السؤال:
عندي ابني مات في القتال رحمه الله، فهل يجوز أن أسميه شهيدًا؟ وهل يمكن أن أصنع له صورة على شكل ميدالية ألبسها، وأن أزور قبره؟
الجواب:
أولاً بالنسبة لإطلاق شهيد على كل من مات، صار الناس يتوسعون في ذلك؛ حتى أنهم يطلقونه على غير المسلم، ولكن الشهيد حقيقة لا يعلمه إلا الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، لا يُكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة، واللون لون الدم، والريح ريح المسك» رواه البخاري (2803)، ومسلم (1876).، فنسأل الله أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يسلكه في منظومة المؤمنين المتقين، وأن يكون من الشهداء، إن كان قد قتل دفعًا عن نفسه، أو عن أهله، أو عن ماله، أو عن بلده.
أما ما يتعلق بزيارة القبور، فجماهير العلماء على أنها مكروهة للمرأة؛ للحديث الصحيح عن أبي هريرة : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور» رواه أحمد (8449)، والترمذي (1056)، وابن ماجه (1576)، وصححه الترمذي، وابن دقيق العيد في الإلمام (573)، وحسنه ابن القطان، وضعفه غيرهم. انظر: بيان الوهم والإيهام (5/511)، البدر المنير (5/345)، الإرواء (3/232).، و(الزوَّارات) اللاتي يكثرن الزيارة، وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: «اتقي الله واصبري» قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» رواه البخاري (1283).، فينبغي للمؤمنة أن تجتنب زيارة القبور، وذهب طائفة من أهل العلم إلى أن زيارة النساء للقبور محرمة؛ لأنه قد ورد فيها اللعن، وعلى كل حال فأنصح الأخوات أن لا يأتين إلى المقابر؛ لقلة صبرهن.
وأما ما يتعلق بصنع ميدالية وتعليقها، فهذا لا ينفع الميت، وإنما هو مجرد مظاهر لا قيمة لها، وإنما الذي ينفعه الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ولذلك جاء في الصحيح من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله، إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم (1631)..