إذا تطيبت المرأة في حال أو مكان يجوز لها التطيب فيه، ثم فوجئت بدخول أجنبي عليها فوجد ريحها، وهي لم ترد ذلك، ولم تتوقعه، فلا حرج عليها، كمعلمة في مدرسة نسائية وضعت طيبًا، فاضطر عامل أن يدخل، فوجد ريحها، فهذا شيء استثنائي، وأما أن تتطيب وهي تعلم أنه سيأتي رجال ويجدون رائحتها، هذه التي ورد فيها الوعيد الشديد، كما في حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا من ريحها، فهي زانية»رواه أحمد (19711)، وأبو داود (4173)، والترمذي (2786)، والنسائي (5126)، وصححه الترمذي، وابن خزيمة (1681)، وابن حبان (4424)، والحاكم (3497) ووافقه الذهبي. ، فلذلك ينبغي للمرأة أن تحتاط في هذا الأمر، ولا تتساهل في التطيب مع السائق، أو البواب، أو الخدم من الرجال، الذين يعاملون في كثير من الأحيان كأنهم ليسوا رجالاً أجانب، وهذا من الغلط الذي يقع فيه بعض الناس عن جهل وغفلة وتساهل، والواجب أن تمتنع المرأة من التطيب إذا خرجت لمجامع الرجال، أو ركبت مع من يجد منها رائحة، لكن إذا تطيبت طيبًا خفيًّا لا يظهر ولا يفوح فهذا لا بأس به، وإذا وصلت المكان الذي فيه اجتماع نساء وتطيبت، فلا حرج إن شاء الله، والله أعلم.