أولاً أنصح الأخت السائلة (ملاك) أن تغير اسمها؛ لأنه يوحي بأن الملائكة إناث، كما كان يعتقد أهل الجاهلية، الذين يقولون: الملائكة بنات الله! والملائكة ليسوا إناثًا، فإن تيسر لها تغيير اسمها إلى اسم آخر فهو حسن.
أما بالنسبة لمسألة العدسات اللاصقة، التي تستعمل للتجميل، فالأصل فيها وفي أمثالها الإباحة، إلا إذا كان ذلك على وجه يضر بالعين، فعند ذلك لا يجوز؛ لأن الشريعة جاءت بدفع الضرر، وأيضًا ينهى عنها إذا كان فيها تشبه بالحيوان، فبعض العدسات تجعل العين تظهر كعين القطط، فهذه لا تجوز؛ لأنه لا يجوز التشبه بالحيوان، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالحيوان في الصلاة في مواقع عديدة، فنهى عن افتراش السبع، وعن النقر كنقر الغراب، وهذا يدل على أن التشبه بالحيوان ممنوع، والشريعة تنهى عن التشبه بكل ناقص، سواء أكان الناقص كافرًا، أم كان جاهلًا، أم حيوانًا.
وليعلم أن التشبه لا أثر للقصد فيه ـ وهذه مسألة مهمة ـ بمعنى أن الإنسان لو تشبه بكافر فهو حرام، سواء قصد التشبه أم لم يقصده، ولذلك أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة الذين وقع منهم مشابهة للكفار ولم يسألهم عن قصدهم، فدل هذا على أن قصد التشبه ليس مؤثرًا؛ لأن المنهي عنه في التشبه هو الموافقة في المظهر، سواء قصدت أم لم تقصد، والله أعلم.