هل للمرأة رد من يتقدم لها إذا لم يعجبها مظهره؟
السؤال:
هل يجوز للمرأة أن ترد من يتقدم لها إذا لم يعجبها مظهره؟
الجواب:
يجوز للمرأة أن ترد الرجل إذا كانت لا ترتضيه زوجًا، حتى ولو كان مستقيمًا في دينه وخلقه، لكن من حق أوليائها أن ينصحوها ويبينوا لها أن فيه من الخصال ما يوجب قبوله، وما يدعو إلى الفرح به والسرور، لاسيما في هذا الوقت الذي أقول فيه بصراحة: إن العرض من جهة النساء كثير، وإنما الشُحُّ في الزوج الصالح! وكثير من الفتيات يأملن أن ييسر الله تعالى لهن زوجًا صالحًا في دينه، وخلقه، وعشرته، وميسور الحال، وجميل المنظر، وما إلى ذلك من الأوصاف التي يندر اجتماعها في شخص واحد! والذي ينبغي أن تحرص عليه المرأة أن يكون الرجل ذا دين وخلق، كما قال النبي صلى الله وعليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»رواه الترمذي (1084)، وابن ماجه (1967)، وصححه الحاكم (2695)، وحسنه في الإرواء (1868).، فإذا جاء الرجل الذي له أخلاق حسنة، ودينه مستقيم، فينبغي الفرح به، واغتنام هذه الفرصة، وإن لم تتوفر أوصاف أخرى ترغب فيها المرأة.
ومثل ذلك يقال للرجل، فلا ينبغي أن يفرض مواصفات كثيرة فيمن يحب الارتباط بها، بل ينبغي الموازنة، والتركيز غاية التركيز على استقامة الخلق والدين؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»رواه البخاري (5090)، ومسلم (1466) عن أبي هريرة رضي الله عنه.؛ يعني: إن لم تُحصِّل هذه الصفة في المرأة تربت يداك، ومعنى ذلك أنه ينبغي أن تعتني أولًا بالدين، ولا بأس أن تنظر إلى الخصال الأخرى التي ترغب في المرأة، لكن ينبغي الاقتصاد في ذلك، وأن لا نرفع سقف المطالب في المواصفات، فيكون ذلك سببًا في تأخر الزواج، وكذلك المرأة تفوتها الفرص وهي لم تتزوج، فنصيحتي للمرأة إذا تقدم لها الرجل ألا تتعجل برده، وتكرر النظر في الموضوع، وأن تكرر الاستخارة، فإذا لم تجد قبولاً نفسيًّا والأمر مغلق بالكُليَّة، عند ذلك لها أن ترده، والله أعلم.