السؤال:
أخرج مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَقِّنوا موتاكم لا إلهَ إلا اللهُ» رواه مسلم (916) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .، وسؤالي عن كيفية التلقين؛ فهل يؤمر المحتضر بها، بأن يقال له: قل: لا إله إلا الله؟ أو يكتب في جملة لا إله إلا الله؟
الجواب:
تلقين الميت هو تذكيره بكلمة التوحيد، التي من ختم له به نجا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان آخرَ كلامِه من الدنيا لا إلهَ إلا اللهُ دخل الجنة» رواه أحمد (22034)، وأبو داود (3116) ـ واللفظ له ـ عن معاذ ، وصححه الحاكم (1299)، وابن الملقن في البدر المنير (5/189)، والألباني في الإرواء (3/149).، ولا يوفق لهذه الكلمة عند الخروج من الدنيا إلا من وفقه الله.
وتلقين الميت يكون بتذكيره بلا إله إلا الله، على حسب ما تقتضيه الحال؛ لأن الذين في سياق الموت تختلف أحوالهم من حيث آلام الاحتضار، فمن يتألم بشدة، لا يؤمر بها بعنف وإلحاح؛ لئلا يصدر عنه ما لا يليق، لكن يقال: لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، ونحو ذلك من الطرق التي يحصل بها تذكيره بهذه الكلمة، وإذا قالها المحتضر مرة واحدة، فلا يكرر عليه أكثر من مرة بل يقتصر على ذلك، إلا أن يحدث ويتكلم بكلام أجنبي بعده، فلو أعاد تلقينه بالتذكير، أو بأمره بهذه الكلمة على وجه التلطف، ومراعاة حاله، فالموت له سكرات، وهو شديد، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على سكرات الموت، والله أعلم.