السؤال:
الخوارج هل هم طائفة اندثرت، أم هم الإباضية؟
الجواب:
الخوارج هي فرقةٌ مِنَ الفِرَق وهي أول ما ظهر من الفِرَق التي خرجت عن هدي النبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولم يأت في فرقة من الفرق كما جاء في الخوارج عن النبي-صلى الله عليه وسلم- من التحذير وبيان الخطورة؛ وذلك لشدة أثرهم على الأمة فهم الذين يُكفِّرون المسلمين ويسْعَوْن في إهدار دمائهم وأموالهم، والفساد من كل جهة وناحية، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» صحيح البخاري: باب قول الله تعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}، حديث رقم (6995). وذلك لعظيم خطرهم وكبير أثرهم.
وهذه الفرقة مع الوقت جاءت بأسماء متنوِّعة ومتلوِّنة منها ما كان في فترة من الزمن في شمال أفريقيا فيما كان يعتقده عبد الله بن أباض وإليه تُنْسَب الإباضية، فهي في تصنيف العلماء من جملة الفِرَق التي تنتَسِب إلى الخوارج، يعني هي في مَظَلَّةِ الخوارج.
الآن بالنسبة للواقع الحالي هذه الفرقة هل هي ملتزمة بنفس الأفكار السابقة التي كانت عند المتقدمين؟ هذا يحتاج إلى دراسةٍ معاصرةٍ لحقيقة هذه الفرقة، وهل هي باقية على الوضع السابق من المخالفة لطريقة أهل السنة والجماعة.
الحقيقة تحتاج إلى دراسة، وليس عندي في ذلك معرفة واقعية، إنما الانتساب الاسمي لا يترتب عليه أن يُنزَّل عليها كل ما كان يعتقده المتقدمون؛ لأن هذه العقائد في الحقيقة يجري عليها كثيرٌ من التغير من خلال تعاقب السنوات ومرور المذاهب بمراحل؛ فقد يجري استبعادُ بعض الأشياء وتغيُّر بعض الأشياء، يعني مثلًا الخوارج، الإباضية الآن في بعض البُلدان عقائدهم مثلًا فيما يتعلق بالأسماء والصفات مقاربة للمعتزلة، ولمَّا كانوا في أول الأمر ما كانوا على هذا الحال.
فلذلك لا بد من الدراسة المعاصرة للحكم على هذه المذاهب، لكن من حيث الجملة فالمذهب الإباضي هو مِن المذاهب التي تندرج في مَظَلَّةِ الخوارج.