السؤال:
نسمع كثيرًا عن عذاب القبر، وفتنة القبر، فما معنى عذاب القبر؟ وما معنى فتنة القبر؟
الجواب:
فتنةُ القبر هي الاختبار الذي يكون لكل مَقبور، كل مقبور يُفتَن في قبره فيُسأَل عن دينه ونبيِّه وربِّه؛ مَنْ ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فهذه الفتنة عامة لكل الناس، أما عذاب القبر فهو لمن يستحق العقوبة، ولم يوفق للصواب في الجواب، أو قد يكون اقترف ذنبًا أوجب عقوبة، وإن كان قد وُفِّق إلى الصواب في الجواب، لأنه قد يُوفَّق إلى الصواب في سؤال الملكين لكن عنده ذنب استوجب عقوبةً كعدم التحرز من البول، كما في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ البَوْلِ»رواه أحمد (8331)، والدارقطني (465) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الدارقطني، والحاكم (653) على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، يعني: بسبب البول، وعدم التحفظ من أن يصيب الثياب والبدن، كما في الصحيحين في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فكانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»البخاري (218)، ومسلم (292)،وهذا يدل على أن النميمة ـ وهي نقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد ـ من أسباب عذاب القبر، وأن عدم ستر العورة عند البول من أسباب عذاب القبر أيضًا، وفي رواية: «لا يَسْتَنْزِهُ» أي: لا يطلب النزاهة والنظافة من البول، فكل هذه من أسباب عذاب القبر التي ينبغي للمؤمن أن يتوقَّاها.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر وفتنته، ونحن في صلاتنا نقول: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال، فهذه مما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم كل مؤمن أن يقولها في صلاته المفروضة وفي صلاته المُتَنَفَّل بها.