×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / مفاتيح / الحلقة(9) من برنامج مفاتيح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2899

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده حق حمده، لا أحصي ثناء عليه هو كما أثني على نفسه، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، له شهادة الحق، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آله محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد.

فأهلا وسهلا وحياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم مفاتيح، إن العلم بالمفاتيح من أهم ما تنال به المطالب، فما من شيء إلا وله مفتاح، ونحن في هذه الحلقات نتكلم عن أعظم الأبواب إننا نتكلم عن أبواب الجنة كيف نفتحها؟ ألا تحب ألا تحبين أن تملكي هذا المفتاح الذي من خلاله تدرك أعظم نعيم، وأدوم سعادة، وأبقى فلاح إنها الجنة التي أعدها الله لأوليائه، مفاتيحها الأعمال، رأس ذلك الإخلاص ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة: 5]، فأصل المفاتيح التي يفتح بها الإنسان هذه الجنة أن يكون لله مخلصًا، أن يقول لا إله إلا الله صادقًا من قلبه، إن من مفاتيح الجنة الصوم، جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيامِ دُعِيَ مِن بابِ الصِّيامِ»[صحيح البخاري(1897)، ومسلم(1027)]، فالصوم له باب يدخله الصائمون، لذلك جاء في الصحيح من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ»هذا الباب هو من الأبواب التي جاء له اسم خاص، باب الريان، «إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْيَدْخُلْ منه أحَدٌ»[صحيح البخاري(1896)، ومسلم(1152)] هذه الخاصية، هذه الميزة، هذا الشرف، لم يذكره الله تعالى لبقية الأعمال باب الصلاة، باب الجهاد، باب الصدقة، فلم يأت التفصيل فيه، كما جاء في هذا الباب، أولًا خصه بأن ذكر اسمه دون سائر الأبواب، فإن بقية الأبواب تذكر بأسماء الأعمال، باب الصلاة، باب الصدقة، باب الجهاد، وأما هذا الباب فإنه سمي بباب الريان، والريان أي الذي امتلأ ريًّا، والري هو الشبع والاكتفاء من كل ما يحتاجه الإنسان في مأكله ومشربه هذا في الأصل، ولكنه أيضًا في نفسه، فإنه تشبع كل رغباته، فلا يبقى شيء مما حجز نفسه عن الطاعة لله في المأكل والمشرب والشهوة، إلا وسيجد عوض ذلك عند الله تعالى، إذا دخل من هذا الباب باب الريان، الصوم باب من أبواب الجنة، من صدق مع الله تعالى في تحقيق الغرض من هذا الصيام، كان فائزًا بالأجر والعطاء، لكن الصوم عبادة لا يعلمها أحد، ليس شيئًا يظهر على الجوارح، بمعنى أنه الصائم لا يقوم بعمل إلا أن يمتنع فقط عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس رغبة فيما عند الله –عز وجل-وأملا فيما عنده، إخلاصًا له لا يعلم بذلك أحد إلا الله، لهذا كانت هذه العبادة من عبادات السر لذا جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:«الصوم لي وأنا أجزي به»،لماذا له دون سائر العمل مع أن كل الأعمال له جل في علاه، الصلاة له، الصدقة له، الإحسان له، بر الوالدان له، صلة الأرحام له، أداء الأمانات له، كل ذلك يفعله العبد له، لكن لماذا قال الصوم لي وأنا أجزي به؟ لأنه لا يعلم به إلا هو جل في علاه، فهو سر بين العبد وربه، قد يظهر الإنسان مظهر الصائمين، لكنه مفطر، فلا يعلم أحد بذلك إلا الله، وقد يظهر مظهر المفطرين فلا يبدو عليه شيء من آثار الصيام، لكنه صائم لا يعلم بذلك إلا الله مفتاح الصوم وركنه الأساس الأكبر هو النية، إذا كان العمل لله يبين هذا في بقية الحديث يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، يعني لا لأحد غيري، بل له وحده يمكن أن يختلي في مكان ويأكل ويشرب ويفعل ما يشاء مما منع منه الصائم، لكنه لا يفعل ذلك إلا خوفًا من الله، إلا رغبة فيما عنده جل في علاه.

ولهذا كان الصوم لله وحده وهو يجزي به، وجزاؤه يفوق قانون التقدير والحساب، جزاء الصوم ليس شيئًا محددًا، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، بل ذاك فوق الحساب، ولهذا قال الله تعالى في الحديث الإلهي:«الصوم لي وأنا أجزي به»[صحيح البخاري(1904)، ومسلم(1151)]،فجزاؤه خارج عن كل التقديرات وكل التوقعات، ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[الزمر: 10] فيعطون شيئًا لا يأتي لهم على بال، ولا يرد لهم على خاطر، عطاء من الله تعالى وهبة ومن.

الصوم يفتح أبواب الخير، ويعين على الطاعة والإحسان، الصوم مفتاح للطاعات، لأنه يكف الإنسان به نفسه عن المباح الذي هو حلال في غير الصيام، فيكون هذا مدعاة له أن يكف نفسه عما حرم الله حتى في غير الصيام، فهو تربية وحمل نفس على أن تكف عن كل ما يكون سببًا لفضل الله –عز وجل-ولهذا كان رمضان من أبواب الخير في الناس وهو الذي يكون فيه الفرض فرض الصيام، الذي فرضه الله تعالى على الناس في شهر رمضان ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[البقرة: 185].

فصيامه مفتاح للخير لهذا جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ»

إذًا الصوم حتى في الدنيا هو سبب للفتح، فتحت أبواب الجنة، وليس بابًا واحدًا، إنها أبواب لأن الصوم يفتح لك آفاق الخير، يفتح لك أبواب البر، يفتح لك أبواب الطاعة والإحسان، «إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ»[صحيح البخاري(1898)، ومسلم(1079)]، وتصور الإغلاق لأبواب النار هو إيذان بأن من كان صائمًا فيبعد أن يكون عاصيًا، فالصوم يحمل على الطاعة يقرب من الله –عز وجل-فتجده مسابقًا إلى الخيرات، ومتجافيًا ومتباعدًا عن الشرور.

الحديث لم يقتصر على ذكر هاتين الميزتين لشهر رمضان، وهذه المزية ليست لزمان فقط، يعني ليست خاصة بزمان دون أن يكون هذا الزمان مرتبطا بمعنى رمضان؛ لأنه محل الصيام كان مخصوصًا بهذه الفضيلة، وليس هذا لأجل أن النهار قصير، أو الليل طويل، أو أنه في زمن الربيع، أو أنه في زمن الشتاء لا، هو يرتبط بالعمل لا يرتبط بزمان أو حال معينة تتعلق بليل أو نهار، أو محيط، لا، إنما تتعلق بما يكون من الإنسان، فهي تفتح أبواب الجنة، لأن الناس صائمون مقبولون على الله، وتغلق أبواب النار لأنهم كذلك، منصرفون عن السيئات، ذكر ميزة وتصفد فيه الشياطين، تصفيد الشياطين هو عقلها عن أن تعمل، ربطها توثيقها عن أن تعمل شرًّا وفسادًا، وهذا لكون الصوم جنة كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-.

ولهذا الصائم متوقي للشيطان في رمضان وفي غير رمضان، لأن رمضان هو جو عام، أما في غير رمضان فيكون ذلك في خاصة نفسه، يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «الصيام جنة أو الصوم جنة»[صحيح البخاري(7492)]أي وقاية يقي بها الإنسان الشر، وجاء في الصحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ»[صحيح البخاري(2038)، ومسلم(2174)] يعني في العروق، فالعروق هي التي يجري فيها الدم، وبالتالي إذا صام الإنسان ضاقت على الشيطان مجاري الدم، فقل عمله، وكان الصوم جنة له ووقاية من أن يقع في الشر، لذلك قال: «يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ»[صحيح البخاري(1905)، ومسلم(1400)]، أي: وقاية وحماية من أن تتسلط عليه الرغبات والشهوات التي إذا استجاب لها في غير طاعة الله كانت هلاكًا ووبالًا.

إذًا الصوم مفتاح للجنة، الصوم مفتاح للبر، الصوم مفتاح للعمل الصالح، الصوم مغلاق للفساد والشر، الصوم يزكو به الإنسان، مفتاح لفضائل الأخلاق.

ولهذا جاء في الصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «إذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ، ولَا يَصْخَبْ» «لا يرفث» يعني: لا يتكلم كلامًا بذيئًا و«لا يصخب» يعني لا يرفع صوته بالصياح وبالمخاصمات «فإن امرؤ خاصمه».

إذًا هذا بيان أن الصوم نقلة ينتقل بها الإنسان من حال رديئة في قوله ومعاملته، إلى حال فاضلة حتى إذا اعتدى عليه أحد هو مطلوب منه ومندوب إلى أن لا يقابل الإساءة بمثلها، وأن يظهر أن عدم المقابلة ليس عجزًا عن الرد ولا ضعفًا عن أن يقابل الإساءة بمثلها، إنما لأجل ما هو عليه من صيام ومن عمل يحجزه عن أن يقابل الإساءة بمثلها.

ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم- «وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ»[صحيح البخاري(1691)، ومسلم(1151)] يعني أنا صائم وصومي يقتضي إلا أجيب إساءتك، وألا أقابل ما يكون من سيء قولك أو عملك.

إذًا الصوم مفتاح لخيرات كثيرة، لكن هذا الصوم يحقق ذلك متى إذا كان لله خالصًا، إذا حرص الإنسان أن يتقرب إلى الله تعالى به على الوجه الذي يرضى الله تعالى به، فأندب نفسي وإخواني إلى الحرص على الصوم ابتداء بالفرائض «وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه» هذه المرتبة الأولى التقرب إلى الله تعالى بالواجبات، ثم بعد ذلك «وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ»[صحيح البخاري(6502)]احرص على صيام ثلاثة أيام من كل شهر اثنين وخميس، صيام الأيام التي جاء في فضلها، صوم كعرفه وعاشوراء، فإن الصيام مفتاح المغفرة فقد جاء فيه أنه قال: «مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ»[صحيح البخاري(1901)، ومسلم(760)]، «وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ»[صحيح مسلم(1162)] وفي عرفه «أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ»[صحيح مسلم(1162)]

 فالصوم سبب لحط الذنوب والأوزار والخطايا، فهو مفتاح من مفاتيح المغفرة، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني وإياكم من المقبولين، أن يغفر لنا، وأن يعيننا على الطاعة والإحسان، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم مفاتيح، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف