السؤال:
هل يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن الكريم لروح الميت؟
الجواب:
إهداء ثواب قراءة القرآن وغيره من الأعمال الصالحة جائز، وهو نافع للميت، إلا أنني أوصي إخواني وأخواتي أن يجتهدوا في الأعمال الصالحة لأنفسهم، العمل الصالح كلنا في حاجة إليه، يوم القيامة الإنسان يحتاج إلى أقل ما يكون من العمل الصالح؛ الحسنة تكون أندر من النادر وأغلى مما في الأرض كلها؛ لأنه يوم لا ينفع فيه درهم ولا دينار إلا من أتى الله بقلب سليم، وسلامة القلوب نتاج الحسنات والتخفيف من السيئات.
لكن كيف نصل موتانا؟ أفضل ما نصل به موتانا أن ندعوا لهم بخير؛ وذلك لما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع بيه أو ولدٍ صالح يدعو له» أخرجه مسلم (1631) فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعمال الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به، وهو في الأصل عمل الإنسان وامتداده بعد موته يكون بسبب منه أو بسبب أن يسر الله تعالى من يقوم بنشر علمه أو ما شابه ذلك، لكن الولد الصالح هو من نتاجك؛ ولذلك ينبغي على الولد الصالح أن يجتهد في الدعاء لوالديه وكل من أردت أن تصله بخير من الأموات خير ما تصله به هو الدعاء؛ لأن الدعاء ينتفع به الطرفان؛ينتفع الداعي وينتفع المدعو له سواء إن كان حيًّا أو ميتًا؛ الداعي ينتفع بالثواب والأجر، أيضًا ينتفع بأن يقيد الله تعالى له من يقول: ولك بمثل. ثم ينتفع الميت بإيصال هذا الخير إليه. فكم من الحسنات والتخفيف الذي يجري للأموات بسبب الدعاء الصالح من إخوانهم؛ ولذلك كان من المشروع أن يصلى على الميت، وهذا مقصده الدعاء له؛ فإذا كثر الداعون له كان ذلك من أسباب الشفاعة ومن أسباب حصول الخير واندفاع الشر عنه.