السؤال:
كيف يجمع بين قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}سورة النمل: الآية 80.،وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم»رواه البخاري (1338)، ومسلم (2870) عن أنس رضي الله عنه.، وأيضا لما اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب ـ من قتلى المشركين في بدرـ فقال: «وجدتم ما وعد ربكم حقا؟»فقيل له: تدعو أمواتا؟ فقال:«ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون»رواه البخاري (1370)، ومسلم (2874) عن أنس رضي الله عنه.؟
الجواب:
السمعان مختلفان، فالسماع المنفي في قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، هو سماع الإجابة، فالموتى لا يسمعون سماع الإجابة، وما أثبته من سماع في حديث أنس في الصحيحين: «انه ليسمع قرع نعالهم»، وفي قوله قتلى بدر: «ما أنتم بأسمع منهم»، فهذا السماع المقصود به إدراك الأصوات، ولا إجابة معه، فهو سماع لا ينتفع منه، والله أعلم.