إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله، الأول الآخر، الظاهر الباطن، لا إله إلا هو، وهو بكلِّ شيء عليم، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتَّبع سنَّته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتَّقوا الله أيها المؤمنون، يقول ربكم -جل وعلا-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}آل عمران:102، فأمركم الله تعالى بالتقوى في حياتكم إلى مماتكم، فليس للتقوى أجلٌ تنتهي إليه، ولا أمدٌ تنقضي به إلا بِطَيِّ الصحائف وقبض الآجال وانتهاء الأعمار.
اللهم اجعلنا من عبادك المتقين، وحزبك المفلحين، وأوليائك الصالحين، يا رب العالمين.
يقول الله -جل وعلا- في محكم التنزيل: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}آل عمران:185، يا لها من حقيقة غفل عنها كثير من الناس، { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}آل عمران:185، إن الموت له طعم يذاق، ولذلك أخبر الله تعالى بطعمه، وأن كل نفس ذائقته، فقال -جل وعلا- في غير ما آية: { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.
إنَّ الموت خَلق من خلق الله تعالى، خلقه -جل وعلا- مقابل الحياة، وبهما يتم الابتلاء والاختبار، { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}الملك:1-2، إنه خَلْق من خلق الله تعالى، يبتلي به ويكون معه من ألوان البلاء والامتحان ما يوجبُ الاعتبارَ والاتعاظ.
روى الإمام أحمد في مسند من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه في خبرٍ تَجِلُ منه القلوب، يقول رضي الله عنه: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل، فانتهينا إلى القبر ولم يُلحَد»، أي: لم يُعَدَّ ولم يجهز، «فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله، كأنَّ على رؤوسنا الطير»، يرقبون ما يكون من النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموقف، موقف العبرة والعظة عندما يجتمع الأحياء والأموات في مكان واحد، فيكون بعضهم عبرة لبعض، إنه موقف لا يصفه ولا يبين جلالته إلا من حيي قلبه، ورأى ما كان عليه سلف الأمة من الاعتبار والاتعاظ، «إني كنت قد نَهَيتُكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكر الآخرة».[صحيح مسلم:ح977/106]
«جلسنا حوله كأنَّ على رؤوسنا الطير»، رسولُ الله سيد ولد آدم بين أصحابه في مجلس! أَطْلِق لذهنك الخيالَ، تأمَّل ذلك المجلس وما كان فيه، كن منهم سماعاً وإن لم تشاركهم جلوساً، يقول البراء: «وأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عوداً يَنكُت به الأرض، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه محدِّثاً أصحابه: استعيذوا من عذاب القبر، استعيذوا من عذاب القبر، استعيذوا من عذاب القبر»، يكررها -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثلاثاً على أصحابه وهم بين القبور في قبر يُلحد لواحد من أصحابه.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ العبد إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا» وهي لحظة الفراق عندما تبلغ الروح الحلقوم، { فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ}الواقعة:83-84، تلك الساعة هي التي عبَّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف، فقال: «إن العبد إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة»، فالقبر هو أول منازل الآخرة.
يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في هذا الخبر: «نَزَلَت إليه ملائكة كأن وجوههم الشمس، فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة،! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان»، يقول صلى الله عليه وسلم في وصف امتثال الروح والنفس لأمر قابضِ الأرواح الملَك الذي وكَّله الله تعالى بقبض الأرواح، فتخرج روحُ هذا السعيد تَسيلُ كما تسيل القطرة من فِيِّ السقاء بسهولة ويُسر، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعها في يديه طرفة عين، فتستلمها الملائكة وتبادرها إكراماً وإجلالاً حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط، إن الروح تُكفَّن وتُحنَّط كما يُكفَّن الجسد ويحنط، لكن تكفين ذلك من شأن الملائكة، وليس من شأن بني آدم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ويخرج منه كأطيب نَفْحة مسك وجِد على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الريح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يُسمُّونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح، فيُشيِّعه من كل سماءٍ مقرَّبوها» يحتفون به، يستقبلونه ويصاحبونه إلى أن يغادر سماءهم إلى السماء التي تليها، حتى ينتهى به إلى السماء التي فيها الله ربُّ العالمين، لا إله إلا هو الرَّحمن الرَّحيم، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه:5، { أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ}الملك:16 جلَّ في علاه، هو العليُّ العظيم.
فإذا بلغوا ذلك المقام يقول الله تبارك وتعالى: «اكتبوا كتاب عبدي في علِّيِّين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى».
قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: «فتُعاد روحه في جسده فيأتيه مَلَكان فيُجلسانِه فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله، فيقولون له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له: ما عِلْمُك بهذا؟ يقول: قرأت القرآنَ فآمنتُ به وصدَّقتُ، فينادي منادٍ من السماء: أن صدَقَ عبدي فأَفرِشوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال: فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مدَّ بصره.
قال: ويأتيه رجل حَسَن الثياب، طيِّبُ الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرُّك، هذا يومك الذي كنت تُوعد، فيقول له: من أنت؛ فوجهُك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح»، «إذا مات ابنُ آدم تبعَه ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرِجع اثنان ويبقى واحدٌ»[صحيح البخاري:ح6514، ومسلم:ح2960/5]، إنه ما كان من عمل في هذه الدنيا صالحاً كان أو فاسداً فهو قرينك وصاحبك في هذا المضجع، وهو ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في حال هذا السعيد، إذ يقول له: «مَن أنت، فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح، فيبتهج ويُسَرُّ لما يرى من إكرام الله ونعيمه، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي».
فهذه نبذة مما يكون في ذلك الموقف العظيم العصيب الذي تشيب له الولدان، ويَجِلُ له أولو النهى والألباب والعقول، إنه موقف كلنا سنرده، { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}العنكبوت:57، فما منا إلا وسيذوق هذا الموقف، وسيمرُّ على هذا المقام، إن كان خيراً فليحمد الله، وإن كانت الأخرى -نعوذ بالله من الخذلان- فلا يلومنَّ إلا نفسه.
يقول من لا ينطق عن الهوى في بيان الحال المقابلة حال الأشقياء الذين عصَوا ربهم فكفروا به وأسرفوا على أنفسهم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإنَّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الآخرة وإقبالٍ من الدنيا، نزل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه، معهم المُسوحُ فيجلسون منه مدَّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب» نعوذ بالله من الخذلان، قال: «فتتفرَّق في جسده فزعاً وهلعاً وخوفاً» لكنه لا يغنيه ذلك عن أجله، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} العنكبوت:57، «تتفرَّق في جسده، فينزعها كما يُنزع السَّفُّود من الصوف المبلول»، وهو شوك شديد العلوق بالصوف ونحوه.
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف هذه الحال: «فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعله في ذلك المسوح، ويخرج منها كأَنْتَنِ ريحِ جِيفةٍ وُجِدت على وجه الأرض، فيصعدون بها إلى السماء، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الريح الخبيثة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي يُسمى بها في الدنيا، حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فلا يُفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَ الحقِّ رب العالمين: { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}الأعراف:40 أي: إن دخل الجمل في ثُقبِ الإِبرة فإنهم سيدخلون الجنة، وأنَّى يكون ذلك.
فيقول الله -عز وجل-: «اكتُبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً، ثم قرأ قول الله تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ}الحج:31 -سقط من السماء- { فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}الحج:31، فتُعادُ روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيقولان له: من ربك؟»، قد أضاعه في الدنيا فأضاعه عند هول عظيم وكرب شديد في ذلك الموقف، «فيقول: ها ها»، كالذي يستذكر شيئاً غائباً عن ذهنه، «لا أدري، لا دريت ولا تَلَيت»، هكذا تجيب عليه الملائكة، «فيقولان له: ما هذا الرجال الذي بعث فيكم؟ فيقول: ها ها لا أدري»، أضاع العلم في الدنيا والعمل فضاع علمه في ذلك الموقف.
«فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حَرِّها وسَمومِها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثوب نَتَنِ الرائحة فيقول: أَبْشِر بالذي يسوؤك، هذا يومُك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشَّر، فيقول ذلك الرجل: أنا عملك، قال: ربِّ لا تُقِم الساعة» فما بين يديه أعظم هوناً وأشدُّ كرباً مما هو فيه.[سنن أبي داود:ح4753، وصححه الألباني في صحيح الترغيب]
اللهمَّ أجرنا من مقامات الخزي، يا ذا الجلال والإكرام، اللهمَّ عاملنا بعفوك، ومُنَّ علينا برحمتك، وأدخلنا مُدْخلَ أوليائك الصالحين، وانظمنا في سلك عبادك المتقين يا أرحم الراحمين، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، أحمده هو الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سُنَّته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله تعالى وقدموا لأنفسكم خيراً، { فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}يونس:108.
يقول ربُّ العالمين، في الحديث الإلهيِّ: «يا عبادي! إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، فمن وَجَد خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسه».[صحيح مسلم:ح2577/55]
قدموا لأنفسكم ما تفوزون به وتفرحون بين يدي الله جل وعلا، كلكم ملاق ربه، {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ}الانشقاق:6، فما منَّا إلا وهو ملاقٍ ربَّ العالمين، إلا أن اللقاء بين مستبشر مسرور وبين مخذول مكسور، نعوذ بالله من الخذلان.
عباد الله! إن هذه الدنيا مزرعة يزرع فيها الإنسان الصالح من العمل، فلا تبخل على نفسك فإنه من يبخل فإنما يبخل عن نفسه، قدموا لأنفسكم خيراً فالسيئات كثيرة والتقصير عظيم، «كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوَّابون»، فتوبوا إلى الله توبة صادقة، وعودوا إليه بالعمل الصالح ما استطعتم، واربأ ببشرى: ليس هناك تحديد ولا حصر على نوع من العمل، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميده صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، أمرك بالمعروف صدقة، نهيُك عن المنكر صدقة، إعانتك لأخيك صدقة، تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتَّقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة»، وشِقُّ التمرة هو جزؤها، وكم في هذا الجزء من الخير؟ فيه خير عظيم، إلا أنَّ الشيطان يأتينا فيمنعنا من خير كثير ويُغرينا بشرٍّ كثير، يُقلِّل في أعيننا الصالحات، ويُهوِّن في أعيننا الكبائر والموبقات، فنتورَّط في ألوان من الشَّرِّ، ونبعد عن أبواب من الخير، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد بيَّن الطريق وشرع لنا كل برٍّ وخير، فلا تحقرنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.
ألا إنّ أول ما ينبغي أن نسأل أنفسنا عنه، هو حقُّ الله في توحيده وعبادته، هو حقُّ الله في الصلاة التي ضيَّعها كثير من الناس، في الواجبات التي فرضها الله تعالى علينا، سل نفسك: ما هو مقامك؟ وأين منزلتك من حقوق ربك عليك؟ ثم سارع في الخيرات وستجد رباً يعطي على القليل الكثير، يقول الله تعالى: { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمِ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}النساء:110 ، يقول ابن عباس: «لو أنَّ الإنسان جاء بذنب أكبرَ من الأرض والسماء، ثم تاب إلى الله، لوجد الله غفوراً رحيماً».
اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعفُ عنَّا، وعاملنا بما أنت أهلُه من الجود والكرم، اللهمَّ إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، أصلح لنا الأعمال، ويسِّر لنا الصالحات، وخذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى يا رب الأرض والسماوات، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا.
اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.