هذه الاستعمالات التي شاعت بين الناس، إذا كانت هناك وسيلة يتحقق بها نفس النتيجة من غير هذه الأطعمة فهي أحسن، ولكن لو أن امرأة قالت: هذا المتيسر لي، وهو أنفع، ولو وجد غيره فهو أغلى، فلا حرج في استعماله؛ لأن هذا استعمال مباح، والله تعالى قد خلق لنا ما في السماوات وما الأرض، ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾[الجاثية:13]، فجميع ما في السماوات وما في الأرض لا حرج فيه، والأصل فيه الإباحة، ولكن ينبغي لمن استعملت هذا أن تتحرز من أن تلقي هذه الأشياء، عند غسلها في مجاري القاذورات والأوساخ حتى لا يكون في ذلك نوع امتهان، وقد نص فقهاء المالكية أنه لا يجوز إلقاء الطعام في القذر؛ لأن في ذلك امتهانا للنعمة التي أنعم الله تعالى بها، فعلى من يستعمل هذه الأطعمة في بدنه، أن يحرص على إلقائها في أماكن لا يلحقها امتهان، والله أعلم.