عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه، فقال: «إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن»رواه البخاري (4795)، ومسلم (2170).، ولم يأمرها أن تغير شيئًا، فما كان من طبيعة اللباس فلابد أن يظهر، فلمّا تلبس المرأة العباءة على رأسها بالتأكيد سيبدو رأسها، وسيعرف طولها، فمثل هذا لا يمكن ستره، وأنا أقول لها: «هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون»، هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلمرواه مسلم (2670) عن ابن مسعود رضي الله عنه..
والتشدد يقابله ما يدمر القلب، ويندى له الجبين، ويستحي منه أهل المروءات، فضلا عن أصحاب الديانات، من هذا التبرج الذي نشاهده من بعض بناتنا! نسأل الله أن يشرح قلوبهن للخير والعفة.
والناس في هذا الأمر طرفا نقيض، هناك من يريد أن لا يبدو من المرأة شيء، حتى ما لا يمكن ستره، وهناك من يريد للمرأة أن تبدي مفاتنها ـ وهم الأكثر ـ وأن تلحق بالمرأة السافرة المتبرجة، والله يقول: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾(سورة الأحزاب33)، ويقول: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾(الأعراف:26)، وعلى كل امرأة تلبس لباسا غير محتشم أن تسأل نفسها هل الله راض عنها بهذا اللباس؟! أنا أجزم أن كثيرا منهن يستذلهن الشيطان، ويأخذها الإلف والعادة وتقول: لا يزال الوقت مبكرا على الحجاب! والواجب على المؤمن أن يبادر لما فيه طاعة الله، قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين﴾(سورة آل عمران:133)، ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾سورة الحديد من الآية 21.فأوصي أخواتي بالسِّتر والحجاب، والصيانة والاحتشام، وتفعيل الحياء الذي غابت معالمه في كثير من الأحيان، فإن الحياء من الدين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان»رواه البخاري (9)، ومسلم (35) عن أبي هريرة رضي الله عنه.،ويقول: «الحياء لا يأتي إلا بخير»رواه مسلم (37) عن عمران بن حصين رضي الله عنه..