السؤال:
ما تفسير قول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}سورة طه: الآية 124؟
الجواب:
قول الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} أي: عما جاء به من النور والهدى، والإعراض هنا يشمل الإعراض الكلي، والإعراض الجزئي، وجزاء هذا الإعراض الضنك وسوء الحال، والحكم المنوط بوصف يزيد بزيادة الوصف، فبقدر إعراض الإنسان عن ذكر الله تعالى ـ وهو نوره وكتابه وهديه وشرعه الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ـ يكون له الضنك والكدر وسوء الحال وضيق الصدر، والله تعالى يقول: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}سورة الإنعام: 125.
وقوله تعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}، لم تبين الآية هل ذلك في الدنيا، أو في البرزخ، أو في الآخرة؟ والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنه في كل هذه الدور؛ له من الضيق بقدر إعراضه عن ذكر الله تعالى، فإذا كان إعراضًا كليًّا كان في ضنك وضيق تام، وإذا كان الإعراض جزئيًّا فله من الضيق والكدر والضنك بقدر ما معه من الإعراض، والله أعلم.