×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-2 / الحلقة(9) من برنامج(فادعوه بها2) الله الصمد الجزء الأول

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3702

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...

فحياكم الله، وأهلًا وسهلًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم [فادعوه بها]،.

 أمام بابك كل الخلق قد وفدوا         وهم ينادون: يا فتاح، يا صمد

 فأنت وحدك تعطي السائلين ولا    يرد عن بابك المقصود من قصدوا

ذاك هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد جل في علاه.

نحن في هذه الحلقة -إن شاء الله تعالى- سنتناول اسمًا عظيمًا من أسماء الله جل في علاه، إنه [الصمد] ذاك الاسم الذي ذكره الله تعالى في السورة التي تعدل ثلث القرآن كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة في صحيح الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «احشِدوا فإنِّي سأقرأُ علَيكُم ثُلثَ القرآنِ، قالَ: فحشدَ من حشدَ ، ثمَّ خرجَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقرأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثمَّ دخلَ، فقالَ بعضُنا لبعضٍ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فإنِّي سأقرأُ علَيكُم ثُلثَ القرآنِ إنِّي لأرَى هذا خبرًا جاءَ منَ السَّماءِ. ثمَّ خرجَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: إنِّي قلتُ سأقرأُ علَيكُم ثُلثَ القرآنِ ، ألَا وإنَّها تعدِلُ بثُلثِ القرآنِ»وجاء ذلك أيضًا في حديث أبي سعيد في صحيح الإمام البخاري رحمه الله: «أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ لأَصْحابِهِ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُم أَنْ يقْرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ في لَيْلَةٍ» فَشَقَّ ذلكَ علَيْهِمْ، وقالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذلكَ يا رسولَ اللَّه؟ فقال: «قُلْ هُو اللَّه أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ: ثُلُثُ الْقُرْآنِ»[صحيح مسلم(812/261)]، وهذه السورة تضمنت هذا الاسم، فإن الله تعالى ذكر هذا الاسم في هذه السورة العظيمة وهو الموضع الوحيد الذي ذكر الله تعالى فيه هذا الاسم العظيم من أسماء الله الجليل الكريم سبحانه وبحمده، وله الأسماء الحسنى ومن أشهرها هذا الاسم العظيم الذي يدل على كمالات رب العالمين جل في علاه.

وقد جاء ذكر اسم الصمد في السنة النبوية في أحاديث عديدة، من ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث الإلهي الذي قال فيه الله -جل وعلا-: «كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي، ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ؛ فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لا أقْدِرُ أنْ أُعِيدَهُ كما كانَ» ، معنى هذا أن الإعادة أسهل من البداءة، وقد بدأ الله خلق الناس فهو على إعادتهم أقدر جل في علاه سبحانه وبحمده،«فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لا أقْدِرُ أنْ أُعِيدَهُ كما كانَ وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: لي ولَدٌ، فَسُبْحانِي أنْ أتَّخِذَ صاحِبَةً أوْ ولَدًا!».[صحيح البخاري(4482)]

فهو الأحد الصمد جل في علاه، وقد جاء أيضًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن من شك في الله جل وعلا، وتسلط عليه الوسواس في خلق الخلق، ثم قال:« هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ»[صحيح البخاري(7296)، ومسلم(134/212)]، توجيهًا لأهل الإيمان أن يصدوا تلك الوساوس التي ترد على قلوبهم من الشيطان ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ[2] لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ[3] وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص:4]، ثم ليتفل عن يساره ثلاثًا، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

الصمد في لغة العرب يدل على القصد، ومنه صمدت إلى الشيء أي قصدته، فالمصمود هو المقصود إليه، ويطلق ذلك على الإنسان وعلى غير الإنسان مما يقصده الناس، فمن كان مقصودًا من الناس فإنه صمد سواء كان ذلك مكانًا، أو كان ذلك شخصًا، لكنه قد جرت لغة العرب على إطلاق الصمد في كلام العرب على الشريف، والمتمكن من الفضل من الناس، ولهذا قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: العرب تسمي أشرافها الصمد[صحيح البخاري(6/222)]، فالصمد هو اسم الشريف من الناس، قال أبو جعفر: الصمد عند العرب هو السيد الذي يُصمد إليه، الذي لا أحد فوقه[تفسير الطبري(24/693)]  في الشرف، والفضل، والمكانة، والمنزلة.

إن هذه المعاني اللغوية تكشف لنا ما معنى الصمد في حق الله عز وجل؟ فإن من الأسماء ما يكون موصوفًا به الله عز وجل، ومسمى به، ويرد في حق الناس وصفهم به وتسميتهم به، مثل ذلك: العزيز، الرحيم، الملك، وما أشبه ذلك من الأوصاف والأسماء التي يسمى بها الناس، وتأتي في حق الله عز وجل من أسمائه وصفاته.

لكن ينبغي أن يُعلم أن ما كان من هذا النحو من الأسماء التي يصح إطلاقها على الناس كالرحيم، وكالعزيز، وما أشبه ذلك، كل هذه ما يكون فيها الإنسان مختلف من حيث الحقيقة والقدر عن ما لله عز وجل، فلله ما يليق به من العزة، والرحمة، وسائر الصفات، وللمخلوق ما يناسبه من تلك الصفات، بل الصفات في الخلق متفاوتة فمثلًا كلنا نبصر، الذين لم يفقدوا البصر يبصرون ويرون الأشياء لكن هذه الرؤية متفاوتة في قوتها وقدرها؟

الجواب: لا، متفاوتة تفاوتًا كبيرًا، فليست على حد واحد ولا على وزن واحد بل هي متفاوتة، كذلك ما أخبر الله به من صفاته، وما أخبر به من صفات خلقه، فإن صفات خلقه وإن اتفقت في الاسم لكنها مختلفة تمامًا في الحقيقة والمعنى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11]،فلما كان الصمد في الخلق هو الشريف فإنه دالٌّ على كمال في الصفات، لكنه كمال نسبي يناسب الإنسان لا يتجاوز فيه الإنسان قدره، وأما كمال الله -عز وجل- وما له من هذا الوصف فهو أمر مختلف تمامًا في حقيقته وكنهه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11] جل في علاه.

إن معنى الصمد في كلام المفسرين وأهل العلم المبيِّنين لمعنى هذا الاسم في أسماء الله تعالى، قالوا: "الصمد هو السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج"، وقد روي عن ابن عباس رحمه الله أجمع كلام في معنى الصمد، روي عنه قوله رضي الله عنه: السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد عظم وكمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي قد كمل في غناه، والجبار الذي قد جمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه هذه صفة لا تنبغي إلا له جل في علاه.[تفسير الطبري24/692]

إن الصمد هو السيد، فقد انتهى السؤدد والشرف إليه جل في علاه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى:11]، وفُسر الصمد بأنه الباقي الذي لا يزول كما هو معنى اسمه (الآخر)، فهو الآخر الذي ليس بعده شيء سبحانه وبحمده، كل شيء هالك إلا وجهه جل في علاه.

وقد قال سعيد بن جبير في معنى الصمد قال: "هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله وأقواله"، وهذا يبين لنا أن الصمد من حيث ما قام في الله عز وجل من وصف معناه: أنه الذي كمل في كل وجه سبحانه وبحمده، فله الأسماء الحسنى، وله الصفات العلا، له المثل الأعلى، ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده وهو السميع البصير.

إن الله -جل في علاه- أخبر عن قصد عباده له، وعظيم حاجتهم إليه، وهذا الخبر عن عظيم الحاجة لأنهم يقصدونه جل في علاه، فليس لهم رب سواه يدعونه، ولا إله غيره فيقصدونه، ولذلك لا سبيل لإدراك المطالب وقضاء الحاجات إلا باللجأ إليه، وهذا من معاني الصمد، فالصمد هو المصمود إليه بالحوائج، أي المقصود لقضائها وإنجازها وإدراكها سواء كان ذلك فيما يرغب الإنسان، أو فيما يرهب، أو فيما يحب، أو في دفع ما يكره، كل ذلك من أسمائه، أو كل ذلك من المعاني التي يدل عليها هذا الاسم العظيم من أسمائه جل في علاه.

إن اتصاف الله عز وجل بهذه الصفة يُنظر إليه من ناحيتين:

  • الناحية الأولى ما قام فيه من صفات، وهذا دال على عظيم الكمال، وجليل الصفات التي اتصف بها سبحانه وبحمده في كل صفة من صفاته، فقد انتهى إليه الشرف والسؤدد والكمال من كل وجه لا ينازعه في ذلك من منازع.
  • الجهة الثانية فيما يتعلق بأفعال الخلق وهو أنه المقصود الذي تقضى حوائج العباد ومطالبهم على يديه جل في علاه، فمنه يُطلب قضاء الحاجات، ومنه يُسأل جل وعلا بلوغ المأمولات، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.

إذًا الصمد هو السيد الذي له الكمال المطلق في كل شيء، وهو المستغني عن كل شيء، وهو الذي يفتقر إليه كل خلقه شريفهم، ووضيعهم، كبيرهم، وصغيرهم، عاقلهم، وغير العاقل من الخلق كلهم إليه فقراء لا غنى بهم عنه، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[فاطر:15]،

والله أكبر واحد صمد                  وكل الشأن في صمدية الرحمان

 نفت الولادة والأبوة عنه             والكفء الذي هو لازم الإنسان

 وكذاك أثبتت الصفات                جميعها لله سالمة من النقصان

 وإليه يصمد كل مخلوق فلا            صمد سواه عز ذو السلطان.

هذه هي المعاني التي يمكن أن نقف عليها من خلال هذا الاسم العظيم الذي تسمى به رب العالمين، فهل نحن أيها الإخوة والأخوات إذا قرأنا كلام الله تعالى، إذا قرأنا هذه السورة قلنا: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1] استحضرنا هذا المعنى، ألخصه في كلمتين:

الصمد هو الذي كمل في كل شرف وفضل وكمال، والثاني أنه المقصود فلا تُقضى الحاجات إلا من جهته، ولا تُدرك المطالب إلا منه سبحانه وبحمده.

 اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، أعنا على طاعتك وارزقنا يا ذا الجلال والإكرام، لذة العلم بك والمعرفة لك، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم [فادعوه بها]، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93806 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89673 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف