السؤال:
قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أيهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚإِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}سورة الإسراء: الآية 57، لو تفضلت شيخنا الفاضل بتفسير هذه الآية.
الجواب:
هذه الآية الكريمة جاءت بعد قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}سورة الإسراء: الآية 56، ثم قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ} أي: أولئك الذين يدعوهم هؤلاء من دون الله عز وجل، وقد نزلت في طائفة من الكفار كانوا يعبدون قومًا من الجن، فأسلم الجن، وصاروا يتقربون إلى الله بأنواع القُرَب، وهذا معنى قوله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أيُّهُمْ أَقْرَبُ} أي: يتنافسون في طلب القرب من الله تعالى بالطاعة والعبادة، {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} أي: هم بين رجاء وخوف، مشتغلون بهذا عن كل من عبدهم من دون الله، لا يلتفتون إليهم ولا يشتغلون بهم، كما قال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}سورة الأحقاف: الآية 5، وقوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} أي: مخوفًا؛ لشدته وعظيم أخذه، فلذلك يحذره الأولياء الأتقياء، والعالمون بالله، والعارفون بشرعه وما جاءت به الرسل صلاة الله وسلامه عليهم.
ووصيتي لكل مسلم، ألا يخلو بيته من تفسير يبين معاني آيات الكتاب، والتفاسير كثيرة، فاختر منها ما كان سهل العبارة، واضح المعنى، كتفسير الجلالين، أو تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي، أو التفسير الميسر، أو زبدة التفسير، ثم تفسير ابن كثير ونحوه، فإذا أشكل عليك شيء من الكتاب رجعت إليه، هذا كتاب رب العالمين، وهو الوحي المبين، الذي قال الله فيه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}سورة الإسراء : الآية 9، فاختر تفسيرًا يبين كلام الله من القرآن والسنة ومن كلام سلف الأمة، وستجد خيرًا كثيرًا إن شاء الله تعالى، والله أعلم.