قال الإمام أحمد رحمه الله في توفير الشعر: "هو سنة، ولكن له مئونة"، أي: كلفة، وإلى هذا ذهب جمع من أهل العلم، أن توفير الشعر سنة، ولكن هنا أنبه إخواني إلى أنه ينبغي ألا نجعل السنة لعبة؛ لأن بعض الناس يريد أن يتبع نوعًا من الموضة، ولا يجد مسوغًا، فيقول: سنة! بينما تجده على سبيل المثال مُفرِّطًا في أشياء واجبة، وواقعًا في مخالفات صريحة، وعلى كل حال فالنبي صلى الله وعليه وسلم كان يوفر شعر رأسه، لكن هل كان يعمله تعبدًا، أو كان يعمله بناء على عادة العرب الذين كانوا لا يحلقون رؤوسهم ولا يخففون شعرها إلا في النسك؟ الذي يظهر أنه ليس سنة، وإنما هو عادة، ولذلك إذا كانت العادة تخفيف الشعر وقصه، فهي أولى من توفيره الذي ليس له دليل واضح، إلا مجرد فعل محتمل، وإذا دار الاحتمال بين العبادة والعادة فالأصل أنه عادة، لاسيما في مثل هذا الأمر، والله أعلم.