حكم حضور زفاف فيه موسيقى
السؤال:
هل يجوز حضور زفاف فيه منكرات كالموسيقى؟
الجواب:
اتفق أهل العلم على أن الدعوة إذا تضمنت مُنكرًا أصليًّا يعني هي قائمة على منكر؛ فإنه لا تجوز الإجابة إلا لمن يستطيع أن يُغيِّر المنكر، أمَّا إذا كانت الدعوة لا تتضمن مُنكرًا أصليًّا، بمعنى أنه لم يدعُهم إلى منكر، إنما المنكر قد يكون من الحاضرين؛ كأن يحضر من هو مُسبِل لثيابه ـ على القول بتحريم الإسبال مطلقًا ـ فهذا ليس من شأنك، ولا يمنع من إجابة الدعوة ولا يُسقط حق الداعي.
فينبغي التفريق بين هذين الحالين في الدعوة، وهذه مسألة تلتبس على كثير من الناس، لاسيما الأخوات؛ لكثرة الإشكالات في أعراس النساء، فإذا كان الحاضرون قد أتوا بمنكر فالإنكار عليهم، ولا يسقط حق الداعي، أما إذا كانت الدعوة نفسها تتضمن منكرات، من لهو ومعازف وإسراف، فهنا يسقط حق الداعي في إجابة الدعوة.
على أني أوصي إخواني بالنصح، والمبادرة إلى الإحسان إلى الخَلق؛ يعني لو حضرت الأخت ثم حرصت على دعوتهم وتوجيههم قدر استطاعتها؛ فإن هذا من الخير، ويحصل به وإجابة الدعوة، وصلة الرحم، وإنكار المُنكر، وأما الانعزال عنهم، وترك الإحسان إليهم، ونكتفي في الإنكار بالانعزال، فهذا لاشك أنه تبرأ به ذمة الإنسان، لكن ليس هذا الشأن فقط، إنما الشأن أن نسعى إلى الإصلاح ما استطعنا؛ ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾سورة هود من الآية 88.كما قال نبي الله شعيب عليه السلام.