السؤال:
ما حكم دخول الكنيسة؟
الجواب:
دخول الكنيسة في غير أيام عيدهم للاطلاع والمعرفة، وما أشبه ذلك من المصالح أو الحاجات فلا حرج فيه، أما إذا ما كان في أيام عيدهم وعباداتهم، فقد جاء عن عمر رضي الله عنه قال: "لا تدخلوا عليهم في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السُّخْطَةُ تتنزل عليهم" رواه عبد الرزاق (1609)، والبيهقي (18861)، وصحح ابن تيمية إسناد البيهقي كما في الاقتضاء (2/511)، وهذا عامٌّ في كل مَحْفَل يكون فيه كفر بالله عز وجل، وشرك به جلَّ في علاه لا سيَّما أوقات العبادة التي يُذكَر فيها العظيم من القول كقول: عيسى ابن الله! فشهود مثل هذه المناسبات، من شهود الزور، والله تعالى في محكم الكتاب في وصف عباد الرحمن قال: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}سورة الفرقان : الآية 91، والزور هو كل باطل، فلذلك ينبغي للمؤمن أن يُنَزِّهَ نفسه، ويصون نفسَه وإيمانَه، ويحذر من مداخل الشيطان بالقول: "إن هذا يسير، ولا شيء فيه"! بل هو ضياع للدين، فحضور هذه المجالس التي فيها أعظم الموبقات، وهي الدعوى أن لله ابنًا، فالاحتفال بذلك لا شك أنه من عظائم الأمور، والله جل وعلا يقول: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)} سورة مريم الآية: 90-92، فالله جل وعلا يستحيل أن يكون له ولد، فهو المنزَّه سبحانه وتعالى، وكل مؤمن يقرأ ويقرُّ بقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}سورة الإخلاص، وجميع الرسل على هذا العقد، وأن الله مُنَزَّه أن يولَد، وأن يكون له ولدٌ، فهو سبحانه وتعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}سورة الشورى: الآية 11.