إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلََ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، بَعَثَهُ اللهُ بِالهُدَى ودِينِ الحَقِّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بَشِيرًا وَنِذِيرًا، وَداعِيًا إِلَيْهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجًا مُنِيرًا، بَلَّغَ الرِّسالَةَ، وَأَدَّى الأَمانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجاهَدَ في اللهِ حَقَّ الجِهادِ حَتَّى أَتاهُ اليَقِينُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾المائدة:35 .
أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ, إِنَّ الرَّابِحَ في هَذِهِ الحَياةِ هُوَ مَنِ اسْتَثْمَرَها في طاعَةِ اللهِ تَعالَى، إِنَّ الفائِزَ في هَذِهِ الدُّنْيا هُوَ مِنْ عُمُرِها بِما يُحِبُّ اللهُ تَعالَى وَيَرْضَى، وَلِهذا فَوْزُ الإِنْسانِ في دُنْياهُ وَنَجاتُهُ في أُخْراهُ إِنَّما هِيَ بِقَدْرِ ما مَعَهُ مِنْ تَحْقِيقِ العُبُودِيَّةِ للهِ تَعالَى، فَبِقَدْرِ ما يَكُونُ مَعكَ مِنْ طاعَةِ اللهِ في امْتِثالِ ما أَمَرَ، وَفي تَرْكِ ما نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ يَكُونُ فَوْزُكُ، وَتَكُونُ سَعادَتُكَ، وَتَكُونُ طُمَأْنِينَتُكَ، وَتَكُونُ لَكَ الحَياةُ الطَّيِّبَةُ في هَذِهِ الدُّنْيا، كَما يَكُونُ لَكَ الفَوْزُ في الآخِرَةِ ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾آلِ عِمْرانَ:185 ، ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾النبَّأِ:31 .
ذاكَ الفَوْزُ إِنَّما هُوَ بِزادِ التَّقْوَى كَما قالَ اللهُ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾البقرة:197 ، إِنَّ النَّاظِرَ في سِيرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَياتِهِ وَأَيَّامِهِ يَرَى كَيْفَ حَقَّقَ العُبُودِيَّةَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كُلِّ أَحْوالِهِ في مَنْشَطِهِ، في مَكْرَهِهِ، في صِحَّتِهِ، في مَرَضِهِ، في سَفَرِهِ، في إِقامَتِهِ، في نَصْرِهِ، في هَزِيمَتِهِ، في كُلِّ أَحْوالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وِسَلَّمَ حَقَّقَ العُبُودِيَّةَ للهِ؛ لِذَلِكَ مُطالَعَةُ المؤْمِنِ لِسِيرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُعْطِيهِ نَمُوذَجًا يُحْتَذَى في تَحْقِيقِ العُبُودِيَّةِ للهِ تَعالَى في بُلُوغِ رِضْوانِ اللهِ جَلَّ في عُلاهُ في الدُّنْيا، وَأَنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ مُمْكِنٌ يُدْرِكُهُ كُلُّ مَنْ رَغِبَ في وُصُولِهِ إِلَى سَعادَةِ الدُّنْيا وَفَوْزِ الآخِرَةِ.
أَيُّها المؤْمِنُونَ, إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ عابِدًا للهِ وَلَمْ يُضَيِّعْ ما لِنِفْسِهِ مِنَ الحُقُوقِ وَالحُظُوظِ، فَقَدْ كانَ عامِلاً بِقَوْلِ اللهِ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾القصص:77 .
أَيُّها المؤْمِنُونَ, إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُبادِرُ إِلَى طاعَةِ اللهِ في كُلِّ حِينٍ وَحالٍ تَحْقِيقًا لما أَمَرَهُ اللهُ تَعالَى بِهِ في قَوْلِهِ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾الحجر:99 ، وَهَذا أَمْرٌ إِلَهِيٌّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يُحَقِّقَ العُبُودِيَّةَ للهِ في وَاجِباتِ ما أَمَرَ اللهُ تَعالَى، وَفي مَنْهِيَّاتِهِ بِتَرْكِها وَالبُعْدِ عَنْها، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الصَّلَواتِ المفْرُوضاتِ المكْتُوباتِ؟ كَيْفَ أَنْتَ في حُقُوقِ اللهِ تَعالَى الباقِيَةِ مِنَ الزَّكاةِ وَالصَّوْمِ وَالحَجِّ؟ كَيْفَ أَنْتَ في حُقُوقِ الخَلْقِ؟ ما هُوَ شَأْنُكَ في بِرِّ الوَالِدَيْنِ؟ ما هُوَ شَأْنُكَ في حُقُوقِ الجيرانِ؟ ما هُوَ شَأْنُكَ في أَداءِ الأَمانَةِ الَّتِي اؤْتُمِنْتَ بِها؟ ما هُوَ شَأْنُكَ في كَفِّ شَرِّكَ وَأَذاكَ عَنِ النَّاسِ؟
كُلُّ هَذِهِ أَسْئِلَةٌ يَنْبَغِي أَنْ يَطْرَحَها الواحِدُ مِنَّا عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ هُوَ مِنْ تَحْقِيقِ العُبُودِيِّةِ للهِ، إِنَّ العِبادَةَ لَيْسَتْ أُمْنِيَةً، وَالطَّاعَةُ لَيْسَتْ تَحْلِّيًا ظاهِرًا بِلِحْيَةٍ أَوْ ثَوْبٍ مُشَمَّرٍ، إِنَّها إِيمانٌ في القَلْبِ يُتَرْجِمُهُ العَمَلُ، وَيُصَدِّقُهُ القَوْلُ، وَيَكُونُ فِيهِ الإِنْسانُ عَلَى طاعَةِ اللهِ ما اسْتَطاعَ في السَّرِّ وَالإِعْلانِ، في الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، في العُسْرِ وَاليُسْرِ، في المنْشَطِ وَالمكْرَهِ، فِيما يُحِبُّ وَفِيما يَكْرَهُ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ المتَّقِينَ وَحِزْبِكَ المفْلِحينَ، وَأَوْلِيائِكَ الصَّالحينَ، أَقُولُ هَذا القَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
* * * * *
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ حَمْدَ الشَّاكِرينَ، أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ، لَهُ الحَمْدُ كُلُّهُ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ، وَظاهِرُهُ وَباطِنُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ، اتَّقُوا اللهَ تَعالَى وَاطْلُبوا مَرْضاتِهِ بِكُلِّ ما أُوتِيتُمْ مِنْ طاقَةٍ وَقُوَّةٍ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾آل عمران:102 .
أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ, كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنْ صِيامِ شَعْبانَ، كَما جاءَ ذَلِكَ في الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْها، أَنَّها قالَتْ: «كانَ يَصُومَ شَعْبانَ كُلَّهُ» البُخارِي(1970)، وَفي رِوايَةٍ:« كانَ يَصُومُ شَعْبانَ إِلَّا قَلِيلًا»مُسْلم(1156), وَهَذِهِ تُبَيِّنُ تِلْكَ، وَأَنَّ قَوْلَهُ "كُلَّهُ" في الرِّوايَةِ السَّابِقَةِ بِناءً عَلَى حالِ النَّاظِرِ الَّذِي يَتَوَهَّمُ أَنَّهُ لا يُفْطِرُ شَيْئًا مِنْهُ، وَالواقِعُ أَنَّهُ يُفْطِرُ بَعْضَ أَيَّامِهِ لأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَكْمِلْ صِيامَ شَهْرٍ قَطُّ سُوَى شَهْرِ رَمَضانَ.
فَيَنْبَغِي لِلمُؤْمِنِ أَنْ يُبادِرَ إِلَى هَذِهِ السُّنَّةِ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنْ صِيامِ هَذا الشَّهْرِ ما اسْتَطاعَ عَلَى حَسْبَ طاقَتِهِ، فَمَنْ كانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصُومَ أَكْثَرَهُ فَلْيَفعْلْ، وَمَنْ كانَ لَهُ عادَةٌ مِنْ صِيامٍ مُحَدَّدٍ فَلْيَزِدْ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَ كَما كانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنْ صِيامِ شَعْبانَ، فَمَنْ لَهُ صِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فَلْيَزِدْ يومًا رَابِعًا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ بِالصِّيامِ بِالكُلِّيِّةِ فَلْيَصُومَ وَلَوْ يَوْمًا وَاحِدًا؛ حَتَّى يُشارِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هَدْيِهِ وَلَوْ في يَوْمٍ وَاحِدٍ.
أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ, إِنَّ هَذا الشَّهْرَ فُرْصَةٌ لِمَنْ كانَ عَلَيْهِ قَضاءٌ مِنْ رَمَضانَ أَنْ يُبادِرَ إِلَى قَضاءِ ما عَلَيْهِ مِنْ رَمَضانَ السَّابِقِ، ذَكِّرُوا أَنْفُسَكُمْ بِذَلِكَ وَذَكِّرُوا أَهْلِيكُمْ مِنْ زَوْجاتٍ، وَأَخَواتٍ، وَبِناتٍ بِهَذا الأَمْرِ فَإِنَّهُ يَغْفُلُ عَنْهُ، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾البقرة:184 ، وَعائِشَةُ أُمُّ المؤْمِنينَ كانَتْ تَقُولُ: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ الشُّغْلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» البخاري(1950). فَيَنْبَغِي لِلمُؤْمِنِ أَنْ يُبادِرَ إِلَى قَضاءِ ما أَوْجَبَهُ اللهُ تَعالَى عَلَيْهِ، وَأَنْ يَحْتَسِبَ الأَجْرَ عِنْدَ اللهِ تَعالَى في ذَلِكَ.
وَإِنَّ هَذا الشَّهْرَ شَهْرُ تَسْتَعِدُّ فِيهِ النُّفُوسُ لاسْتِقْبالِ شَهْرٍ عَظِيمٍ هُوَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ بِالنَّوايا الصَّالِحَةِ، وَالعَزائِمِ الصَّادِقَةِ عَلَى أَنْ يَكُونَ طائِعًا قائِمًا بِأَمْرِ اللهِ في شَهْرِ رَمَضانَ، وَأَنْ يُهَيِّئِ نَفْسَهُ بِما يَسْتَطِيعُ مِنَ الأَعْمالِ فالَنِبُّي كانَ يُكْثِرُ مِنَ الصَّوْمِ في هَذا الشَّهْرِ، وَكانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ لا يُقْصِرُونَ العِنايَةَ بِهذا الشَّهْرِ وَالاسْتِعْدادِ لِرَمَضانَ بِمُجَرَّدِ كَثْرَةِ الصِّيامِ بَلْ كانُوا يُكْثِرُونَ مِنْ قِراءَةِ القُرْآنِ حَتَّى عُرِفَ هَذا الشَّهْرُ وَسُمِّيَ في كَلامٍ كَثِيرٍ مِمَّنْ تَقَدَّمَ بِشَهْرِ القُرَّاءِ؛ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يُقْبِلُونَ عَلَى قِراءَةِ القُرِآنِ وَتِلاوَتِهِ، فالنَّفْسُ تَحْتاجُ إِلَى تَهْيِئَةٍ، تَحْتاجُ إِلَى تَدْرِيبٍ، تَحْتاجُ إِلَى تَوْطِئَةٍ حَتَّى إِذا جاءَ الشُّهْرُ وَالنُّفُوسُ قَدْ تَهَيَّأَتْ، وَالعَزائِمُ قَدْ صَحَّتْ، وَالأَبْدانُ قَدْ مُرِّنَتْ عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ وَالاسْتِكْثارِ مِنَ الخَيْراتِ.
اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضانَ وَارْزُقْنا فِيهِ صَالِحَ الأَعْمالِ يا رَبَّ العالمينَ، اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضانَ وارْزُقْنا فِيهِ ما تُحِبُّ وَتَرْضَى مِنَ الأَعْمالِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمالِنا خَواتِمَها، وَخَيْرَ أَيَّامِنا يَوْمَ نَلْقاكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، اللَّهُمَّ إِذا أَرَدْتَ بِعِبادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونِينَ يا رَبَّ العالمينَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطانِنا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا فِيمَنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ يا رَبَّ العالمينَ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ لِوُلاةِ أَمْرِنا وَوُلاةِ أَمْرِ المسْلِمينَ أَنْ تُوَفِّقَهُمْ لما فِيهِ الخَيْرُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، خُذْ بِنَواصِيهِمْ إِلَى ما فِيهِ خَيْرٌ العِبادِ وَالبِلادِ، وَاصْرِفْ عَنْهُمْ بِطانَةَ السُّوءِ، أَعِنْهُمْ وَسَدِّدْهُمْ في أَقْوالِهِمْ وَأَعْمالِهِمْ يا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرادَ بِنا فُرْقَةً أَوْ شَرًّا أَوْ فَسادًا فَعَلَيْكَ بِهِمْ فَإِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَكَ، الَّلهُمَّ عَلَيْكَ بِمَنْ نَشَرَ البِدْعَةَ أَوْ فِكْرًا سِيَّئًا بَيْنَ النَّاسِ، اللَّهُمَّ أَعِنِ القائِمينَ بِالأَمْرِ بِالمعْرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَنِ المنْكَرِ، أَعِنِ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ عَلَى بَصِيرَةٍ يا رَبَّ العالمينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ حِزْبِكَ وَأَوْلِيائِكَ وَاسْلُكْ بِنا سَبِيلَ أَصْفِيائِكَ يا رَبَّ العالمينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفافَ وَالرَّشادَ وَالغِنَى، رَبَّنا اغْفِرْ لَنا وَلإِخْوانِنا الَّذينَ سَبَقُونا بِالإيمانِ وَلا تَجْعَلْ في قُلُوبِنا غِلاً لِلَّذينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.