السؤال:
وُزِّع لدينا في المسجد دعاء يقال قبل التلاوة، وفيه: اللهم بالحق أنزلته، وبالحق نزل، اللهم عظِّم رغبتي فيه،... إلخ، ودعاء بعد التلاوة، وفيه: اللهم قد قرأت ما قضيت لي من كتابك الكريم... إلخ، فهل لهذا أصل؟
الجواب:
ليس لهذا أصل، إنما قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}سورة النحل: الآية 98.، فيستعيذ بالله عز وجل ويقرأ، إن كان من أول سورة استعاذ وبسمل، ما عدا براءة فلا بسملة فيها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه القرآن، فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! فقال صلى الله عليه وسلم: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فتلا أوائل سورة النساء، ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقول دعاء قبل التلاوة، ولم يقل هو دعاء من قِبل نفسه، ثم لما فرغ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «حسبك»أخرجه البخاري (5055)، ومسلم (800) ولم يذكر أنه ختم القراءة بدعاء، فهذا هو المسنون في القراءة ولا يوجد دعاء خاص لا قبلها ولا بعدها، وأنا أحذر من هذه الأدعية التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق الرسائل النصية، وكذا ما فيه الندب إلى أعمال خاصة، فكثير منها لا أصل له، ويحتاج إلى دليل صحيح للعمل به، ولذلك ينبغي للإنسان أن يسأل أهل العلم قبل أن يعمل بمضمون تلك الرسائل ونحوها، أو يتعجل بنشرها قبل التثبت منها، فيكون ممن ينشر البدعة بدل السنة، والله أعلم.