×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / مفاتيح / الحلقة(5) من برنامج مفاتيح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3007

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده حق حمده لا أحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صفيه وخليله، خيرته في خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا ومرحبا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم مفاتيح، مفاتيح الخير، مفاتيح الجنة، مفاتيح السعادة، مفاتيح البر، مفاتيح الطمأنينة، مفاتيح السيادة، مفاتيح العلو، مفاتيح السمو، مفاتيح الأمن.

إنها مفاتيح عديدة، من خلالها يدرك كل واحد منا هذه الأمور، أعظم مفتاح لإدراك ذلك كله، لا إله إلا الله، بها ينجو، بها يفوز، بها يسعد، بها تطيب حياته، بها يسلم قلبه، بها يبتهج، بها يسر، بها يدرك فوز الآخرة ونجاة الدنيا، إن لا إله إلا الله كلمة عظيمة بها تتبدد كل الخطايا، وتزول كل السيئات، فمن حققها صادقًا، فاز بعطاء عظيم من رب يعطي على القليل الكثير، هذه الكلمة من ثوابها أن ينادى يوم القيامة برجل كما في الترمذي والمسند بإسناد لا بأس به من حديث عبد الله بن عمرو ينادى برجل يوم القيامة يدعا بين الناس، فيؤتى بتسعة وتسعين سجلًّا صحائف عمله، ينشر له ذاك الديوان، تنشر سجلاته، كل سجل مد البصر، ثم يقول أتنكر من هذا شيئًا؟ هل تعترض على شيء من هذا المضمون؟ أظلمك كتبتي؟ يقول له الله تعالى فيقول لا يا رب، فيقول: أفلك عذر ولا أحد أحب إليه العذر من الله –عز وجل-لذلك يسأله ألك عذر في هذه الجرائم وهذه السيئات التي حواها هذا الكم الكبير من السجلات التي مد البصر؟ فيقول: لا يا رب ليس له عذر، فيقول له رب العالمين الذي لا يظلم الناس شيئًا هل لك من حسنة؟ فيقول: لا، ليس لي حسنة، فيقول الله تعالى: بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة هذه البطاقة ما مضمونها؟ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، فتوضع هذه البطاقة في الكفة الأخرى في مقابل تلك السجلات التي كل سجل مد البصر، فطاشت تلك السجلات، تصور تتطاير وتتبدد وتتلاشى كل تلك السجلات بتلك البطاقة التي ثقلت، فلا يثقل مع اسم الله شيء.

اسم الله إذا حقق العبد معناه ومضمونه ومقتضاه، كان فائزًا بالثواب العظيم، والأجر الكبير، لكن هل هذا لكل من قال لا إله إلا الله؟ الجواب: لا.

لهذا قيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ فهل كل من قال لا إله إلا الله تفتح له أبواب الجنة؟ قال: لكل مفتاح أسنان، فإذا جئت بمفتاح له أسنان، فتح لك، وإلا لم يفتح لك[أخرجه البخاري في صحيحه معلقا، ترجمة حديث(1237)]، جرب ضع مفتاح سيارتك في ثقب مفتاح باب بيتك كلاهما لك، هل يفتح؟ الجواب لا، ضع مفتاح بابك الرئيسي في باب داخلي هل يفتح؟ الجواب لا، أليس مفتاحًا بلى، لكنه لا يفتح لماذا؟ لأن أسنانه غير مطابقة للمطلوب لهذا من المهم لكل من قال "لا إله إلا الله" أن ينظر في أسنان هذه الكلمة هل حققها أو لا؟ وهذا مثل بليغ من وهب بن منبه –رحمه الله-في بيان أهمية العناية بتحقيق معنى لا إله إلا الله، تحقيق شروط لا إله إلا الله، فإنه لا فتح لباب إلا بمفتاح له أسنان هذا، وفتح الباب ليس بممكن، إلا بمفتاح له أسنان مفتاحه بشهادة الإخلاص والتوحيد تلك شهادة الإيمان أسنانه الأعمال وهي شرائع الإسلام، والمفتاح بالأسنان، يقول ابن القيم بعد هذا التنبيه لهذا المعنى:

              لا تلغين هذا المثال فكم به                  من حل إشكال لذي العرفان.

من المهم أن نعرف أنه ليس من قال: لا إله إلا الله، ولم يؤمن بها ولم يحقق مقتضياتها يدرك فتح الجنة وفتح الخير بها، هذه الكلمة مفتاح كل خير في الدنيا وفي الآخرة، لكن لابد من شروط هذه الشروط تستفاد من كلام الله وكلام رسوله، أول هذه الشروط العلم بهذه الكلمة فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك.

ولما بعث النبي –صلى الله عليه وسلم-معاذ إلى اليمن قال له أعلمهم، لما قال: «فإنك تأتي قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله»[صحيح البخاري(1458)، ومسلم(19)]، فهي أول المطلوبات وهي المفتاح الذي يدلف به الإنسان إلى الخير إلا من شهد بالحق وهم يعملون، فشهادة دون علم لا تثمر.

لذلك جاء في الصحيح من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن عثمان قال سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-يقول: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة»[صحيح مسلم(26)]،لابد من العلم بهذه الكلمة، كما أمر الله رسوله {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ} [محمد:9]كيف نعلم أنه لا إله إلا الله؟ ندرك معنى هذه الكلمة لا إله إلا الله، معناها: لا معبود بحق إلا الله، تتهاوى كل المعبودات أمام هذه الكلمة، فليس معبود حقا إلا الله جل في علاه، ليس هناك معبود يعبد وهو مستحق للعبادة على وجه صحيح إلا الله جل في علاه.

فأعلم أنه لا إله إلا الله، ثاني ما يتحقق به النجاح لهذا المفتاح، أن توقن بهذه الكلمة فلا يكون في قلبك شك ولا ريب، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا[الحجرات: 15]، فاحذر الريب والشك، فإنه لا تنفع هذه الكلمة مع الشكوك والأوهام.

لهذا جاء في الصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك بهما إلا دخل الجنة»[صحيح مسلم(27)]، فاشترط عدم الشك، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك بهما إلا أدخله الله الجنة، فإن ما يفتح لك بهذه الكلمة أبواب السعادة في الدنيا، وأبواب الجنة في الآخرة بتحقيق هذه الكلمة في قلبك دون ريب ولا شك ولا التباس ولا اشتباه هذا الشرط الثاني.

الشرط الثالث: أن تكون مخلصًا لله –عز وجل-فقولها دون إخلاص لا تنفع، لا ينفع العبد أن يقولها دون إخلاص قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[البينة: 5]، والخلوص هو ألا يكون في قلبك ميل إلى سواه، لا محبة لغيره، ولا تعظيم لغيره، والمقصود بالمحبة هنا المحبة العبادية والتعظيم العبادي لا يكون إلا لله جل في علاه.

ولهذا جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سأل النبي –صلى الله عليه وسلم-فقال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ يعني من أوفرهم حظًّا وأكبرهم نصيبًا؟ هؤلاء الذين يتعلقون بالشفاعة ليسوغوا الممارسات الشركية لينصتوا إلى هذا الحديث، شفاعة النبي لا تنال بأن يخرج الإنسان عن الهدي القويم وعن التوحيد ليصدق إيمانه بالنبي –صلى الله عليه وسلم-وينال شفاعته، شفاعة النبي لا تنال إلا بالتوحيد، لذلك قال في جواب سؤال أبي هريرة من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال –صلى الله عليه وسلم-:«أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه».[صحيح البخاري(99)]

إذًا من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه حقق سببًا به ينال سعادة الدنيا وفوز الآخرة، جاء بمفتاح له أسنان، إن من أسباب الفوز بهذه الكلمة، وتحصيل مضمونها وأن يكون المفتاح فاتحًا لأبواب السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة أن يحب هذه الكلمة، أن يحب الله بصدق، أن يحب معناها، أن يحب ألا يعبد إلا الله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ[البقرة: 165]، فالمؤمنون لما خلت قلوبهم من التعلق بما سوى الله، لم يكن في صدروهم ولا في قلوبهم محبة إلا له، فهو مفرد بالمحبة جل في علاه «ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ».[صحيح البخاري(16)، ومسلم(43)]

إن من شروط تحقيق هذه الكلمة، ومن أسنان هذا المفتاح لا إله إلا الله، أن يقولها صادقًا، فإن الله تعالى أمرنا بالصدق، والصدق أن يقولها مطابقًا لما في قلبه من أنه لا إله سواه، ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[العنكبوت: 3]

ولذلك جاء في حديث معاذ «من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صادقًا من قلبه دخل الجنة»[أخرجه أحمد في مسنده(22003)، وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين]، والصدق والإخلاص واليقين والعلم كلها مترابطة، لكن النص عليها بهذا التفصيل لأجل أن يعرف المؤمن كيف تكون هذه المنظومة يقود بعضها إلى بعض.

إن من حقوق لا إله إلا الله، إن من أسنان هذا المفتاح أن ينقاد المؤمن لله –عز وجل-فلا ينقاد لسواه، فيدعو الله في أحكامه، ويطيعه –جل وعلا-فيما أمره به ونهاه عنه، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ[لقمان: 22]، إسلام الوجه هو أن تكون ذليلًا خاضعًا منقادًا لله –عز وجل- ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى[لقمان: 22]، إنها عروة لا يخيب من استمسك بها إنها "لا إله إلا الله"، والاستمساك بها يتحقق بسلامة القلب والانقياد والاتباع والطاعة لما أمر الله تعالى به.

سابع هذه الشروط التي يتحقق بها الفتح بهذا المفتاح لا إله إلا الله القبول لها، فلا يكون في قلبه رد لها، ولا شك فيها وإنما يرضى عنها، ويكره ما سواها قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى[البقرة: 256]، فبذلك يتحقق للعبد أسنان هذا المفتاح الذي إذا فاز بتحقيق أسنانه، نجا من الهلاك وأفلح، لا إله إلا الله مفتاح الجنة، لكن تأكد من أن مفتاحك له أسنان.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يحيينا على هذه الكلمة، وأن يميتنا عليها، وأن يرزقنا تحقيقها على الوجه الذي يرضي به عنا، وأن يجعلنا في زمرة أهلها المفلحين الفائزين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد

وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم مفاتيح، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف