×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة الثامنة: من آداب الدعاء الثناء على الله

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمده حق حمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، أما بعد: حياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فإني قريب، إن الثناء على الله –عز وجل- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وببديع أفعاله، وجميل صنعه –جل في علاه-، من أعظم أبواب القرب إليه، وأوسع طرق نوال ما عنده من إحسان وفضل، ولذلك كان من الآداب التي ينبغي للمؤمن أن يراعيها في مناجاته ربه وفي سؤاله لله –عز وجل- في السراء والضراء، في العسر واليسر، في كل مسائله أن يستحضر أن الثناء على الله–عز وجل- من موجبات عطائه –جل في علاه-. وقد سمع النبي –صلى الله عليه وسلم- رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله، ولم يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم-، فقال –صلى الله عيله وسلم-: "عجل هذا" ثم دعاء فقال له أو لغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بما شاء"، وعلى هذا الأدب جرى غالب ما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- من الأدعية، ففي أعظم المطالب والأدعية التي يحتاجها الناس جعل الله-تعالى-بين يدي ذلك الطلب وذلك السؤال من الثناء عليه ما يوجب إجابة الدعاء، وما يكون توطئة وتمهي للسؤال، ففي سورة الفاتحة قال الله –جل وعلا-: {الحمد لله رب العالمين (*) الرحمن الرحيم (*) مالك يوم الدين} كل ذلك حمد وثناء وتمجيد وتقديس لله –عز وجل-، {إياك نعبد وإياك نستعين} توسل بالحال والافتقار إلى الله –عز وجل-، ثم جاءت المسألة بعد ذلك، فقال: {اهدنا الصراط المستقيم (*) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}+++ سورة الفاتحة--- إن أدعية النبي –صلى الله عليه وسلم- من تأملها وتدبر ما فيها من المعاني العظيمة الجليلة، وجد أنها لا تخلو من تعظيم الله –تعالى- والثناء عليه، بل إن من الأدعية ما ليس فيه إلا الثناء، كما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الكرب فيقول:(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم)، وكان يقول في الكرب أيضا: (الله ربي لا أشرك به شيئا)، وقد قال –صلى الله عليه وسلم- عندما سمع رجلا يدعو ويقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد)قال –صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى). وقد جاء في حديث آخر: أنه سمع رجلا يصلي ويقول: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم)، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لقد دعاء الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى). وقد أخرج الترمذي عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: قال كنت أصلي، والنبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معه، فلما جلست بدأ بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- ثم دعوت لنفسي، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (سل تعطى، سل تعطى)، أي أن هذا مما يقرب معه إجابة الدعاء وحصول المطلوب. إن الثناء على الله –عز وجل- به تستفتح الأبواب، وبه تدرك المطالب، ولذلك عندما يأتي الناس يوم القيامة إلى النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليشفع في فصل القضاء وفي مجيء رب العالمين للحكم بين الناس، يقول النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (أقول: أنا لها أنا لها، ثم أذهب فأسجد فيفتح الله –تعالى- علي من المحامد ما لا أعلمه الآن، فيقال لي: ارفع رأسك، وسل تعطى، واشفع تشفع)، إن النبي –صلى الله عليه وسلم- قدم بين يدي سؤال الشفاعة ثناء وتمجيدا وتقديسا، حصل به المطلوب من فتح أبواب العطاء، وتبليغه ما يريد من الشفاعة إلى الخلق. إن دعاء ذي النون الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: (دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب، إلا فرج الله كربته: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، إنها لم تتضمن سؤالا ولا طلبا، إنما تضمنت ثناء وتوسلا لله –عز وجل- بصفاته وما له من الكمالات، وتضمن أيضا التوسل لله -عز وجل- بوصف الحال،)لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين(+++سورة الأنبياء الآية :87--- وقد قال أبونا آدم –عليه السلام- في الكلمات التي تلقاها: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(1)، بل إن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سأله أبو بكر أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته، قال: )قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)، إنه توسل إلى الله –عز وجل- بأنه لا يغفر الذنوب إلا هو، وامتده وأثنى عليه –جل وعلا- بأنه هو الغفور الرحيم، فكان ذلك من موجبات إجابة الدعاء. وقد جاء فيما رواه مالك في موطئه، من طريق طلحة بن عبيد الله مرسلا: "أفضل الدعاء: دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وبه يعلم معنى قول النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما أخرجه الترمذي والنسائي وغيرهما من حديث جابر: (أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله).  إن الثناء على الله –عز وجل- يوجب عطائه –سبحانه وبحمده-، ولذلك جاء في السنن من حديث أبي سعيد –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عيله وسلم- قال: (إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)، ذاك فضل الله –جل في علاه-، فإنه من اشتغل بالثناء على الله –عز وجل-، وتمجيده وتقديسه، كان ذلك موجبا لواسع عطائه، وجزيل كرمه –سبحانه وبحمده-، وذلك أن الثناء على ذوي الكرم موجب لعطائهم: أأذكر حاجتي أم قد كفاني *** حباؤك إن شيمتك الحباء إذا أثنى عليك المرء يوما *** كفاه من تعرضه الثناء أيها الإخوة والأخوات إن الثناء نفسه دعاء كما قال ذلك جماعة من أهل العلم، فإن الثناء على الله –عز وجل- يتضمن الطلب، فالحامد والمثني طالب للمحبوب، فهو أحق أن يسمى داعيا من السائل الطالب، فنفس الحمد والثناء متضمن لأعظم الطلب، فهو دعاء على الحقيقة، بل أحق أن يسمى دعاء من غيره من أنواع الطلب الذي هو دونه. إن مما يدل على تأكد تقديم الثناء بين يدي الدعاء، أن الله –جل وعلا- قال: )ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)(1)، فمن دعائه –جل وعلا- بأسمائه الحسنى أن يثنى عليه بها وأن تستحضر معانيها عند ذكره –جل وعلا-، وعند سؤاله وطلبه. ولذلك ينبغي للمؤمن أن يحرص على كثرة الثناء على الله –عز وجل- في سؤاله وطلبه فإن ذلك موجب لعطاء الله –عز وجل- وجزيل إحسانه، وإن المؤمن إذا تأمل ما جاء من الأدعية في القرآن الكريم وما جاء من الأدعية عن النبي الكريم –صلى الله عيله وسلم- وجدها قد جمعت الكمال في الأدب إخلاصا لله –عز وجل-، وتضرعا وخوفا وطمعا، وثناء وتمجيدا وتقديسا. اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، خذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى، واصرف عنا السوء والفحشاء. وإلى أن ألقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاهدات:6564

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أحمده حق حمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، أما بعد:

حياكم الله أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فإني قريب، إن الثناء على الله –عز وجل- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وببديع أفعاله، وجميل صنعه –جل في علاه-، من أعظم أبواب القرب إليه، وأوسع طرق نوال ما عنده من إحسان وفضل، ولذلك كان من الآداب التي ينبغي للمؤمن أن يراعيها في مناجاته ربه وفي سؤاله لله –عز وجل- في السراء والضراء، في العسر واليسر، في كل مسائله أن يستحضر أن الثناء على اللهعز وجل- من موجبات عطائه –جل في علاه-.

وقد سمع النبي –صلى الله عليه وسلم- رجلًا يدعو في صلاته لم يحمد الله، ولم يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم-، فقال –صلى الله عيله وسلم-: "عجل هذا" ثم دعاء فقال له أو لغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بما شاء"، وعلى هذا الأدب جرى غالب ما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- من الأدعية، ففي أعظم المطالب والأدعية التي يحتاجها الناس جعل الله-تعالى-بين يدي ذلك الطلب وذلك السؤال من الثناء عليه ما يوجب إجابة الدعاء، وما يكون توطئة وتمهي للسؤال، ففي سورة الفاتحة قال الله –جل وعلا-:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} كل ذلك حمد وثناء وتمجيد وتقديس لله –عز وجل-، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} توسل بالحال والافتقار إلى الله –عز وجل-، ثم جاءت المسألة بعد ذلك، فقال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} سورة الفاتحة

إن أدعية النبي –صلى الله عليه وسلم- من تأملها وتدبر ما فيها من المعاني العظيمة الجليلة، وجد أنها لا تخلو من تعظيم الله –تعالى- والثناء عليه، بل إن من الأدعية ما ليس فيه إلا الثناء، كما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الكرب فيقول:(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم)، وكان يقول في الكرب أيضاً: (الله ربي لا أشرك به شيئاً)، وقد قال –صلى الله عليه وسلم- عندما سمع رجلاً يدعو ويقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)قال –صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).

وقد جاء في حديث آخر: أنه سمع رجلاً يصلي ويقول: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم)، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لقد دعاء الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).

وقد أخرج الترمذي عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: قال كنت أصلي، والنبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معه، فلما جلست بدأ بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- ثم دعوت لنفسي، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (سل تُعطى، سل تُعطى)، أي أن هذا مما يقرب معه إجابة الدعاء وحصول المطلوب.

إن الثناء على الله –عز وجل- به تستفتح الأبواب، وبه تُدرك المطالب، ولذلك عندما يأتي الناس يوم القيامة إلى النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليشفع في فصل القضاء وفي مجيء رب العالمين للحكم بين الناس، يقول النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (أقول: أنا لها أنا لها، ثم أذهب فأسجد فيفتح الله –تعالى- عليّ من المحامد ما لا أعلمه الآن، فيقال لي: ارفع رأسك، وسل تُعطى، واشفع تُشفَع)، إن النبي –صلى الله عليه وسلم- قدم بين يدي سؤال الشفاعة ثناء وتمجيداً وتقديساً، حصل به المطلوب من فتح أبواب العطاء، وتبليغه ما يريد من الشفاعة إلى الخلق.

إن دعاء ذي النون الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-: (دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب، إلا فرج الله كربته: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، إنها لم تتضمن سؤالاً ولا طلباً، إنما تضمنت ثناءً وتوسلاً لله –عز وجل- بصفاته وما له من الكمالات، وتضمن أيضاً التوسل لله -عز وجل- بوصف الحال،)لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِين(سورة الأنبياء الآية :87

وقد قال أبونا آدم –عليه السلام- في الكلمات التي تلقاها: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(1)، بل إن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سأله أبو بكر أن يعلمه دعاءً يدعو به في صلاته، قال: )قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)، إنه توسل إلى الله –عز وجل- بأنه لا يغفر الذنوب إلا هو، وامتده وأثنى عليه –جل وعلا- بأنه هو الغفور الرحيم، فكان ذلك من موجبات إجابة الدعاء.

وقد جاء فيما رواه مالك في موطئه، من طريق طلحة بن عبيد الله مرسلاً: "أفضل الدعاء: دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وبه يعلم معنى قول النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيما أخرجه الترمذي والنسائي وغيرهما من حديث جابر: (أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله).

 إن الثناء على الله –عز وجل- يوجب عطائه –سبحانه وبحمده-، ولذلك جاء في السنن من حديث أبي سعيد –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عيله وسلم- قال: (إذا شغل عبدي ثناؤه عليّ عن مسألتي، أعطيته أفضل

ما أعطي السائلين)، ذاك فضل الله –جل في علاه-، فإنه من اشتغل بالثناء على الله –عز وجل-، وتمجيده وتقديسه، كان ذلك موجباً لواسع عطائه، وجزيل كرمه –سبحانه وبحمده-، وذلك أن الثناء على ذوي الكرم موجب لعطائهم:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني *** حباؤك إن شيمتك الحباء

إذا أثنى عليك المرء يوماً *** كفاه من تعرضه الثناء

أيها الإخوة والأخوات إن الثناء نفسه دعاء كما قال ذلك جماعة من أهل العلم، فإن الثناء على الله –عز وجل- يتضمن الطلب، فالحامد والمثني طالب للمحبوب، فهو أحق أن يُسمى داعياً من السائل الطالب، فنفس الحمد والثناء متضمن لأعظم الطلب، فهو دعاء على الحقيقة، بل أحق أن يُسمى دعاءً من غيره من أنواع الطلب الذي هو دونه.

إن مما يدل على تأكد تقديم الثناء بين يدي الدعاء، أن الله –جل وعلا- قال: )وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(1)، فمن دعائه –جل وعلا- بأسمائه الحسنى أن يُثنى عليه بها وأن تستحضر معانيها عند ذكره –جل وعلا-، وعند سؤاله وطلبه.

ولذلك ينبغي للمؤمن أن يحرص على كثرة الثناء على الله –عز وجل- في سؤاله وطلبه فإن ذلك موجب لعطاء الله –عز وجل- وجزيل إحسانه، وإن المؤمن إذا تأمل ما جاء من الأدعية في القرآن الكريم وما جاء من الأدعية عن النبي الكريم –صلى الله عيله وسلم- وجدها قد جمعت الكمال في الأدب إخلاصاً لله –عز وجل-، وتضرعاً وخوفاً وطمعاً، وثناءً وتمجيداً وتقديساً.

اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، خذ بنواصينا إلى ما تحب وترضى، واصرف عنا السوء والفحشاء.

وإلى أن ألقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: فإني قريب، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91389 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87209 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف