السؤال:
المعروف أن الإمام الأشعري - رحمه الله - قد تراجع عن كثير من المخالفات التي كان يقول بها، لماذا ما زال الآن ينسب المذهب إلى هذا الإمام، مع أنه تراجع عن كثير مما كان يقوله؟
الجواب:
هذا سؤال وجيه، وهو أن هذه النسبة الموجودة للإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فيما يتعلق بمسائل الاعتقاد، في الصفات وغيرها، نسبة تحتاج إلى تحرير، فقد مر على ثلاث مراحل ـ كما ذكر ذلك المحققون ـ ففي أول أمره أخذ بآراء المعتزلة، ثم ترك مذهبهم، وسلك منهجًا آخر ظنه الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، هو ما عليه الأشاعرة، وهي المرحلة الثانية، ثم رجع عن هذا المسار إلى ما كان عليه سلف الأمة، من إثبات ما أثبته الله لنفسه، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وكتاب "الإبانة"، و"رسالته إلى أهل الثغر"، واضحان في عودته إلى ما كان عليه سلف الأمة، وقد يكون عنده إشكالات في بعض ما يقرره؛ نتيجة عدم فهمه طريق السلف على وجه الكمال، لكن ذلك لا يخرجه عن كونه سائرا على طريق الصحابة والقرون المفضلة، فالنسبة الشائعة الآن هي نسبة إلى المرحلة الوسطى من مراحله رحمه الله، والله أعلم.