السؤال:
هل الجهاد فقط حمل السلاح ومقاتلة العدو، أو أن مشاركة الأطباء في علاج المرضى والجرحى هو من الجهاد، والحرب الإعلامية ونقل الحقائق وما شابه ذلك، والدفاع عن أعراض المجاهدين، يعتبر من أنواع الجهاد؟
الجواب:
كل ذلك من الجهاد؛ فالجهاد دائرته واسعة وليست مقصورة على حمل سيف أو رشاش أو صواريخ، هذا نوع من الجهاد، وهو أعلى ما يكون من صور الجهاد، لكن هذا لا يلغي الصور الأخرى، ففي المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» رواه أحمد (12246)، وأبو داود (2504)، والنسائي (3096) عن أنس ، ، وكان يقول لحسان بن ثابت ـ كما في الصحيحين ـ «اهجهم، أو هاجِهم، وجبريل معك» رواه البخاري (3213)، ومسلم (2486) عن البراء بن عازب .، وفي رواية «اهج المشركين، فإن جبريل معك» البخاري (4124).، ولما أنكر عمر على عبد الله بن رواحة إنشاد الشعر في الحرم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «خل عنه، فوالذي نفسي بيده، لكلامه أشد عليهم من وقع النبل» رواه الترمذي (2847)، والنسائي (2893) عن أنس ، وصححه ابن خزيمة (2680)، وابن حبان (5788)، وصحح الترمذي أن الذي كان ينشد الشعر هو كعب بن مالك ، وليس ابن رواحة ؛ لأن القصة في عمرة القضية، وابن رواحة استشهد في غزوة مؤتة وكانت قبل ذلك، والله أعلم.، وهذا يدل على عظيم تأثير الكلمة في نصرة الله ورسوله , وفي نصرة الحق، طبعًا الشعر في هذا الزمان هو ووسائل الإعلام التي تستعمل للتأثير على الناس وتوجيه أفكارهم؛ ولذلك نقول: كل جهد مبذول في نصرة إخواننا فيما يتعلق بالإعلام بشتى صوره، المرئي والمسموع والمكتوب، والإعلام الجديد، سواء فيما يتعلق بنقل الأحداث، أو فيما يتعلق بالذب عن أعراض المجاهدين والمكلومين المصابين، ونقل معاناة اللاجئين، وتصوير ما يعانونه من نقص حاد في مقومات الحياة، كل هذا من الجهاد، وهو داخل في ما جاء من أجر المجاهدين، وإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون ماله فهو شهيد» رواه البخاري (2480)، ومسلم (141) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.، فكيف بمن يقتل دون عرضه؟! وكيف بمن يقتل دون دينه؟! وكيف بمن يقتل دون بلده وأهله؟! ولذلك ينبغي أن نستشعر هذه المعاني؛ لأنها تحث النفوس، وتشجع القلوب على البذل، لأنه لما يستشعر الإنسان أنه قائم بواجب، وأنه يبذل طاعة لله عز وجل، سيكون هذا أكثر إعانة له على القيام بهذا الأمر؛ لأنه يرجو العاقبة عند الله الذي لا يضيع عنده عمل، ولا تضيع عنده حسنة، (إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان :16، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) سورة الزلزلة : 7 و8.