×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-2 / الحلقة(16) من برنامج(فادعوه بها2) عالم الغيب والشهادة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2944

إن الحمد لله: نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد...

فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات، حياكم الله في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم [فادعوه بها].

إننا في هذه الحلقة نتناول شيئًا من أسماء الله تعالى امتثالًا لما وجه الله تعالى إليه من: إثبات أسمائه، والمعرفة بها، ودعائه بها حيث قال جل في علاه: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، فمن دعاء الله تعالى بأسمائه أن نتعلمها، وأن نقف على ألفاظها، وأن نتدارس معانيها،كل ذلك امتثالًا لأمر الله تعالى [فادعوه بها]، ادعوه بأسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه في كتابه، أو أخبر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته.

من أسماء الله تعالى الحسنى الدالة على عظيم قدر الرب جل وعلا: اسمه سبحانه وتعالى (العالم)، واسمه جل في علاه (العليم)، واسمه سبحان وبحمده (علام الغيوب) هذه أسماء ثلاثة سمى الله تعالى بها نفسه في كتابه، ذاك في القرآن الحكيم، وفي السنة المطهرة، وهي أسماء جليلة تدل على ثبوت صفة العلم لله جل في علاه.

والمؤمن يثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات، ويقر بذلك وينجذب إلى هذا انجذابًا عظيمًا بعقل معناه، وفهم ما دل عليه، والعمل بمقتضى ذلك،

 وهو العليم أحاط علمًا بالذي         في الكون من سرٍّ ومن إعلانِ

 وبكل شيئ علمه سبحانه               فهو المحيط وليس ذا نسيان

 وكذاك يعلم ما يكون غداً وما          قد كان، والموجود في ذا الآن

 وكذاك أمرًا لم يكن لو كان         كيف يكون ذاك الأمر ذا إن كانِ.

إن العبد يؤمن بذلك ويعتقد أن الله تعالى له الكمال في كل صفاته، وفي هذه الصفة له كمال متميز حيث أن صفة العلم أوسع الصفات تعلقاً، ولذلك ذكرها الله تعالى بثلاثة أسماء في كتابه: فذكر الله تعالى العالم في القرآن الحكيم، ذكر ذلك في ثلاثة عشرة موضعاً، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[الحشر:22]، وقد ذكر الله تعالى علم الغيب أو هذا الاسم مضافًا إلى الغيب فقط فقال: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ[الحشر:22]، فلا يظهر على غيبهِ أحدَ، أما العليم فقد ذكره الله تعالى في أكثر من مائة وأربعين مرة قرابة مائة وخمسين مرة في محكم الكتاب منها قوله تعالى: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[البقرة:32]، ومن موارد ذكر صفة العلم ما سمى الله تعالى به نفسه في كتابه؛ بأنه علام الغيوب.

 ولم يرد هذا الاسم مستقلاً، بل ورد مضافًا فقال في أربعة مواضع من كتابه، ذكر هذا الاسم منها قوله تعالى: ﴿قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[المائدة:109] في قول الملائكة، وقال جل وعلا: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[سبأ:48]، كل هذه الآيات تدل على ثبوت صفة العلم لله عز وجل بهذه الأسماء الثلاثة: [العالم، العليم، علام الغيوب].

وأما السنة المطهرة فقد جاءت فيها أيضًا هذه الأسماء الثلاثة؛ فما جاء في اسم العالم ما رواه أبو هريرة عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:»يا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أصبحتُ، وإذا أمسيتُ، وإذا أخذتُ مَضجَعي. قالَ: قل: اللَّهُمَّ فاطرَ السَّمواتِ والأَرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ- أو قالَ: اللَّهمَّ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ- رَبَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ نَفسي، وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ«[سنن أبي داود(5067)، والترمذي(3392)، وقال: حسن صحيح]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت إلى مضجعك.

وكذلك جاء اسم العليم في دعاء الكرب كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: »لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ،لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ«، وجاء ذكر [العليم] في بعض النسخ: »لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَليمُ الحَلِيمُ«، ومما جاء فيه ذكر اسم [علام الغيوب] دعاء الاستخارة المشهور: »اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ«[صحيح البخاري(6382)]،فهذه الأسماء الثلاثة ثابتة في الكتاب، وفي السنة النبوية ثبوتًا واسعًا، شائعًا، ظاهرًا لكل من كان عارفًا بكلام الله عز وجل، وبكلام رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هذه الأسماء الثلاثة كلها تدور على إثبات صفة العلم لله عز وجل: [فالعليم، والعالم، وعلام الغيوب] كلها تدل على ثبوت صفة العلم، فما هو العلم؟

العلم في أصله يدل على أثر في الشيء يتميز به عن غيره، هكذا قال أهل اللغة، والمقصود به في هذا السياق نقيض الجهل؛فالعلم نقيض الجهل فالله تعالى أحاط بكل شيئ علمًا سبحانه وبحمده.

 ولهذا العلم لغة: هو ضد الجهل، وهو في صفات الله تعالى يقصد به إثبات كمال العلم لله تعالى؛ فهو العالم بما كان، وهو العالم بما يكون جل وعلا قبل كونه، وهو العالم بما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون.

أحاط علمه -جل وعلا- بالظواهر، أحاط علمه سبحان وبحمده بالبواطن، أحاط علمه -جل وعلا- بالسر، أحاط علمه -سبحانه وبحمده- بالعلن، أحاط علمه -جل وعلا- بالغيب، أحاط علمه -سبحانه وبحمده- بالشهادة، أحاط علمه جل وعلا بما يجب أن يكون في الكون وهو ما يُعرف "بالواجبات"، وبما يمتنع أن يكون في الكون، وبما يمكن أن يكون في الكون، أحاط علمه بالعالم العلوي وبالعالم السفلي، أحاط علمه بالماضي وبالمستقبل وبالحاضر فلا يخفى عليه شيء جل في علاه صدق ربنا: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا[النساء:122].

يقول الله: ﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا[طه:98]، الله أكبر، ولا إله إلا الله وسع كل شيئ علمًا لا يخرج شيئ من الأشياء في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل، ولا في الممكن، ولا في الممتنع، ولا في الواجب، ولا في السماء، ولا في الأرض، ولا في البر، ولا في البحر إلا وهو في علم الله جل وعلا أحاط به علمًا جل في علاه سبحانه وبحمده.

يقول -جل في علاه-: ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا[غافر:7]، الله ثبت له العلم المطلق الشامل المحيط بكل شيء، لا يخرج عنه شيء، ولذلك مما تميزت به هذه الصفة من صفات الله ما ذكرنا من سعتها، وتعلقها بكل الأشياء، أحاط بكل شيئ علمًا، كما قال -جل في علاه-: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا[الطلاق:12]، فعلمه شامل لكل ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزل من السماء، وما يعرج فيها: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ[سبأ:2]،يقول -جل وعلا-: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[الحديد:4]، علمه -جل وعلا- محيط بمفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، كما قال: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ[الأنعام:59].

وقد ذكر الله تلك المفاتيح فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[لقمان:34]، هذه مفاتح الغيب التي استأثر بها إن الله عليم خبير، علم الله لا يستثني شيئًا، بل علم الله وسع كل شيء، يعلم جل في علاه كل ما يكون في الكون، ولهذا جاء الإخبار بأنه لا يعزب عن علمه شيء، فهو محيط بكل الدقائق، والصغائر، والكبائر، والعظائم، ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ[الأنعام:59].

 ويقول -جل وعلا- فيما يتعلق بعلمه ما لا يشاهده الناس من الخفايا وهي القلوب والتي في الصدور: ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[آل عمران:29]، فقد أحاط علمًا جل في علاه بكل ما يكون من شأن الإنسان، لا يخفي عليه خافية بل هو العالم بما أنزل، والعالم بما شرع، العالم بهذا القرآن، العالم بأحوال العباد: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ[النحل:101].

 وقالالله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ[الإسراء:9]، الله تعالى أحاط علمه بالماضي، وما يكون في الحاضر، وما يكون في المستقبل ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ[الحديد:22]، وهو -جل وعلا- عالم بمن يهتدي، وبمن يضل، وبمن يستحق الهداية، وبمن يستحق الضلال، الله يعلم حيث يجعل رسالته.

كل ذلك في علم الله جل وعلا، وهو عالم بأحوالنا منذ خروجنا من بطن أُمهاتنا:  ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[النحل:78]، فكل علم يعلمه الناس إنما هو من تعليم الله عز وجل: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[1]خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ[2]اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ[3] الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ[العلق3:1]، فكل علم في الكون إنما هو من علمه جل في علاه، بهذا يعرف العبد عظيم أثر الإيمان باسم: العليم، العالم، علام الغيوب.

اللهم اشرح صدورنا لفقه كتابك، والعمل بسنة رسولك، والاهتداء بشرعك، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم ]فادعوه بها[، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94004 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف