السؤال:
قرأت في تفسير ابن كثير -رحمه الله- أن الميت يسمع ويحس بمن يسلم عليه أو يزوره ويستبشر به، هل هذا على وجهه؟
الجواب:
أما سماع الموتى لمن يكون حولهم من الأحياء، فهذا له دلائل كثيرة، وقد جمع بعض أهل العلم الأدلة من الكتاب والسنة على سماع الأموات؛ من ذلك ما في الصحيحين من حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبد إذا وضع في قبره، وتولى وذهب أصحابه، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم» البخاري (1338)، ومسلم (2870)..
ومن الآثار أيضًا ما رواه ابن عباس مرفوعًا: «ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا، فسلم عليه، إلا عرفه ورد عليه السلام» رواه ابن عبد البر في الاستذكار (1/185) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الصغرى (1/345): إسناده صحيح.، وصححه ابن عبد البر، وشيخ الإسلام ابن تيمية كما في جامع المسائل (3/106).، وجماعة من أهل العلم، فهذا يدل على أنهم يسمعون، ولكن هل يشرع ما يفعله بعض الناس من الجلوس إلى القبر والحديث مع المقبور؟ الجواب: أن هذا غير مشروع؛ لأن الميت قد انقطع عن الحياة الدنيا.
والذي ينبغي ألا يغيب عن المؤمن أن المقصود من زيارة القبور أمران:
الأول: الاعتبار؛ فإنها تذكر الآخرة.
الثاني: نفع الموتى بالدعاء لهم عمومًا وخصوصًا، فإذا دخلت المقبرة قلت: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، فهذا دعا للأموات عمومًا، ثم تقف على من تحب أن تسلم عليه من أحبابك أو معارفك أو أقاربك، فتدعو له على وجه الخصوص، والله أعلم.