السؤال:
هل التدين والاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم يحتم علينا أن نرتدي زيًّا معينًا، وخاصة لمن يعيش في بلاد غربية كفرنسا؟
الجواب:
السنة في اللباس أن يلبس ما ألفه أهل البلد، مما لا يخالف الشريعة، فإذا كان أهل البلد من عاداتهم أن يلبسوا ثيابًا من الحرير، فنقول: جاءت الشريعة بتحريم الحرير على الرجال، وهلم جرا، فليس هناك لباس خاص بالمستقيمين، وهذه الغترة وهذه الطاقية في بعض البلدان هي من غير المألوف، وفرق بين السفر العارض ـ كاليوم واليومين ـ والسفر الطويل والإقامة، فالناس يألفون مثل هذا من شخص عابر ويقبلونه، وأما شخص مقيم لدراسة، أو لعمل، أو لاستيطان لمدة طويلة، فينبغي أن يراعي اللباس المعتاد في البلد، ويجوز له أن يلبس لباسه إذا لم يكن فيه شهرة، ولم يكن جالبًا للمضرة، لكن السنة أن يلبس من لباسهم ما ليس فيه محظور شرعي، ولذلك أنصح إخواني الذين يعيشون في مثل هذا المجتمعات، أن يحرصوا على ألا يخالفوا الناس في ألبستهم، مما يكون سببًا في وجود فجوة بينه وبين الناس، وربما كان ذلك سببًا في نفورهم عن الاستقامة والتدين، ولأنه ربما رسخت في أذهان الناس، أن المرء لا يكون مستقيمًا إلا إذا لبس الثوب! فينبغي أن يراعى مثل هذا، وألا يجعل هذا من سمات التدين، إنما السنة في اللباس أن يلبس ما يعرفه أهل البلد، والنبي صلى الله عليه وسلم لبس العمامة، ولبس القميص، ولبس الإزار والرداء، وكان ذلك هو ليس الناس المعتاد في ذلك الزمن، ولو لبس الآن شخص إزارًا ورداء ومشى في طرقات الرياض، أو في المدينة نفسها التي كان عاش فيها النبي صلى الله عليه وسلم ـ وليس حاجًّا ولا معتمرًا ـ كان محلاًّ للاستغراب؛ لأنه لم يعد من لباس الناس في هذه الأماكن، والمقصود أن السنة في اللباس أن يلبس الإنسان ما ألفه أهل بلده، شريطة ألا يكون في ذلك مخالفة للشريعة، والله أعلم.