×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / خطورة الكلمة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:9565

المقدم: الشيخ خالد، الكلمة التي يتفوه فيها كثير من الناس ولا يقيمون لها وزنًا ولا اعتبارًا، تجد أنه ينطق الكلمة وكأنه لن يُسأل عنها، نلحظ هذا كثيرًا أحيانًا في الصحف، الصحف الخاصة بكثير من المقالات والكتابات، تجد فيها إساءة، تجد فيها تجريح، تجد فيها إهانات، تجد فيها بل ربما تصنيف ناس يدخلون يا شيخ في العقائد، عقائد الأشخاص.

الأمر امتد أيضًا إلى ما شاهدناه قبل فترة، ونعيشه الآن من رسائل الجوال، يعني بعض الناس ربما يا شيخ أجزم بأنه لا يعرف شيء أسمه رسائل، وأصبح الآن مع هذه العروض التي صارت تقدم مئات الرسائل يوميًا، وأحيانًا بعضها يا شيخ ربما يكون فيه غيبة، يكون فيه... وأمور أخرى.

نريد أن نقف يا شيخ مع قيمة الكلمة، أهمية هذه الكلمة، وأن الإنسان سيُسأل عن هذه الكلمة، تفضل يا شيخ.

الشيخ خالد: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد...

الكلمة شأنها كبير، وخطرها عظيم، الله ـ تعالى ـ احتفى بالكلمة فكان الوسيلة التي بينه وبين عباده هي الكلمة، فكلمة الله ـ تعالى ـ هي التي وصلت إلى عباده تُعرف به ـ جل في علاه ـ وتبين ما له من الكمالات، أيضًا تبين ما له من الحقوق على عباده، تبين كيف تصلح حياة الناس ومعاشهم، وكيف يصلح معادهم ومآلهم.

الكلمة ضرب الله ـ تعالى ـ لها مثلًا في كتابه ليبين لنا خطورتها، وعظيم مكانتها، يقول الله ـ تعالى ـ فيما ضرب من مثل يبين فيه انقسام الكلمة إلى نوعين: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً[إبراهيم:24]هذا القسم الأول من الكلام، ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ[إبراهيم:24]﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ[إبراهيم:25]إذًا هي لها ثمار فهي ضاربة في الأرض جذورًا وسابقة في السماء ارتفاعًا، ومع هذا لها عطايا وهي ﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[إبراهيم:25].

ثم يقول: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ[إبراهيم:26]الخبيث لا يمكن أن يثبت، ولا يمكن أن يقر حتى ولو انتفش وظهر وعلا لابد أن يزول. ولهذا لا يغرين أحدًا أن كلمته طارت بها الآفاق، وسُجلت فيما سارت به الصحف، أو سارت به وسائل الأعلام، أو ما إلى ذلك هذا لا ينفع بالعكس، هذا يزيد من تبعة الكلمة؛ لأن الكلمة هي الحياة في الحقيقة، الكلمة هي الروح التي تسري في الناس فتكون حياة لبعضهم، وتكون موتًا لآخرين.

   ولذلك الراشد العاقل هو من كانت كلماته نورًا تحيا به القلوب، ونورًا تستقيم به الأحوال، نورًا تصلح به دنيا الناس وتستقيم به أمورًا، وأما أولئك الذين يتكلمون بالكلام لا يلقون له بالًا فهؤلاء نقول لهم: أنتم اختاروا بين أمرين:

-إما أن تكون كلمة طيبة زكى الله ـ تعالى ـ وصفها وطيب ثمارها.

- وأن تكون كلمة خبيثة اجتثت من فوق الأرض يبقى وزرها وإن ذهب ضررها، فضررها لا يمكن أن يقر ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ[الرعد:17].

ولهذا أقول: من الضروري لكل مؤمن أن يفكر ويتأمل في شأن الكلمة، الله ـ تعالى ـ لخطورة هذه الكلمة يقول: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق:18]، الله وكل ملكين يقيدان ما يصنع الإنسان من قول، وذكر القول مع أنه يسجل على الإنسان حتى ما يكون من أفعاله لأن القول هو منشأ العمل.

ولهذا يقول الله ـ تعالى ـ فيما يزكيه من الأعمال ويُرفع إليه قال: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ[فاطر:10]لماذا أخر العمل الصالح؟

لأن العمل الصالح هو ثمرة الكلمة الطيبة، وهو نتاجها فقدم ارتفاع الكلام الطيب، ثم ذكر بعد ذلك العمل، وما يمكن أن يكون علم بلا قول، ولهذا يقول الله ـ تعالى ـ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[محمد:19]أجل الكلمات وأعظمها، وأشرفها، وأخطرها، به سعادة الدنيا والآخرة [لا إله إلا الله]، ثم قال: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ[محمد:19].

إذًا لابد أن نعرف قيمة هذه الكلمة، وأحسنت فيما طرحت لما قلت: أن الكلمة هناك من يكتب في الصحف، هناك من يكتب في الرسائل، حتى لا ينحصر الفهم أن الكلمة هي تلك التي نتفوه بها إنما الكلمة قد تكون مقروءة، وقد تكون مسموعة، وقد تكون ملفوظة، وقد تكون مسجلة، وكون الإنسان لا يُعرف فهذا لا يعني أنه قد غاب عن أثر هذه الكلمة.

وبهذا نأتي إلى أولئك الذين يكتبون من وراء الرسائل الخفية التي تُرسل وتطيش في الدنيا هنا وهناك، وأيضًا أخطر منه ما يتعلق بالمواقع والكتابة الإنترنتية في الشبكة العنكبوتية، أولئك الذين يكتبون بأسماء مستعارة، إن خفوا عن الناس فهم لا يخفون عن الله جل في علاه.

ولهذا أيضًا الكلام لا يخرج عن قوله: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق:18]، فلا تعمل أناملك فيما تشهد عليك غدًا بما يسوئك، ولهذا أنا أقول: يعني لقائل أن يقول أو أقول في جواب قائل يسأل يقول: طيب يعني أنتم تريدون أن نصمت؟ وأن نخيط أفواهنا عن أن نتكلم شيئًا؟

الجواب: لا، إنما زن ما تتكلم به، انظر عاقبة ما تقوله، وليكن مرشدك، وليكن هاديك ودليلك فيما تتكلم به، وفيما تسكت عنه ما ذكره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القاعدة الذهبية النبوية فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ»صحيح البخاري (6018)، وصحيح مسلم (47)، الخيار الصمت إذًا إما أن تقول خيرًا والخير إما في ذاته أو في عاقبته ومآله، وإما تصمت. ولذلك إذا اشتبه عليك هل هذا الكلام حسن أو لا؟

 أحفظ لسانك أن تقول فتبتلى، إن البلاء موكل بالمنطق، والله ـ تعالى ـ أمرنا بحفظ جوارحنا عما يغضبه، وأمرنا أن نقول أحسن القول، وأن نتكلم بأحسن الكلام: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[الإسراء:53]ليس فقط الحسن بل هي أحسن وهو أن ينتقي الإنسان من ألفاظه، هل يمكن أن يقدم الإنسان؟ هل يمكن أن يقول: هذا أحسن من هذا؟ هذا القلم مثلًا أحسن من هذا القلم دون أن انظر وأتأمل في خواص كل واحد منهما؟!

إذًا الأحسن لا يُوصل إليه إلا ببذل جهد، والله ـ تعالى ـ يقول: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[الإسراء:53]فلابد أن انظر وأتأمل هل هذا أحسن أو لا، وهذا يستوجب أن نقف مع كلماتنا، كون الرسائل مجانية أقول: هي مجانية صح لا تظهر في الفاتورة، لكنها لا تغيب عن الكتبة والحاسبين، ولذلك هم سيكتبون عليك ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق:18]، ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[الجاثية:29].

فلذلك ينبغي للمؤمن أن يحفظ نفسه، وأن يتقي الله ـ تعالى ـ في كل شيء، أنا أتكلم عن يعني الرسائل لها مدة وتنتهي لكن أنا أتكلم عمومًا، أولئك الذين يكتبون في الصحف فيجرحون أو ينالون أو يشيعون فسادًا أو شرًا أو يدعون... يعني ألا يتقون الله تعالى!

كون هذه الزاوية تخرج بيضاء لا شيء فيها ولا حرب خير لك عند الله ـ تعالى ـ من أن تملأ فيها ما لا ينفع الناس، فكيف بما يضرهم، ويشيع الشر بينهم!

سواء أن كان شرًا فيما يتعلق بدنيا الناس أو كان فيما يتعلق بدينهم، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

المقدم: أحسن الله إليكم يا شيخ وبارك فيكم.  

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94001 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف