×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-2 / الحلقة(12) من برنامج(فادعوه بها2) إن الله على كل شيء قدير

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3061

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، له الحمد كله أوله وآخره، ظاهره وباطنه، لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله ، إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده بالعلم، والبيان، والسيف والسنان حتى تركنا على المحجة البيضاء سبيل قويم أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، هدانا به من العمى والضلالة، فصلى الله عليه.

 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد...

فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم [فادعوه بها]. إنها أسماء الله التي تعرِّف به، إنها أسماء الله التي بها نتعرف على الله ونعلم ما له من الكمالات جل في علاه، إنها أسماء الله التي من أحصها دخل الجنة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «إن لله تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلا واحدا مَنْ أَحْصَاهَا دخل الجنة«[صحيح البخاري(2736)، ومسلم(2677/6)]، وإحصاؤها هو معرفة ألفاظها من الكتاب ومن السنة، وإدراك معانيها من فهم لسان العرب وبيان من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفق ما كان عليه فهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم أهل القرون المفضلة.

في هذه الحلقة -إن شاء الله تعالى- نقف مع ثلاثة أسماء من أسماء الله عز وجل هي ثلاثة في اللفظ لكنها من حيث المعنى تتفق في دلالتها على معنى واحد، وإن كانت متفاوتة في دلالتها على هذا المعنى، وهكذا جملة من أسماء الله عز وجل قد تتعدد ألفاظها لكنها تتفق في معناها ودلالتها مثل ما تقدم من الواحد الأحد، فإن اسم الواحد الأحد وإن تعدد اللفظ فالواحد يختلف عن الأحد لفظًا، لكنهما متفقان من حيث المعنى؛ حيث يدلان على أحدية الله تعالى ووحدانيته، وإن كان بينهما فرق فالأحد أبلغ في إثبات صفة الوحدانية لله تعالى من الواحد.

أسماؤنا في هذه الحلقة التي سنتناولها من أسماء الله عز وجل هي: [القادر، والقدير، والمقتدر] ثلاثة أسماء شريفة من أسماء الله -عز وجل- تدور على معنى واحد وهو إثبات كمال القدرة للرب جل في علاه [القادر، والقدير، والمقتدر]، هذه الأسماء وإن اختلفت في لفظها إلا أنها تتفق في دلالتها ومعناها في إثبات صفة القدرة لله عز وجل، وإثبات أصل من أصول الإيمان، إنه القدر الذي لا يطيب إيمان أحد، ولا يستقيم له يقين إلا بأن يؤمن بقضاء الله وقدره، فهذه الأسماء الشريفة من أسماء الله الحسنى تدل على هذا المعنى، وعلى هذا الأصل من أصول الإيمان وهو الإيمان بالقدر.

فهذه الأسماء الكريمة بكل اشتقاقاتها تتفق على إثبات صفة القدرة لله عز وجل، والقدر هو في الحقيقة قدرة الله عز وجل كما فسره بذلك جماعة من أهل العلم، يقول ابن القيم رحمه الله:

فحقيقة القدر الذي حار الورى           في شأنه هو قدرة الرحمن"[نوننية ابن القيم]،

هكذا باختصار موجز في بيان معنى القدر الذي يجب الإيمان به في أصل من أصول الإيمان أن القدر هو اليقين بقدرة الله عز وجل، "

     فحقيقة القدر الذي حار الورى             في شأنه هو قدرة الرحمن"

 واستحسن ابن عقيل ذا من أحمدٍ لما حكاه عن الرضا الرباني قال: الإمام شفى القلوب بلفظة ذات اختصار وهي ذات بيان.

إن [القادر، والقدير، والمقتدر] جاء ذكر هذه الأسماء في كتاب الله تعالى في أكثر من 80 موضعًا، وإن كانت مختلفة فمرة يأتي بمعنى القادر أو بلفظ القادر، ومرة يأتي بلفظ المقتدر، ومرة يأتي بلفظ القدير، فجاء بلفظ القادر على وزن الفاعل في 12 مرة، منها قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ[الأنعام:37]، وجاء القدير في مواضع عديدة منها قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[البقرة:20]، وجاء المقتدر في 4 مواضع منها قوله -جل وعلا-: ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ [41] كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ[القمر:41-42]، وقال -جل وعلا-: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ[54] فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ[القمر:54-55]، وجاء على صيغة الجمع في قوله تعالى: ﴿أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ﴾[الزخرف:42].

واستيعاب ذكر هذه الآيات التي ذكر الله تعالى فيها هذه الأسماء الثلاثة في كتابه يطول به المقام، والمقصود هو الإشارة والتنبيه إلى ورود هذه الأسماء في كلام الله عز وجل، وأنها من الأسماء الثابتة بالقرآن في كلام رب العالمين، في كلام رب الأنام جل في علاه.

 وأما السنة فقد جاء اسم القادر في عدة أحاديث منها ما رواه أنس رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر من يدخل الجنة من أهلها أنه يطلب من الله تعالى أن يعطيه ثم في آخر الحديث قال رضي الله عنه فيما ينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك الرجل يقول لله عز وجل: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين! فيقول الله تعالى: «إنِّي لا أسْتَهْزِئُ مِنْكَ، ولَكِنِّي علَى ما أشاءُ قادِرٌ».[صحيح مسلم(187/310)]

وأما السنة فكلنا نردد بعد صلواتنا في الأذكار المعهودة أدبار الصلوات قولنا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

 أما اسم المقتدر فإنه لم يرد في السنة فيما وقفت عليه، فيكفي ثبوته في القرآن الحكيم.

هذه الأسماء الثلاثة: [القادر، والقدير، والمقتدر] هي أسماء مشتقة من مادة قدر من حيث اللغة، وهذه المادة تدل على مبلغ الشيء ونهايته وكنهه وغايته، فالقدر مبلغ كل شيء يقال: قدره كذا، أي: مبلغه كذا، ويقال: القدر ويراد به ما يمضي من حوادث، وما يجري من وقائع قضاها الله تعالى وقدرها.

إذًا القدر يدور وهو معنى هذه الصفات التي تثبت القدرة تدل على نهاية ومبلغ الشيء، وكنه له، وتدل أيضًا على تقدير، وحكم، وقضاء، يكون به تلك الأشياء.

 فالقدير من الخلق هو الذي يفعل ما يُطلب منه وله التمكن في إيجاد ما يريد، هذا هو القدير أو القادر من الناس ولذلك القدرة إذا وصف بها الإنسان فهي اسم لهيئة يتمكن بها الإنسان من الفعل.

أما ما يتعلق بالقدرة في صفة الرب جل وعلا فهي أنه -جل وعلا- فاعل لما يشاء وفق ما تقتضيه حكمته دون زيادة ولا نقصان.

إذًا هناك في القدرة معنيان: وهو التقدير، وفي القدرة معنى آخر وهو القدر الذي يكون له ذلك التقدير، وهذه الأسماء كلها من حيث اللغة دالة على هذا المعنى، هل هناك علاقة بين هذه الأسماء؟ يعني عندنا اسم القادر والقدير والمقتدر هل هي متفقة تمام الاتفاق في المعنى أم أنها يوجد بينها فروقات؟

غالبًا أهل اللغة أو أهل العلم يتلمسون فروقات مستندة إلى استعمالات العرب، ولهذا من المفيد أن نعرف ما الفارق بين هذه الأسماء من حيث اللغة، فالقادر هو اسم فاعل من قدر يقدر، وأما القدير فهو أبلغ في الوصف في إثبات صفة القدرة لأنه صيغة مبالغة، وأما المقتدر فهو أكثر إثباتًا وأبلغ وصفًا من القدير.

 إذًا عندنا في إثبات هذه الأسماء الثلاثة لله -عز وجل- درجات في إثبات ما تتضمنه من الكمال، فالقادر أبلغ منه في إثبات الوصف القدير، وأبلغ من القدير المقتدر.

وفي كل الأحوال ما لله شيء لا تدركه العقول، ولا تحيط به الألباب ولا يمكن أن يقف عليه ذهن فهو -جل وعلا- على كل شيء قدير، لا يخرج شيء عن قدرته سبحانه وبحمده، فالقادر الذي هو اسم من أسماء الله تعالى هو من القدرة على الشيء التي تثبت لله تعالى كمال القدرة في كل شيء كما قال -جل في علاه-: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا[الفتح:21].

إن القدرة التي يثبتها القرآن لله -عز وجل- والتي تثبت من هذه الأسماء هي قدرة شاملة، هي صفة لله عز وجل، فلكمال قدرته يكون كل شيء في الكون، لكمال قدرته يهدي من يشاء ويضل من يشاء، يجعل المؤمن مؤمنًا والكافر كافرًا، والبر برًّا، والفاجر فاجرًا، وهو الذي جعل المؤمنين سعداء، والكافرين أشقياء، ذلك كله بقدرته، ولكمال قدرته لا يحيط أحد بشيء من علمه، فعلمه لا يحيط به عباده كما قال -جل وعلا-: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ[البقرة:255] ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا[طه:110]، ولكمال قدرته -جل وعلا- خلق السموات والأرض وما فيهما من عظيم الخلائق وبديع الصنع فخلق السموات والأرض على عظمها في ستة أيام، ثم قال: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ[ق:38].

والعباد بين يديه لا يخرجون عن أمره فمهما ظن الظان أنه عن الله فارٌّ، أو عنه منفك فإنه يخطئ في فهمه، فمن قدرة الله أن كل أحد من الخلق في قبضته جل في علاه،

وكيف يفر المرء عنك بذنبه             إذا كان يطوى في يديك المراحل

سبحانه وبحمده، كما قال في محكم كتابه عن الجن: ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا﴾[الجن:12]مع عظيم قدرتهم، الجن تقول: أيقنَّا على عظيم ما مكنهم الله تعالى به من القدرة يقولون: وأنا ظننا أي أيقنا اعتقادًا جازمًا أن لن نعجز الله -جل في علاه- لكمال قدرته، لن نعجز الله في الأرض مهما ذهبنا وكيفنا جئنا، ولن نعجزه هربًا ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ[النور:57].

اللهم إنا نسألك التلذذ بذكرك، ولذة النظر إلى وجهك، وأن تجعلنا ممن يفقه أسماءك ويحصيها على الوجه الذي ترضى به عنا، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم [فادعوه بها]

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90645 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87045 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف