السؤال:
هل شرب الإنسان الماء وهو واقف محرم؟
الجواب:
جاءت أحاديث شديدة في الشرب واقفًا، كما في صحيح الإمام مسلم حديث رقم (2024). من حديث أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائمًا»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشربن أحد منكم قائمًا، فمن نسي فليستقئ» رواه مسلم (2026).، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يشرب قائمًا، فقال له: «قِه» ـ أي: تقيأ ـ قال: لمه؟ قال: «أيسرك أن يشرب معك الهر؟!» قال: لا، قال: «فإنه قد شرب معك من هو شر منه، الشيطان!» رواه أحمد (8003)، وقال أحمد شاكر (7990): إسناده صحيح..
والعلماء اختلفوا في مقتضى هذا النهي، فبعضهم أخذ من ذلك تحريم الشرب واقفًا، وبعضهم حمل النهي على الكراهة؛ لأنه جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه شرب واقفًا، كما في الصحيح من حديث علي أنه شرب قائمًا، ثم قال: إن ناسًا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت» رواه البخاري (5615).، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا من زمزم» رواه البخاري (5617)، ومسلم (2027).، وهذان الحديثان يدلان على جواز الشرب قائمًا، فإذا جمعت أحاديث الجواز مع أحاديث النهي، دل ذلك على أن النهي للكراهة، والمكروه تبيحه الحاجة، ولهذا الأصل أن يشرب الإنسان جالسًا، فإذا احتاج إلى أن يشرب وهو واقف، ككون مصدر الماء لا يناله إلا وهو واقف، فلا حرج، والله أعلم.