السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى أحمده حق حمده، لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صفيه وخليله، عَرفنا بالله ودلنا عليه، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته، واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...
فمرحبًا وأهلًا وسهلًا، وحياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم [فادعوه بها].
هذه الحلقة نتناول فيها قول يعقوب عليه السلام، وقد أغناه الصبر، وأتعبه طول الانتظار في رجوع حبيبِه وابنهِ يوسف -عليه السلام- قال: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾[يوسف:64]، ﴿فَاللَّهُ﴾[يوسف:64]، رب السماوات والأرض،﴿خَيْرٌ حَافِظًا﴾[يوسف:64]، لا حفظ أكمل من حفظهِ جل وعلا،﴿وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾[يوسف:64].
اسم الله تعالى [الحفيظ والحافظ] جاء في القرآن الكريم منفردًا، وجاء مقترنًا؛ فجاء منفردًا في قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾[سبأ:21]، وجاء اسم[الحافظ] مقترنًا في قوله تعالى: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾[يوسف:64]، هذا الاقتران يدل على أن الحفظ الذي يكون لعباده هو من رحمته جل في علاه، فحفظ الله رب السماوات والأرض لك في منامك، وفي ذهابك، وفي مجيئك، وفي كل شأنك هو من الله عليك، فهل شكرتها؟ هل تلمست معاني الرحمة في حفظ الله تعالى لك؟ أنت تنام ولا تملك لنفسك في نومك نفعًا ولا ضرًّا، وتقوم وتخرج، تتقلب في ذهابك ومجيئك، من الذي يحفظك؟ إنه الله، لا حافظ سواه جل في علاه، ولو خلا بينك وبين الأثاث والمهلكات لما تحركت، ولما نجوت: ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾[يوسف:64]، سبحانه وبحمده.
وهذا ما يؤكد ما سبق ذكره في أكثر من مناسبة؛ أن أسماء الله تعالى تدل على كمالات عندما تنفرد، فاسم[الحفيظ] عندما جاء منفردًا في مثل قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾[سبأ:21]، أعطى دلالة أنه -جل في علاه- قائمًا بكل شيء، حافظًا لكل شيء، يصون كل شيء، لا يفوته شيئًا من خلقه، ولا ينسى شيئًا من خلقه جل وعلا، ولا يغفل عنه، بل هو القائم على كل نفس، القائم على هذا الكون جل وعلا، سمائهِ وأرضهِ، فهو يمسك السماوات والأرض أن تزولا، هذا المعنى دل عليه، هذا الإطلاق في قوله: ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾[سبأ:21].
لما جاء اسم الحافظ مقترنًا، ﴿أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾[يوسف:64]، دل ذلك على معنى زائد؛ وهو أن من حفظ الله ما يكون رحمةً لعباده، وحفظه دلالة على كمال رحمته، هو يحفظ الطائع والعاصي، يحفظ البر والفاجر، يحفظ من أمن به ومن كفر، أليس هذا من رحمته؟ بلى والله إنها من رحمته، وإنها دلالة كبرى على عظيم ما يتصف به جل وعلا من الرحمة، وهذا رحمة من رحماته، فله مائة رحمة، أنزل منها في الدنيا رحمة واحدة؛ وهي ما يترحم بها الخلق فيما بينهم، وادخر تسعة وتسعين رحمةً يرحم بها عباده يوم العرض عليه، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم أوفر الحظ والنصيب من رحمته جلفي علاه.
هذا ما أفادته هذه الآية في اقترانِ اسم الله تعالى [الحافظ] باسمه جل وعلا [أرحم الراحمين]، إن المؤمن يمتثل أمر الله تعالى بعد ما يدرك معاني هذه الأسماء ويعرفها، يمتثل ما أمر الله تعالى به، الله تعالى يقول: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾[الأعراف:180]، يخبر أن له الأسماء الحسنى، ويأمرنا -جل وعلا- بدعائه بها، ولا يمكن أن ندعوه بها إلا إذا عرفنا هذه الأسماء؛ هذا واحد، وفهمنا معاني هذه الأسماء؛ هذا اثنين، لابد من هاتين الخطوتين؛ حتى نحقق الدعاء لله تعالى بأسمائه الحسنى.
إن أسماء الله تعالى[ الحافظ والحفيظ]، معناهما الصيانة، والحفظ، والوقاية، والعلم، وعدم النسيان، وما إلى ذلك من المعاني التي ذكرناها، وهي عامة وخاصة لعباده، وهناك خصائص لأوليائه في هذا الحفظ، المؤمن يدعو الله تعالى باسم الحفيظ، وباسم الحافظ، وبهذه الصفة لا غنى له عنها؛ لأنه لولا حفظ الله تعالى لهلك، قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾[الرعد:11]، فلابد للمؤمن أن يستذكر، وأن يستحضر هذا الحفظ الذي به تصلح حاله، وتستقيم شئونه.
إن دعاء المسألة، وهو دعاء الطلب، جاء في السنة ما يؤكد على ضرورة العناية بسؤال الله الحفظ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: »إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ«، يعني بطرف إزاره، »فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها«، أي إذا قبضتها ولم ترجعها لي بعد نومي فارحمها، »وإنْ أرْسَلْتَها«، أي رددتها إلي،»فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ«[صحيح البخاري(6320)، ومسلم(2714/64)]، تأمل:»فاحْفَظْها«، دعا الله تعالى الحفظ، لكنه ليس حفظًا عامًّا؛ لأن الحفظ مراتب ودرجات، فخص الحفظ المطلوب هنا، المسئول في هذا الدعاء، بحفظ الله تعالى لعباده الصالحين.
وحفظ الله تعالى لعباده الصالحين، ما هو؟ إنه حفظ أبدانهم، وحفظ أديانهم، وكثير منا عندما يسأل الله تعالى الحفظ، أو يقول لولده الله يحفظك، أو يقول لابنتهِ الله يحفظكِ، أو يسأل الله أن يحفظه لا يتبادر إلى ذهنهِ إلا الآفات، والشرور، والأخطار الدنيوية، لكن لا يأتي في بالهِ ما يتعلق بحفظ القلب من الضلال، وحفظ الإيمان من الزوال والارتحال، وحفظ العمل من الخطأ والخطر والفساد، لا يأتي في ذهن كثير من الناس هذا المعنى من معاني الحفظ، وهذا أهم حقيقةً لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما وجه به المؤمن إذا أوى إلى فراشة أن يقول: »فاحْفَظْها«، أي احفظ روحي، بإيش؟ »بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ«،فهو حفظ خاص، وليس الحفظ العام الذي يكون لكل الكون سمائهِ، وأرضه، برِّهِ وبحره، فاجرهِ وبرهِ، لا إنما هو حفظ خاص لعباد الله -عز وجل- الذين صلحت بواطنهم، واستقامت ظواهرهم، فاستحقوا هذا الوصف؛ بأنهم عباد الله الصالحون.
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحضر حاجته لحفظ الله عز وجل صباحًا، ومساءً، ولذلك جاء فيما رواه أصحاب السنن من حديث بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي، وحين يصبح، ما هي؟ كان يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي»، وَقَالَ عُثْمَانُ: «عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي «[سنن أبي داود(5074)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(916)]، حفظًا من كل جانب، كأن الشيطان قاعد للإنسان بالمرصاد، ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [16]ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾[الأعراف17:16]، هذا حال الشيطان مع بني آدم، إنه يسعى بكل ضرر، ويعمل على إيقاع كل شر، ماذا يعصمك منه؟ ما الذي يقيك شره؟ إنه الله.
ولذلك كان من أعظم الوقاية أن تلجأ إلى الله عز وجل، الله تعالى يقول: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[الأعراف:200]، فإنه هو الذي يقيك، هو الذي يحفظك، هو الذي يعصمك، هو الذي يحميك، ولذلك كلمة [أعوذ بالله] معناها؛ أحتمي، أعتصم، ألجأ، ألوذ بالله عز وجل أن يقيني شر الشيطان.
ولهذا كان من دعائهِ في الصباح والمساء، فيقول: »اللَّهمَّ احفظني من بينِ يديَّ ومن خَلفي وعن يَميني وعَن شِمالي«، لو خلا الله بينك وبين أعدائك لما استقامت حياتك، ولشقي قلبك، ولتناوشتك الضغوط والمفاسد التي تحيل حياتك من سعادة إلى شقاء، وتنقلك من سعةٍ إلى ضيق، لكنه حفظ الله الذي يحفظ به عباده الصالحين، ولذلك احرص غاية الحرص على أن تستحضر مثل هذه المعاني، وأن تدعو الله تعالى بها؛ فإن بها تدرك ما تأمله من الخير.
هذا نوع من الدعاء الذي يتحقق به قوله تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾[الأعراف:180]، وهو دعاء المسألة، أما دعاء العبادة؛ أي كيف نتعبد الله تعالى بهذين الاسمين؟ نتعبد لله تعالى بهذين الاسمين أن نثبتهما لله عز وجل فنقول: هو الحفيظ والحافظ، وأن نثبت معناهما على الوجه اللائق به؛ وهو أن من صفاتهِ جل في علاه، أنه يحفظ عباده، ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾[هود:57]، سبحانه وبحمده، نقر بذلك وتمتلئ قلبونا يقينا بهذا أنه حافظ كل شيء سبحانه وبحمده، فإثبات معنى الحفظ له؛ هو من التعبد له بهذين الاسمين.
من التعبد له بهذين الاسمين؛ استشعار معنى هذين الاسمين من أن الله تعالى يراقب العباد، فلا يخلو أحدًا من رقابة الله تعالى؛ فالله على كل شيئ شهيد جل وعلا، يقول الله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ[10]كِرَامًا كَاتِبِينَ[11]يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾[الانفطار12:10]، والله تعالى يقول في محكم كتابه: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾[الأنعام:61]، وهذا يقتضي أن يحيى في قلب العبد مراقبة الله جل وعلا، فالله يراقب أعمالنا، وأقوالنا، وأحوالنا، يراقب ظواهرنا، وبواطننا، فمن قام في قلبه معنى هذا الحفظ؛ حصلت له المراقبة، وأدرك منزلة شهود الله عز وجل، وحقق أن تعود الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
والله تعالى الذي حفظ السماوات والأرض لن يعجز عن حفظ ما يكون منك، فراقب: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ﴾[البقرة:255]، أي لا يكرسه، ولا يتعبه، ﴿حِفْظُهُمَا﴾[البقرة:255]، أي حفظ السماوات والأرض:﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[البقرة:255]، الله جل في علاه سبحانه وبحمده يحفظ عباده، ويحفظ ما يقوم من أعمالهم، فيكون هذا حاملًا لهم على محبتهِ جل في علاه.
بالتأكيد أنه لو كان معك أحد من أصحابك، يمشي معك، ويحفظ عليك مالك، ويحفظ كامل الشرور، ويقيك الأخطار؛ وجدت في قلبك محبة له، فكيف بالذي يحفظك في كل لحظة، في كل ثانية، حفظك في رحِم أمك قبل أن تخرج إلى هذه الدنيا، فساق لك الرزق، وحفظك المضار، ولما خرجت حفظك جل وعلا بحفظه، فيسر لك كل ما يكون سببًا لحفظ حياتك، واكتمال نموك، واستقرار حالتك ثم بعد ذلك ترقيت في الحفظ: قائمًا، وقاعدًا، وعلى جنب، في الغيب، والشهادة، وأنت في الحاضر، وأنت بادٍ، وأنت في بلدك، وأنت مسافر، وأنت في الشدة، وأنت في الكرب، حفظك جل في علاه في كل أحوالك، ألا يستحق هذا أن يحَب؟ بلى والله إن الإحسان يقتضي محبة المحسن.
قال الشاعر في ما ذكره من أثر الإحسان على القلوب، وتأثير ذلك على إيجاد المحبة:
أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ000 فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ
إن الإحسان يستعبد لكنه بمعنى أي أنه يجذب القلوب، وإلا العبودية لا تكون إلا لله عز وجل، أما الله عز وجل فنحن لا ننفكُّ عن إحسانه، على الأقل لما يُحسن الإنسان مرةً واحدة نجد أننا مُدانون له، نريد أن نرد إحسانه، ونحفظ إحسانه، ونثني عليه، فكيف بالذي لا ننفكُّ عن إحسانه، وحفظه جل وعلا.
الله تعالى حفيظ سبحانه وبحمده، ويحفظ من يحفظه في غيبهِ وشهادته، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يستحضر هذا المعنى، فإن الله تعالى وعد الحافظين له بعطاءٍ جزيل، وفضل كبير، قال: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ﴾[ق:32]، فإذا كنت حفيظًا؛ حفظك الله، كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لعبد الله بن عباس رضي الله عنه: »احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك«[سنن الترمذي(2516)، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]، إذًا من معاني الحفيظ؛ أن نحفظ الله، أو من التعبد لله تعالى باسم الحفيظ؛ أن نحفظه جل في علاه، وأن نقيَ أنفسنا ما يغضبه، فإن العبد يدرك بحفظه أمر الله ، وشرعه، وبحفظه الله في الغيب والشهادة ما يؤمنه من خير.
اللهم احفظنا بحفظك، وقِنا شر أنفسنا في الغيب والشهادة، واجعلنا من أوليائك وحزبك.
وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم [فادعوه بها]، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.