×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة الخامسة : فضائل الدعاء

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد: فالسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: فإني قريب، في هذه الحلقة نتناول شيئا من فضائل الدعاء: وسارية لم تسر في الأرض تبتغي          محلا ولم يقطع بها البيد قاطع سرت حيث لم تجد الركاب ولم تنخ      لورد ولم يقصر لها القيد مانع تمر وراء الليل والليل ضارب                   بجثمانه فيه سمير وهاجع إذا وردت لم يردد الله وفدها              على أهلها والله راء وسامع تفتح أبواب السماوات دونها           إذا قرع الأبواب منهن قارع وإني لأرجو الله حتى كأنني             أرى بجميل الظن ما الله صانع الله أكبر! إن الدعاء عظيم المنزلة، كبير المقام عند رب العالمين –جل في علاه-، ولذلك قال –جل في علاه-: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}+++سورة البقرة، الآية: 186---، إنه أخبر –جل في علاه- عن سؤال الناس للنبي –صل الله عليه وسلم- عن الله: أقريب فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟، فجاء الجواب مباشرة دون واسطة ولا أمر بالتبليغ، فقال: {فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}. إن من فضائل الدعاء:أن الله –تعالى- أمر به فقال في محكم كتابه: {وادعوه مخلصين له الدين}+++سورة الأعراف، الآية: 29---، وقال –جل وعلا-: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية}+++سورة الأعراف، الآية: 55---، وقال –سبحانه وبحمده-: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}+++سورة غافر، الآية: 60---. ومن فضائل الدعاء أن به يتحقق الذل لله –عز وجل-، ومعلوم أن العبودية تقوم على ساقين: على كمال المحبة لله –عز وجل-، وعلى غاية الذل له، وبالدعاء يظهر ذل العبد لله –عز وجل-، وانكساره بين يديه، ولذلك قال الله –تعالى- عن المعرضين في الدعاء: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}+++سورة غافر، الآية: 60---. إن من فضائل الدعاء: أنه أكرم شيء عند الله –عز وجل- كما جاء في المسند والسنن من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صل الله عليه وسلم- قال: "ليس شيء أكرم على الله –عز وجل- من الدعاء"، فإن الله –تعالى- رفع مقامه، وأعلى منزلته، ووعد أهله بالإثابة والإجابة، وجعل ذلك دليل تحقيق عبوديته –جل في علاه-. قال النبي –صل الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة". إن من فضائل الدعاء: أن كل من سأل الله –تعالى- وتوجه إليه بالطلب لا يخلو من أمرين: من أمر محقق، وأمر مخير، أما الأمر المحقق فهو: أنه يعود بأجر وإثابة من الله –عز وجل-، فما من داع يقول: يا رب، وما من سائل يقول: يا الله، إلا وعاد بالأجر والثواب من الله –تعالى- على دعائه وذكره، أما الأمر المخير: فهو أن من دعا الله –تعالى- لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: كما جاء ذلك في المسند من حديث أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صل الله عليه وسلم-: "وما من مسلم يدعو الله –تعالى- في غير إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله –تعالى- إحدى ثلاث خصال: إما أن يجيبه إلى ما دعاه، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ما دعا، وإما أن يدخرها له في الآخرة"، فكل داع يرجع من دعائه بثواب الدعاء والتضرع والسؤال، وإحدى هذه الخصال الثلاث، قالوا: "يا رسول الله إذا نكثر؟" إذا كان الأمر على ما ذكرت ووصفت إذا نكثر من الدعاء، قال النبي –صل الله عليه وسلم: "الله أكثر" نعم الله أكثر، فلو أن الإنس والجن والأولين والآخرين قاموا على صعيد واحد، فسأل كل واحد مسألته وأعطى الله –تعالى- كل سائل مسألته، ما نقص ذلك من ملك الله –تعالى- إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. ومن فضائل الدعاء: أنه صفة أولياء الله –تعالى- وعباده المتقين وحزبه المفلحين، فلا يزال المتقون يدعون الله –تعالى- سرا وعلانية تضرعا وخفية، كما قال –جل في علاه- واصفا إياهم: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}+++سورة الأنبياء، الآية: 90---، وقال في وصف التابعين للمهاجرين والأنصار على وجه التزكية لهم والثناء عليهم: {والذين جاءوا من بعدهم} أي من بعد المهاجرين والأنصار { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}+++سورة الحشر، الآية: 10---، فذكر من أعمالهم أنهم يدعون لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان. ومن فضائل الدعاء: أن به يحقق المؤمن ما أمره الله –تعالى- به من دعاء الله –تعالى- بأسمائه وصفاته، حيث قال –جل وعلا-: { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}+++سورة الأعراف، الآية: 180---، فالمؤمن والمؤمنة إذا دعوا الله –عز وجل- دعوه بأسمائه فكان ذلك من موجبات تعظيمه. إن من فضائل الدعاء: إنه من أسباب الرشد، قال الله –تعالى-: { فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}+++سورة البقرة: الآية: 186---، فالداعي حري بالرشد متأهل له لأنه متصل بأوثق الأسباب، إنه متصل بالله –عز وجل- سائلا راجيا، متضرعا خاشعا، قريبا من فضله، قريبا من إحسانه. إن من فضائل الدعاء: أنه من أوثق الأسباب في حصول المطالب، فإن الله –تعالى- بيده ملكوت كل شيء –سبحانه وبحمده-، وهو الذي إذا أراد شيئا إنما يقول له: كن فيكون، فأوثق الأسباب وأعظمها: الالتجاء إلى الله –تعالى- والاعتصام به، فإنه قد قال –جل وعلا-: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}+++سورة الطلاق، الآية: 3---، ذلك لأن الدعاء به يتحقق كمال التوكل على الله –عز وجل-. إن من فضائل الدعاء: أن صاحبه يتلذذ بإنزال حاجاته بربه وسؤاله مطلوباته، وهذه اللذة لا يدركها إلا من جرب هذا الباب، ففي الدعاء لذة لا يجدها إلا الصادقون في دعاء الله –عز وجل-، من دعوه بأسمائه وصفاته، من عظموه –جل في علاه-، وهذه اللذة قد تفوق لذة إدراك المطالب، والسلامة من المخاوف، قال بعض العباد: "إنه لتكون لي حاجة إلى الله فأسأله إياها فيفتح لي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه، ما أحب معه أن يؤخر عني قضائها وتدوم لي تلك الحال"، تلك الحال المليئة بالذل والانكسار والفاقة والخضوع والمحبة لله –عز وجل-. هذه بعض فضائل الدعاء، ويكفي في فضل الدعاء أن الله –تعالى- قريب من أهله، فهو قريب من الداعي، قريب من السائل، قريب من الذاكر، { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}+++سورة البقرة، الآية: 186---. إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاهدات:3529

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أما بعد:

فالسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: فإني قريب، في هذه الحلقة نتناول شيئاً من فضائل الدعاء:

وساريةٍ لم تسرِ في الأرض تبتغي          محلاً ولم يقطع بها البيد قاطعُ

سرت حيث لم تجد الركابَ ولم تُنخ      لورد ولم يقصُر لها القيد مانع

تمر وراء الليلِ والليلُ ضاربٌ                   بجثمانه فيه سمير وهاجع

إذا وردت لم يرددِ الله وفدها              على أهلها والله راءٍ وسامع

تُفتح أبواب السماوات دونها           إذا قرع الأبواب منهن قارع

وإني لأرجو الله حتى كأنني             أرى بجميل الظن ما الله صانعُ

الله أكبر! إن الدعاء عظيمُ المنزلةِ، كبير المقام عند رب العالمين –جل في علاه-، ولذلك قال –جل في علاه-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}سورة البقرة، الآية: 186، إنه أخبر –جل في علاه- عن سؤال الناس للنبي –صل الله عليه وسلم- عن الله: أقريبٌ فنناجيه؟ أم بعيدٌ فنناديه؟، فجاء الجواب مباشرةً دون واسطةٍ ولا أمر بالتبليغ، فقال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ولْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

إن من فضائل الدعاء:أن الله –تعالى- أمر به فقال في محكم كتابه: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}سورة الأعراف، الآية: 29، وقال –جل وعلا-: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}سورة الأعراف، الآية: 55، وقال –سبحانه وبحمده-: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}سورة غافر، الآية: 60.

ومن فضائل الدعاء أن به يتحقق الذل لله –عز وجل-، ومعلوم أن العبودية تقوم على ساقين: على كمال المحبة لله –عز وجل-، وعلى غاية الذل له، وبالدعاء يظهر ذل العبد لله –عز وجل-، وانكساره بين يديه، ولذلك قال الله –تعالى- عن المعرضين في الدعاء: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}سورة غافر، الآية: 60.

إن من فضائل الدعاء: أنه أكرم شيء عند الله –عز وجل- كما جاء في المسند والسنن من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صل الله عليه وسلم- قال: "ليس شيء أكرم على الله –عز وجل- من الدعاء"، فإن الله –تعالى- رفع مقامه، وأعلى منزلته، ووعد أهله بالإثابة والإجابة، وجعل ذلك دليل تحقيق عبوديته –جل في علاه-.

قال النبي –صل الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة".

إن من فضائل الدعاء: أن كل من سأل الله –تعالى- وتوجه إليه بالطلب لا يخلو من أمرين: من أمر محقق، وأمر مخير، أما الأمر المحقق فهو: أنه يعود بأجر وإثابة من الله –عز وجل-، فما من داعٍ يقول: يا رب، وما من سائل يقول: يا الله، إلا وعاد بالأجر والثواب من الله –تعالى- على دعائه وذكره، أما الأمر المخير: فهو أن من دعا الله –تعالى- لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: كما جاء ذلك في المسند من حديث أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صل الله عليه وسلم-: "وما من مسلم يدعو الله –تعالى- في غير إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله –تعالى- إحدى ثلاث خصال: إما أن يجيبه إلى ما دعاه، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ما دعا، وإما أن يدخرها له في الآخرة"، فكل داعٍ يرجع من دعائه بثواب الدعاء والتضرع والسؤال، وإحدى هذه الخصال الثلاث، قالوا: "يا رسول الله إذاً نكثر؟" إذا كان الأمر على ما ذكرت ووصفت إذاً نكثر من الدعاء، قال النبي –صل الله عليه وسلم: "الله أكثر" نعم الله أكثر، فلو أن الإنس والجن والأولين والآخرين قاموا على صعيد واحد، فسأل كل واحد مسألته وأعطى الله –تعالى- كل سائل مسألته، ما نقص ذلك من ملك الله –تعالى- إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر.

ومن فضائل الدعاء: أنه صفة أولياء الله –تعالى- وعباده المتقين وحزبه المفلحين، فلا يزال المتقون يدعون الله –تعالى- سراً وعلانيةً تضرعاً وخفية، كما قال –جل في علاه- واصفاً إياهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}سورة الأنبياء، الآية: 90، وقال في وصف التابعين للمهاجرين والأنصار على وجه التزكية لهم والثناء عليهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} أي من بعد المهاجرين والأنصار { يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا}سورة الحشر، الآية: 10، فذكر من أعمالهم أنهم يدعون لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان.

ومن فضائل الدعاء: أن به يحقق المؤمن ما أمره الله –تعالى- به من دعاء الله –تعالى- بأسمائه وصفاته، حيث قال –جل وعلا-: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}سورة الأعراف، الآية: 180، فالمؤمن والمؤمنة إذا دعوا الله –عز وجل- دعوه بأسمائه فكان ذلك من موجبات تعظيمه.

إن من فضائل الدعاء: إنه من أسباب الرشد، قال الله –تعالى-: { فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}سورة البقرة: الآية: 186، فالداعي حري بالرشد متأهل له لأنه متصل بأوثق الأسباب، إنه متصل بالله –عز وجل- سائلاً راجياً، متضرعاً خاشعاً، قريباً من فضله، قريباً من إحسانه.

إن من فضائل الدعاء: أنه من أوثق الأسباب في حصول المطالب، فإن الله –تعالى- بيده ملكوت كل شيء –سبحانه وبحمده-، وهو الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له: كن فيكون، فأوثق الأسباب وأعظمها: الالتجاء إلى الله –تعالى- والاعتصام به، فإنه قد قال –جل وعلا-: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}سورة الطلاق، الآية: 3، ذلك لأن الدعاء به يتحقق كمال التوكل على الله –عز وجل-.

إن من فضائل الدعاء: أن صاحبه يتلذذ بإنزال حاجاته بربه وسؤاله مطلوباته، وهذه اللذة لا يدركها إلا من جرب هذا الباب، ففي الدعاء لذة لا يجدها إلا الصادقون في دعاء الله –عز وجل-، من دعوه بأسمائه وصفاته، من عظموه –جل في علاه-، وهذه اللذة قد تفوق لذة إدراك المطالب، والسلامة من المخاوف، قال بعض العباد: "إنه لتكون لي حاجة إلى الله فأسأله إياها فيفتح لي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه، ما أحب معه أن يؤخر عني قضائها وتدوم لي تلك الحال"، تلك الحال المليئة بالذل والانكسار والفاقة والخضوع والمحبة لله –عز وجل-.

هذه بعض فضائل الدعاء، ويكفي في فضل الدعاء أن الله –تعالى- قريب من أهله، فهو قريب من الداعي، قريب من السائل، قريب من الذاكر، { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}سورة البقرة، الآية: 186.

إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93795 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89657 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف