إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ وَنستعينُهُ وَنَسْتغفرهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفِسِنا وَسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهْدهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تجدَ لَهُ وَلِياً مُرْشِدا، وأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخرينَ، لا إلهَ إِلَّا هُوَ الرحمنُ الرحيمُ، وأشهدُ أَنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسُولُهُ صفيهُ وخليلهُ خِيرتُهُ مِنْ خَلقِهِ بعثهُ اللهُ بِالهدَى وَدِينِ الحقِّ بينَ السَّاعَةِ بَشِيراً ونَذِيرا، ودَاعِياً إليهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنيرا، بلَّغَ الرسالَةَ، وأدَّى الأمانَةَ، ونَصَحَ الأُمَّةَ، وجاهَدَ في اللهِ حقَّ الجِهادِ حَتَّى أَتاهُ اليقينُ وهُوَ عَلَى ذَلِكَ فصَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلهِ وصَحْبِهِ وَمَنْ لزمَ هديَهُ واتَّبعَ سُنتهُ بِإحسانٍ إِلَى يوْمِ الدينِ.
أمَّا بعدُ:
فالسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، وأَهْلاً وسهْلاً بكُمْ أَيُّها الإخوةُ والأَخواتُ في الحلقةِ الأُولَى مِنْ بَرنامجكُمْ فَإِنِّي قريبٌ، هَذا البرنامجُ الَّذِي عنوانُهُ جُزْءٌ مِنْ آيةٍ في كِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ تِلْكَ الآيةُ العظيمَةُ الَّتي سأَلَ فِيها الناسُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَنِ اللهِ فقالَ اللهُ جلَّ في عُلاهُ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾[البقرة:186]، في حلقاتِ هَذا البرنامجِ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالَى سنتناوَلُ في كُلِّ حَلْقَةٍ قضيةً مِنْ قَضايا الدُّعاءِ تلكَ العِبادةُ الجليلةُ الَّتي قالَ فِيها النبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ: « الدُّعاءُ هُوَ العَبادةُ »، وَفي هذهِ الحلقةِ الَّتي هِيَ مَدْخلُ الحديثِ عَنِ الدُّعاءِ سَنقفُ مَعَ هَذِهِ الآيةِ نتأَمَّلُ مَعانِيها، وَنَستَنْبِطُ فَوائِدَها، وَنَسْتَقِي مِنْ معانِيها، ما أَسْأَلُ اللهَ تَعالَى أَنْ يفتَحَ لَنا فيهِ أَبْوابَ الخيرِ، وأَنْ يجعَلَهُ قَائدَنا إِلَى كُلِّ بِرٍّ، وَردَ في كُتُبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الصَّحابَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ سأَلُوا النبيَّ صَلَّى اللُه عليهِ وسلَّمَ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللهِ ربُّنا قريبٌ نُناجِيهِ أَمْ بَعيدٌ فَننادُيهِ؟ فَجاءَ الجوابُ من رَبِّ العالمينَ بِإنزالِ هذهِ الآيةِ المباركةِ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ ﴾[البقرة:186]، أيْ: يا مُحَمَّدٍ، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾[البقرة:186]، اللهُ جلَّ في عُلاهُ أخبرَ عَنْ سُؤالِ الناسِ في هذهِ الآيةِ عنهُ سُبحانَهُ وَبحمدِهِ، ثُمَّ إنهُ تَوَلَّى الجوابَ دونَ واسِطةِ ذَاكَ الإِثْباتِ مَعْناها وَبَيانِ مدلُولها، وأنَّهُ قريبٌ مِنْ عِبادهِ فأسقطَ اللهُ الواسطةَ بينهُ وبينَ عِبادهِ في الجوابِ فَقالَ: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾[البقرة:186].
الله تعالَى قدْ أخبرَ في كِتابهِ المبينِ عنْ قُرْبِهِ سُبحانهُ وبحمْدِهِ فَجاءَ فيما قصهُ عنْ صالحٍ في دعوتِهِ لِقومِهِ قالَ تعالَى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾[هود:61]، قريبٌ ممنْ حقَّقَ العبوديةَ لهُ، قريبٌ ممنْ تابَ وأَنابَ إليهِ، قريبٌ ممنْ استغفرهُ، قريبٌ ممنْ أَقبلَ عليهِ جلَّ في عُلاهُ، وقَدْ قالَ سُبحانَهُ وبحمدهِ آمِراً رسولَهُ محَمَّداً أَنْ يَقُولَ لِلذينَ عاندُوهُ وكذبوهُ وجابهوهُ وَردُّوا دعوتَهُ: ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾[سبأ:50]، إنَّ اللهَ تَعالَى قريبٌ يطَّلِعُ عَلَى أَحْوالِ عبادهِ لا يغِيبُ عنهُ شيءٌ مِنْ أَحوالهمْ، وَلا مِنْ أَقْوالهِمْ، وَهَذا فيه تَرغيبٌ وَترهيبٌ، ترغيبٌ للمقْبلينَ أَنَّ اللهَ سَيُثيبهُمْ ويُعطيهِمْ، وَترهيبٌ لأَولَئِكَ الغافلِينَ المعاندينَ المسرفِينَ عَلَى أنْفُسِهِمْ بِألْوانِ المعاصِي وَالذُّنُوبِ وَالخطايا.
إنَّ اللهَ تَعالَى خصَّ أَوليائِهِ بِقُربِهِ فجعَلَ قُربهُ خاصَّاً بأوليائِهِ وأَصْفيائِهِ أُولئكَ الأَتْقياءُ الأَنقياءُ الَّذِينَ يُقبلُونَ عليهِ جلَّ في عُلاهُ، فأَخبرَ أنهُ سُبحانهُ وبحمْدِهِ قريبٌ ممنْ دَعاهُ، فكُلُّ مَنْ قالَ: يا اللهُ، كُلُّ مَنْ قالَ: يا ربُّ فإنهُ سيجِدُ رَبَّاً قريباً يسمعُ دُعائَهُ وَيجيبُ سُؤالَهُ، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾[البقرة:186]، كما أخبر سبحانه وبحمده أنه قريب من المهتدين فها هو يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد، قل بلغ كل من سمعك ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾[سبأ:50].
كذلكَ هُوَ قريبٌ جلَّ في عُلاهُ مِنَ التائبينَ المستغفِرينَ، كَما قالَ صالحٌ لقومهِ: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾[هود:61].
وقدْ أخبرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَنَّ اللهَ قَريبٌ ممنْ دَعاهُ وذكرهُ، فَجاءَ في الصحيحينِ مِنْ حديثِ أَبي مُوسَى الأَشْعريِّ عبدِ اللهِ بْنِ قيسٍ رضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كُنَّا معَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سَفرٍ فجعَلَ الناسُ يجهرُونَ بالتكبيرِ، أيْ: يقولُونَ: اللهُ أَكْبرُ، اللهُ أكبرُ بأَصْواتٍ مُرْتَفِعَةٍ فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: « أَيُّها الناسُ أَرْبِعُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ »، أَيْ: هَوِّنُوا علَيْها وَلا تَشُقُّوا عَلَى أنفُسِكُمْ « إِنَّكُمْ ليْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غائِبا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً هُوَ مَعَكُمْ »، وَفي رِوايةٍ: « هُوَ أَقْرَبُ إِلَى أحدِكُمْ مِنْ عنُقِ راحلتِهِ »، اللهُ أكبرُ ما أَعظمَ قُرْبَ اللهِ عزَّ وجلَّ مِنْ عِبادهِ، فإنَّ قُربهُ مُؤْذِنٌ بعظيمِ العطاءِ وَجزيلِ الإحسانِ منهُ سبحانهُ وَبحمدهِ، إِنَّ المطالِعَ للنصوصِ يجدُ إِنَّ إِخْبارَ اللهِ تَعالَى عنْ قُربهِ مِنْ عبدِهِ إنما يكُونُ في أَحوال ِكَمالِهِ عِنْدما يحقِّقُ الطَّاعَةَ للهِ عزَّ وَجَلَّ وَيكُونُ عَلَى ما يحِبُّ ويرْضَى فإنَّ اللهَ قريبٌ مِنهُ، ولذلِكَ جاءَ في الصَّحيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ قالَ: « أقربُ ما يكُونُ العَبْدُ مِنْ ربهِ وَهُوَ ساجدٌ فأكثِرُوا الدُّعاءَ »، إِنَّها حالُ تُوجِبُ قُرْبَ اللهِ مِنْ عبدهِ.
الدُّعاءُ وَالسجُودُ حالانِ عَظِيمانِ يجتمعُ فِيهِما ذلُّ القلبِ، وذُلُّ اللسانِ، وذُلُّ الصُّورةِ وَالجسدِ في الخضُوعِ وَالسُّجُودِ للهِ عزَّ وجلَّ لِذلكَ كانَ اللهُ تَعالَى قَرِيباً مِنْ عبدهِ، فأقربُ ما يكُونُ العبدُ مِنْ ربِّهِ وهُوَ ساجدٌ، وقَدْ أخبرَ سُبحانَهُ وبحمْدِهِ أنَّهُ قريبٌ منْ عِبادهِ في أَوْقاتِ الدُّعاءِ وَالسؤالِ وَالطلَبِ فَجاءَ في الصَّحيحينِ منْ حديثِ أَبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم قالَ: « ينزلُ ربُّنا تباركَ وَتعالَى كُلَّ ليلةٍ إِلَى السماءِ الدُّنْيا حينَ يبْقَى ثلثُ الليلِ الآخرِ فيقُولُ: منْ يَدْعُوني فأَسْتجيبَ لهُ، مَنْ يَسْأَلُني فأُعْطيَهُ، مَنْ يستغفِرُني فأغْفِرَ لهُ »، فاللهُ تَعالَى قريبٌ ممنْ دَعاهُ، قريبٌ ممن سألَهُ، قريبٌ ممنْ استغفرهُ.
وقدْ جاءَ في السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عبَسَةَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: « أقربُ ما يكونُ الربُّ مِنَ العبدِ في جوْفِ الليلِ الآخرِ »، فإنِ استطعْتَ أنْ تَكُونَ ممنْ يذكُرُ اللهَ تَعالَى في تِلْكَ الساعَةِ فكُنْ.
وَمِنْ أَحْوالِ قربهِ جلَّ وَعَلا لأوليائِهِ وَعبادهِ ما جاءَ بهِ الخبرُ منْ قُربهِ سُبْحانَهَُ وبحمدهِ لأولئكَ الذينَ جاءُوا إليهِ ملبَّينَ تركُوا أَوْطانهمْ وأَمْوالهمْ وَأَوْلادَهُمْ، ترَكُوا كُلَّ علَّقَ الدُّنْيا وَراءَ ظَهُورهِمْ فَجاءُوا يَقُولُونَ: لِبَّيْكَ اللهُمَّ لبيكَ، لبيكَ لا شريكَ لك لبيكَ، إنَّ الحمْدَ وَالنعْمَةَ لكَ وَالملكَ لا شرِيكَ لكَ.
فاللهُ تَعالَى يَدْنُوا منهُمْ في أَجَلِّ المواقِفِ في عَرفةَ، ذاكَ الموقفُ العظيمُ الَّذِي قالَ فيه صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « ما مِنْ يومٍ أكثرَ مِنْ أَنْ يُعتقَ اللهُ فيهِ عَبْداً مِنَ النارِ مِنْ يَوْمِ عرفَةَ، وَإِنَِّهُ ليدْنُوا »، أَيْ: يُقرِّبُ جَلَّ في عُلاهُ، ثُمَّ يُباهِي بهمُ الملائِكةَ فيقُولُ: « ما أَرادَ هَؤُلاءِ »، إِنَّ قُربَ اللهِ مِنَ العبدِ هُوَ ثمرةٌ توجُّهُ العبدِ وخضُوعَهُ وَذُلَّهُ للهِ عزَّ وجلَّ، ولذلكَ جاءَ في الصحيحِ مِنْ حديثِ أَبي هُريرةَ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهِ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: « يقُولُ اللهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظنِّ عبْدِي بي، وأَنا معهُ حينَ يذكرُني، إِنْ ذكرَني في نفسهِ ذكرتُهُ في نفْسِي، وإِنْ ذكرني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملأٍ خيرٍ منهُ، وإنْ تقرَّبَ مِنِّي شِبْراً تقربْتُ إِليْهِ ذِراعا »، اللهُ أكبرُ إِنَّهُ قُرْبُ ربِّ العالمينَ الَّذِي بهِ تُدركُ سَعادةَ الدُّنْيا ويحصُلُ بهِ لِلعبدِ التسديدُ وَالإعانةُ والتوفيقُ، فقدْ جاءَ في الصَّحيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبي هُريرةَ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: « يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: مَنْ عادَى لي وَلِياً فقَدْ آذنتهُ بِالحربِ، وَما تقرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحبَّ إِلِيَّ مما افترضتُهُ علَيْهِ، وَلا يزالُ عبدِي يتقربُ إِلَيَّ بِالنوافلِ حَتَّى أُحِبَّهُ »، إنهُ يَنالُ بذلكَ محبةَ اللهِ تَعالَى وقربَهُ منهُ، ولذلكَ قالَ في ثمرةِ تلكَ المحبةِ وثمرةِ ذلكَ القُربِ: « فإذا أحببتهُ كُنتُ سمعهُ الَّذي يسمَعُ بهِ، وبصرهُ الذي يُبصِرُ بِهِ، ويدهُ الَّتي يبطشُ بها، ورجلَهُ الَّتي يمشِي بِها »، كُلُّ هَذا تسديدٌ وتوفيقٌ وَإِعانَةٌ وهدايةُ ثمرةِ قُرْبِ ربِّ العالمينَ مِنَ العَبْدِ.
وقد أمر الله تعالى عباده بأن يقبلوا عليه، ففي أوائل ما أنزل الله تعالى على رسوله قال جل في علاه: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾[العلق:19]، فاسجد لله تعالى أيها المؤمن، وأيتها المؤمنة اسجدوا لله تعالى بقلوبكم وأبدانكم، حققوا الخضوع له، وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدكم بالعطاء، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾[البقرة:186].
إلَى أنْ نلقاكُمْ في حلقَةٍ قادِمةٍ مِنْ بَرنامجكُمْ فَإِنِّي قريبٌ، أَستودعُكُمُ اللهَ الَّذِي لا تضيعُ وَدائعُهُ، والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.






