×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-2 / الحلقة(3) من برنامج(فادعوه بها2)فادعوه بها

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2956

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، له الحمد كله أوله وآخره، ظاهره وباطنه، لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أرجو بها النجاة من النار، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صفيه وخليله، وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته، واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...

فحياكم الله، وأهلًا وسهلًا بكم أيها الإخوة والأخوات، في هذا البرنامج برنامجكم [فادعوه بها]. إن الله -جل في علاه- أخبر في محكم كتابه بأنه تسمَّى بأسمائه الحسنى جل في علاه، وأن له الصفات العلا سبحانه وبحمده، يقول -سبحانه وبحمده-: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الأعراف:180]

 هذا خبر من رب العالمين يخبرنا بأن له الأسماء الحسنى، والأسماء الحسنى هي كل ما سمى الله تعالى بها نفسه من ما جاء في الكتاب الحكيم أو جاءت به السنة المطهرة الشريفة، لذلك العلم بهذه الأسماء يتحقق به المعرفة بالله عز وجل.

الله -سبحانه وبحمده- لما أخبرنا بأن له الأسماء الحسنى بيَّن لنا أثرًا من آثار العلم بأسمائه سبحانه وبحمده، فهي الطريق الذي يصل به الناس إلى تحقيق العبودية لله جل وعلا، ولذلك يقول: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180] فأمرنا الله سبحانه وبحمده بأن ندعوه بها.

وقد قال الله -جل في علاه-: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾[الإسراء:110] سبحانه وبحمده.

 إن دعاءه -سبحانه وبحمده- بأسمائه وصفاته يشمل تسميته -سبحانه وبحمده- بما سمى به نفسه، فيسميه المؤمن بما سمى به نفسه، يسميه الله، الرحمن، الرحيم، الملك، العزيز، الرحيم، الجبار، المتكبر، المهيمن، المصور... وسائر أسمائه الحسنى سبحانه وبحمده التي جاء في كتابه ذكرها، وعلى لسان رسوله بيانها.

وبذلك يحقق نوعًا من العبودية لله عز وجل؛ فيسمي الله بما سمى به نفسه سبحانه وبحمده، يثني عليه بها وهذا نمط من أنماط العبودية ومن دعاء الله تعالى بهذه الأسماء أن تدعوه بها، فتسميه بها، فتقول: يا الله، يا رحمن، يا رحيم... ثناء، وتمجيدًا، وتقديسًا، وتسبيحًا سبحانه وبحمده، وتعبدًا له جل في علاه، فذاك نمط من أنماط الدعاء الذي أُمر به المؤمن في قوله تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180].

فلا يثنى على الله تعالى إلا بأسمائه، ولا يتجاوز ما جاء في الكتاب والسنة، ليس لنا أن نقترح أسماء لله عز وجل، بل لا نتجاوز القرآن ولا نتجاوز ما جاء به بيان خير الأنام صلى الله عليه وسلم، فنقف على دلالة الكتاب والسنة، ليس لأحد أن يسمي الله -عز وجل- باسم من عنده، إنما الأسماء توقيفية كما يقول العلماء.

 معنى توقيفية أنه ما فيه مجال أنه أحد يقترح اسم لله عز وجل؛ لأنه العالم بصفاته الذي كفى العباد المئونة في أن يقترحوا له أسماء، بل أسماؤه تُستفاد من كتابه، أسماؤه تُستفاد من خبر رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، ما عدا ذلك لا سبيل لأن يقترح الناس أسماء لله عز وجل، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا.

وكذلك لا يُمجد، ولا يُعظم، ولا يسمى إلا بأسمائه سبحانه وبحمده؛ ولذلك كان أحب ما دُعي به الله -جل وعلا- أسماؤه الحسنى التي سمى بها نفسه في كتابه، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم.

 دعاء المؤمنين لربهم الذي أمرهم الله تعالى به في قوله: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180] هو دعاء عبادة كما أنه يكون دعاء مسألة، دعاء عبادة بالثناء عليه فالدعاء يسمى عباده كما قال الله تعالى في سورة مريم فيما ذكره عن إبراهيم: ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا[مريم:48].

فدعاء إبراهيم عليه السلام الذي قاله لقومه ليس فقط هو سؤال الحاجات، وطلب الطلبات من إجابة الدعوات، وإغاثة الملهوفين، لا، إنه أكثر من هذا، إنه رقُّ القلب وعبوديته لله عز وجل، إنه إسلام الجوارح لله عز وجل فلا يكون فيها انقياد إلا لله، كما خلا القلب من محبة غيره، ومن تعظيم سواه ، كذلك الجوارح لا تنقاد إلا له، ولا تقبل إلا قوله، ولا تأتمر إلا بأمره، ولا تنتهي إلا بنهيه سبحانه وبحمده.

عند ذلك يحقق المؤمن معنى من معاني قول الله -عز وجل-:﴿فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، إنه دعاء العبادة الذي ينتظم الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وإغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين، وأداء الأمانة في الأعمال والوظائف، كل ذلك وغيره من شرائع الدين، وحفظ النفس عن معاصي رب العالمين، كله من العبودية لله تعالى بأسمائه، ومن دعاء الله تعالى بأسمائه.

إن المؤمن الذي يرقب الله -جل وعلا- في غيبه، وفي شهادته، ويعلم أن الله رقيب، وأن الله سميع، وأن الله بصير؛ فيكفه ذلك عن أن يقول سوءًا، أو أن يغشى فجورًا، أو أن يسمع باطلًا، أو أن يقع نظره على محرم ذاك تعبد لله، دعا الله بأسمائه، دعا الله بما أخبر به عن نفسه من السمع بأنه سميع، ومن البصر بأنه بصير، ومن الرقابة بأنه رقيب، ومن الشهادة بأنه شهيد، كل هذه المعاني العظيمة التي أفادتها تلك الأسماء تعبد الله بها دون أن يقول: يا سميع، يا عليم، يا بصير، يا رقيب، يا شهيد، بل قال ذلك قلبه قبل أن ينطق به لسانه؛ لأنه أقر بمعاني تلك الصفات، فكانت عبودية حقق بها قول الله -جل وعلا-: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180].

إن الدعاء لله -عز وجل- بأسمائه الحسنى لا يقتصر على أن يهتف المؤمن بأسمائه، أو أن يمجده بها فقط، بل هذا من صور العبودية، لكن من عبودية الله تعالى بأسمائه -جل في علاه- من دعائه بها أن يستحضر معانيها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث أبي هريرة: «إن لله تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلا واحدا مَنْ أَحْصَاهَا دخل الجنة«+[صحيح البخاري(2736)، ومسلم(2677)]هذا الفضل العظيم، والأجر الجزيل، والعطاء الكبير، لماذا؟ لماذا من أحصاها دخل الجنة؟ أهو لأنه قوي الحافظة يحصي ألفاظ: الله، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار... ويعدها في دقائق؟!

لا والله، هذا يتقنه كثير من الناس لكن الإحصاء الحقيقي لتلك الأسماء هو أن تكون هذه الأسماء حاضرة في القلب معانيها، حاضر في القلب مدلولاتها، حاضر في القلب ما تضمنته من التعريف بالله -عز وجل- الذي يثمر في القلب الخشية، ويثمر في القلب المحبة لله عز وجل، والتعظيم له، والإقبال عليه، فلا يكون في القلب سوى الله محبة، سوى الله تعظيمًا، سوى الله خوفًا، سوى الله رجاء، وبذلك يكون قد حقق العبودية لله وينتظم وينضم لِسِلك أولئك الذين قال الله فيهم: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28]، لا نغفل عن هذا الدعاء لأن كثيرًا من الناس يتوهم أن دعاء الله -عز وجل- بأسمائه هو فقط دعاء المسألة..

لا، هناك دعاء آخر وهو الأشمل والأوسع الذي ينتظم حياة الناس بأن يعبدوه بتلك الأسماء، يتعبد له بمعاني ومدلولات تلك الأسماء التي سمى بها -جل وعلا- نفسه.

إن من دعاء الله جل وعلا وهذا المعنى هو المتبادر إلى أذهان الكثيرين من دعاء الله تعالى بأسمائه أن يسأل الله تعالى بأسمائه وما ذكره جل وعلا في محكم كتابه، من الأسماء قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر:60]، ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ[البقرة:186] هذا يكون بأسماء الله تعالى، ما أحوجنا إلى أن ندعو الله تعالى بأسمائه وصفاته، فإن ذلك من أنجح الوسائل وأقرب الأسباب التي يدرك بها الإنسان حوائجه، ويفوز فيها بمطالبه، ولذلك يقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180] مباشرة.

من دعائه بها أن يكون ذلك مضمنًا في سؤال العبد ربه، وفي طلبه حاجته من الله عز وجل أن يدعوه بما سمى به نفسه، فمن أراد رحمته فليدعو بالرحمن، ومن أراد مغفرته فليدعو بالغفار، ومن أراد الغنى فليسأل الله الغني، ومن أراد العزة فليدعوه بالعزيز، وما إلى ذلك من الأسماء الحسنى التي تدل على كمال ما للرب جل وعلا من المعاني في أسمائه وصفاته وأفعاله.

إن المتأمل لأدعية القرآن الكريم وما ذكره الله تعالى من أدعية النبي ليرى كيف كان النبيون أعظم خلق الله تحقيقًا لما أمر الله تعالى به في قوله: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، فقد حققوا ذلك عبادة فهم أعبد الناس لربهم في طاعتهم لله، وامتثالهم لأمره، لكنهم أيضًا حتى في سؤالهم وتضرعهم وإنزالهم حاجاتهم لله -عز وجل- استعملوا أسماء الله تعالى، فدعوه بها.

 هذا خليل الرحمن -عليه صلوات الله وسلامه- يقول الله تعالى قاصًّا دعاءه لما رفع القواعد من البيت: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[البقرة:127]، يتوسل إلى الله بسمعه وعلمه، وهذا إبراهيم -عليه السلام- لما سأل الله التوبة قال:﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[البقرة:128]. أيوب عليه السلام لما مسه الضر ماذا قال؟

قال: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ[الأنبياء:83] شكوى للملك الذي بيده مقاليد الأمور جل في علاه، ثم توسل إليه ودعاه بصفاته فقال: ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾. ولو سقنا الشواهد والآيات التي فيها امتثال النبيين لأمر رب العالمين بأن يدعوه عباده بأسمائه لوجدنا من ذلك شيئًا عظيمًا كثيرًا في كتاب الله، وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم:﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف:180]، دعاء عبادة، ودعاء مسألة.

دعاء العبادة يكون بامتثال شرع الله، والتزام ما أمر به، وترك ما نهى عنه استحضارًا لمعاني أسمائه، وما أخبر به من صفاته.

أما النوع الثاني من الدعاء فهو في طالب الحاجات وسؤالها فلندعوه بأسمائه لنصل إلى مطلوباتنا.

 اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله، الأحد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن ترزقنا إيمانًا صادقًا، ويقينًا راشدًا، وأن تغفر لنا الزلات، وأن تعاملنا بما أنت أهله من الفضل والإحسان، وأن تختم لنا بالسعادات يا رب العالمين.

اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم فلندعوه بها استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94030 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89942 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف