أولاً أُذَكِّر أصحاب تلك الأعمال بالله الذي لا إله غيره، الغالب الطالب، وأن يتقوا الله في أن يحولوا بين الناس وبين قيامهم بدينهم وشريعة ربهم، والمسألة دائرة في هذا الزمن على الحريات، وإعطاء الناس حقوقهم، ومن حقوق الناس أن يعبدوا الله تعالى بما يرونه راجحًا وصوابًا، فما المانع من أن تنتقب المرأة وتقوم بعملها، من تعليم أو تدريس أو تمريض أو سائر أنواع العمل الذي يمكن أن تقوم به المرأة؟! وألح على إخواني أن يتواصلوا مع المسئولين، وأن يكاتبوهم وأن يحدثوهم، لعل الله تعالى يكتب فرجًا لقطاع عريض من المؤمنات اللاتي يلبسن النقاب، الذي لا شك في أنه فضيلة بإجماع أهل العلم، وإن اختلفوا هل وجه المرأة عورة أو لا؟
وأما بخصوص السائلة، هل تستمر في هذا العمل الذي يحول بينها وبين النقاب في وقت محدد وفى مكان محدد؟ مثل هذا محل اجتهاد، والذي يظهر لي أنها إذا كانت محتاجة إلى المال، وتؤدي رسالة طيبة، ويترتب على بقائها في هذا المكان مصلحة أكبر من مفسدة كشف الوجه، فلعل هذا من الحاجات التي تبيح كشف الوجه، فإن جماعة من أهل العلم قد قالوا بوجوب ستر الوجه ـ وهو الصحيح من قول أهل العلم ـ إلا أنهم أباحوا ذلك للحاجة، ولعل هذا منها.