السؤال:
تشغيل القرآن عن طريق المسجل في أيام العزاء؛ هل يعتبر هذا بدعة؟
الجواب:
القرآن إنما يُشغل لينصت إليه، فتشغيله في مثل هذه المناسبات التي يجتمع فيها الناس، وقد يكون بينهم كلام، أمر غير مشروع؛ لأنه أولا: لن ينصت إليه.
وثانيا: أنه محدث، ومثله إحضار قارئ، أو سؤال الحاضرين قراءة شيء من القرآن وإهداءه للميت، هذا كله من المحدثات.
والعزاء هو: تسلية المصاب، كقول: اصبر واحتسب، أو إن لله ما أخذ وله ما أعطى، فلتصبر ولتحتسب، أو عظم الله أجرك، أو أحسن الله عزاءك، ويدعون للحي بالصبر والثبات، وللميت بالمغفرة والرحمة، وليس العزاء تجمعًا لعبادة ولا لطاعة، ولا إهداء ثواب للميت، فكل هذا من المحدثات، ولهذا حرم بعض العلماء الاجتماع للعزاء؛ نظرًا لما يترتب عليه من المفاسد، وعدوه من النياحة، وكرهه أكثر أهل العلم، وأجازه جماعة من العلماء.
والذي يظهر أنه إذا لم يصاحبه شيء من هذه المحدثات فهو جائز، لكن ينبغي أن يُجتنب كل ما يكون من هذه المحدثات التي أحدثها الناس من تشغيل القرآن، وإقامة الولائم، والإسراف في الأطعمة، وإثارة الأحزان، كل هذا ينبغي تركه، والله أعلم.