×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / مفاتيح / الحلقة(4) من برنامج مفاتيح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2748

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

فأهلا وسهلا ومرحبا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم مفاتيح، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، ويسر لنا سبل الخير، وخذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى، واصرف عنا السوء والفحشاء يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله مفتاح الجنة، وهي مفتاح السعادة، بها تدرك سعادات الدنيا وسعادات الآخرة، كثير من الناس يظن أن الطاعة والإحسان، ليس لها أجر إلا في الآخرة يوم يقوم الناس لرب العالمين، وينسون ويغفلون عن أن الطاعة سعادة في الدنيا وفي الآخرة، الدنيا قبل الآخرة، يقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ[الأنعام: 125]، يعني يتنفس في السماء يعني في العلو حيث لا هواء يكفي لما يحتاجه الناس من هواء تقوم به حياتهم، إن الطاعة، إن التوحيد، إن الإيمان بالله –عز وجل-سبب لانشراح الصدر، وطمأنينة الفؤاد وسعادة الدنيا قبل الآخرة.

لذلك من المهم أن ندرك أن من أطاع الله يفوز في هذه الدنيا بعطائه، ورحمته وحياة طيبة، كما قال الله –جل وعلا-في محكم كتابه، فإن الله –سبحانه وبحمده-قد قال: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾، يعني كل من اشتغل بالصالحات ذكر أو أنثى لا تفريق، فالرجال شقائق النساء في التكليف وفي الثواب والأجر، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾، تصور أين الطيب في هذه الحياة؟ إنه في كل مناحيها، وفي كل أوجهها، وفي كل مفاصلها، وفي كل مراحلها وطباقها، ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ هذه في الدنيا، طيب وفي الآخرة ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[النحل: 97] إن عطاء الله تعالى لا حد له، وفضله لا منتهى له، فمن صدق مع الله صدقه الله، لا إله إلا الله تطمئن بها القلوب، قال الله جل في علاه: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد: 28] فلا إله إلا الله مفتاح الطمأنينة.

لذلك يقول الله تعالى في بيان ما يدركه المؤمن الموحد الذي ليس في قلبه حب إلا لله، ولا خوف إلا منه جل في علاه، ولا تعظيم إلا له –سبحانه وبحمده-ما يلتفت يمين ويسار، ويطيع هذا ويطيع ذاك، إنما يطيع الله وحده -جل في علاه- يقول: ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ[يوسف: 39]، بلا شك الله الواحد القهار هو خير جل في علاه، إن التوحيد، إن لا إله إلا الله مفتاح الطمأنينة، فإنها وحدة قصد، وحدة توجه، لأنه ليس في القلب إلا الله، هذا معنى لا إله إلا الله، فذاك الذي وزع قلبه في مخلوقات ومعبودات كثيرة من دون الله –عز وجل-هو في قدر وفي ضيق وفي تشاحن، ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ[الزمر: 29]، أنت ملك لله، فلماذا تملِّك نفسك لغيره؟ إنك إذا ملكت نفسك لغيرك فجعلت غير الله إلهًا لك تستغيث به وتقصده في طلب الحوائج، وترجو منه النفع والضر، فإنك قد وقعت فيما ذكره الله من مثل، ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ[الزمر: 29]، أي: مختلفون كل يجذبه إلى جهة تمامًا الموظف الذي في التمثيل حتى ندركه في وضعنا المعاصر، موظف له أكثر من رئيس، وكل رئيس يطلبه بعمل وكل رئيس يعطيه تكليف، كيف سيكون إنتاجه؟ إنه مهما كان إنتاجه، ومهما كان ما يخرج عنه، يشعر بقلق، ويشعر بضيق، يشعر باضطراب لا يدري من يرضي؟ من سيرضى عنه؟ من الذي سيرقِّيه؟ من الذي سيعطيه مكافأة، لأنه قد وزع همه وعمله وجهده، بين شركاء متشاكسون متخالفون كل منهم ينزعه إلى طرف، لا إله إلا الله ليس هناك إلا الله معبود حق، لا إله إلا هو، ذلكم الله ربكم الحق، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ إن "لا إله إلا الله" تلقي على النفس الراحة والطمأنينة.

ولذلك كانت مفتاحًا لراحة القلب، فيفزع إليه الإنسان عند الكروبات، لهذا كان دعاء ذا النون لما غشاه ما غشاه من كربة وهو في بطن الحوت نادى في الظلمات، "ظلمات" هنا ليست فقط الظلمات التي لا يرى فيها الإنسان شيئًا، لا، إنها ظلمات حسية بعدم الأنوار، وظلمات معنوية بفقد النور الذي يشرق به القلب، نادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك أي: أنزهك وأقدسك وأجلك، ﴿سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[الأنبياء: 87]، هذا النداء في تلك الظلمات فتح له أبواب الخيرات، أعطاه طمأنينة، أنجاه من تلك الكربة، لهذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم-إذا حزبه أمر، أو ضاق به مقام، فزع إلى هذا الذكر الذي به الطمأنينة ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[الأنبياء: 87]، قالها ذو النون وكان النبي –صلى الله عليه وسلم-يقول في الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم»[صحيح البخاري(6345)، ومسلم(2730)] يفزع إلى الله بتوحيده، فتأتيه العطايا، تأتيه الهبات، من رب يعطي على القليل الكثير جل في علاه، -سبحانه وبحمده-بل حتى إذا فزع من رؤية، كان –صلى الله عليه وسلم-يذكر ربه لا إله إلا الله، ففي الصحيح من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها زوج النبي –صلى الله عليه وسلم-أن النبي –صلى الله عليه وسلم-دخل إليها فزعا يقول: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه» وحلق –صلى الله عليه وسلم-بإصبعه الإبهام والتي تليها، هذه الإبهام وهذه التي تليها، هكذا كان –صلى الله عليه وسلم-يذكر الله بهذه الكلمة في مواطن الفزع، قالت له رضي الله عنها «أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ»[صحيح البخاري(3346)، ومسلم(2880)] لا إله إلا الله تحقق للأمة السيادة والارتفاع والعلو، فإنه لا سيادة ولا ارتفاع إلا بهذه الكلم.

لهذا الصحابة لما حققوا هذه الكلمة فتحوا أمصار الأرض، وعم ملكهم كل مكان، حتى تدكدكت أمامهم وتهاوت بين أيديهم أعظم الممالك في ذلك الزمان، ليس بسلطان، ولا بقوة، ولا بسلاح، إنما بــ"لا إله إلا الله" التي قرت في قلوبهم فلم يصمد لها شيء، لا إله إلا الله مفتاح السيادة والنصر، ولهذا يقول الله تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا[النور: 55]، ويعبدونني لا يشركون بي شيئًا هي معنى لا إله إلا الله، فمن حققها سما وعلا.

لذلك لا إله إلا الله كما أنها مفتاح السيادة للأمة إذا حققتها، هي مفتاح السمو للأفراد، فكل من حقق لا إله إلا الله علا، علا وارتفع عن أوزار الشرك، ودنيات الأعمال، لذلك يضرب الله مثلا لمن وقع في الشرك كيف يهوي من مدارج العلو والسمو والارتفاع يقول الله تعالى في محكم كتابه ﴿حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ[الحج: 31]، حنفاء لله عالين سامين قد حلقوا في فضاء الطاعة والإحسان وتحقيق العبودية للملك الديان، لكن من الذي يهوي من هؤلاء هو من تخلف في حقه لا إله إلا الله ثم يقول: ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ[الحج: 31].

يقول ابن القيم –رحمه الله-شبه الله الإيمان والتوحيد في علوه، وسعته، وشرفه بالسماء التي هي مصعده ومهبطه، فمنها يهبط إلى الأرض، وإليها يصعد منها، وشبه تارك الإيمان والتوحيد بالساقط من السماء، كما ذكر الله –جل وعلا-هذا سقوط حتى ليس سقوطًا آمنا، سقوط مفزع، فكأنما خر من السماء هذه البلية، فتخطفها الطير تمزقها تمزيق لا يبقى معه شيء، تزعجه، تؤذيه، تخفيه، حتى يهوي في مكان بالغ العمق والبعد، إن لا إله إلا الله مفتاح الأمن لكل من حققها، ولذلك قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ[الأنعام: 82]، فلا إله إلا الله مفتاح الأمن، لا إله إلا الله مفتاح الهداية، فمن حققها على الوجه الذي أمر الله تعالى به، فاز فوزًا عظيمًا وسبق سبقًا كبيرًا إنها تثبت الأقدام.

لذلك في مواطن الفزع ليكثر المؤمن من قول لا إله إلا الله، قال الله تعالى في وصف المؤمنين المصدقين ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا[الأحزاب: 22]، لا إله إلا الله يطهر بها الفؤاد ويسلم بها القلب، وتسلم بها الأعمال، لذلك المؤمن لا ينجس في حين أن الله تعالى قال: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ[التوبة: 28]، إن النجاسة ليست حسية، إنما هي نجسة مطهرة القلب، طهارة قلب المؤمن بإيمانه وتوحيده، ونور لا إله إلا الله الذي سكن قلبه، بهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم-إن المؤمن لا ينجس يعني أنه على طهارة في فؤاده وقلبه، وأما الكافر فقد قال الله تعالى فيه ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ[التوبة: 28]، لا إله إلا الله مفتاح كل خير مفتاح سعادة الدنيا، ومفتاح فوز الآخرة، لا إله إلا الله مفتاح المغفرة، فإن لا إله إلا الله إذا صدق في قوله العبد تلاشت بين يدي الذنوب، واضمحلت الخطايا.

لهذا في أفضل أدعية الاستغفار مفتاحها لا إله إلا الله، فهي مفتاح المغفرة، ولهذا سيد الاستغفار يأتي في أول ما يقوله المؤمن عندما يستغفر ربه جل في علاه يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، ثم تأتي المغفرة فمن قالها في صباح موقنًا ثم مات دخل الجنة، ومن قالها في مساء موقنًا بها فمات من ليلته دخل الجنة.

ولنختم بذكر الحديث العظيم حديث عبد الله بن عمرو في قصة صاحب البطاقة، البطاقة هذه ما فيها شيء إلا كلمة "لا إله إلا الله" وهي بطاقة لكل موحد، لكنها تختلف في وزنها باختلاف تحقيق معناها ومضمونها، فإنه يؤتى برجل عنده تسع وتسعين سجل، كل سجل مد البصر خطايا وسيئات توضع في كفة، ثم يقول الله تعالى للرجل هل عندك من حسنة؟ يقول: لا، أمام هذه السجلات ماذا تصنع؟ ما الذي عنده؟ فيقال إنك لن تظلم اليوم شيئًا، فيؤتى ببطاقة يتقلل هذه البطاقة، ما تصنع هذه البطاقة في جنب تلك السجلات من الخطايا والسيئات؟ فتوضع في كفة فتطيش تتفرق تتبدد تلك السجلات[أخرجه الترمذي (2639)، وحسنه، وصححه الحاكم على شرط مسلم]، إنها لا إله إلا الله، بطاقة لا إله إلا الله وهي لكل مؤمن، ولكل موحد، لكن الفارق بين بطاقة هذا، وبطاقة غيره، أن بطاقة هذا تضمنت تحقيقًا لــــ"لا إله إلا الله" في القلب إيمانًا وتصديقًا، وهذا ما سنتناوله إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة، كلمة لا إله إلا الله كيف تكون مفتاحًا للخيرات.

إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم مفاتيح، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.   

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91565 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87258 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف