها، فإذا كان مع ذلك جهد من الرجل، حصل الخير، وسارت سفينة الأسرة بأمان.