×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

خطب المصلح / خطب مرئية / خطبة الجمعة : اليوم أكملت لكم دينكم

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:8115

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ، اتَّقُوا اللهَ تَعالَى حَقَّ التَّقْوَى؛ فَتَقْوَى اللهِ تُصْلِحُ ما بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ جَلَّ في عُلاهُ؛ كَما تُصْلِحُ ما بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الخَلْقِ مِنَ العَلاقاتِ وَالصِّلاتِ.

فَبِالتَّقْوَى تَكْمُلُ السَّعاداتُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ المتَّقِينَ، وَحِزْبِكَ المفْلِحينَ وَأَوْلِيائِكَ الصَّالحينَ.

أَيُّها المؤْمِنُونَ, مَنَّ اللهُ عَلَى المؤْمِنينَ بِبَعْثَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً وَهِدايَةً وَنُورًا وَهُدًى وَإِخْراجًا لِلنَّاسِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، هَذِهِ النِّعْمَةُ جاءَتْ بِإِصْلاحِ ما بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ اللهِ، وَإِصْلاحِ ما بَيْنَ النَّاسِ فِيما يَتَعَلَّقُ بِصِلاتِهِمْ وَما بَيْنَهُمْ مِنْ عَلاقاتٍ، ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍآل عمران:164.

فَما جاءَ بِهِ النَّبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يُخْرِجُ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، مِنِ الضِّلالِ إِلَى الهُدَى، مِنَ الغَيِّ إِلَى الرُّشْدِ، مِنَ السَّيِّئاتِ إِلَى الحَسناتِ، فَمَنِ اسْتَمْسَكَ بِما جاءَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُحَتْ حالُهُ وَطابَ مَعاشُهُ وَاسْتَقامَتْ أُمُورُهُ، كَما أَنَّهُ يَفُوزُ بِالسَّعادَةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِالأنعام:125.

فَالهِدايَةُ إِلَى هَذا الدِّينِ هِدايَةٌ إِلَى السَّعادَةِ، هِدايةٌ إِلَى الرَّحْمَةِ، هِدايَةٌ إِلَى الفَضائِلِ وَالخَيْراتِ، لَيْسَ في الدُّنْيا ما يُسْعِدُ النَّاسَ مِثْلُ ما جاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالقُرْآنُ يَهْدِي لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ لَيْسَ فَقَطْ في صِلَةِ النَّاسِ مَعَ رَبِّهِمْ وَكَيْفَ يَعْبُدُونَهُ، بَلْ في صِلاتِهِمْ مَعَ اللهِ، وَفي صِلاتِهِمْ فِيما بَيْنَهُمْ؛ فَإِنَّ صَلاحَ ما بَيْنَ النَّاسِ هُوَ أَنْ يُحَكِّمُوا شَرْعَ اللهِ في عَلاقاتِهِمْ، أَنْ يَرْقُبُوا اللهَ تَعالَى في عَلاقاتِهِمْ وَصِلاتِهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ تَسْتَقِيمُ أُمُورُهُمْ وَتَصْلُحُ أَحْوالُهُمْ.

وَكُلُّ خُرُوجٍ عَنِ العَدْلِ، وَكُلُّ خُرُوجٍ عَنِ الرَّحْمَةِ، وَكُلُّ خُرُوجٍ عَنِ الإِحْسانِ فَإِنَّما هُوَ بِالتَّخَلُّفِ عَنْ شَرْعِ رَبِّ العالمِينَ فَـ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ والْبَغْيِالنحل:90، فَكُلِّ شَيْءٍ تَراهُ في الدُّنْيا خارِجًا عَنِ العَدْلِ في عَلاقاتِ النَّاسِ إِنَّما سَبَبُهُ الإِعْراضُ عَمَّا جاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

لا يُمْكُنُ أَنْ تَأْتِيَ الشَّرِيعَةُ بِظُلْمٍ، وَلا يُمْكُنُ أَنْ تَأْتِيَ الشَّرِيعَةُ بِعُنْفٍ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ؛ «فَإِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأَمْرِ كُلِّهِ»البخاري(6024), وَمُسْلِمٌ(2165)مِنْ حَدِيثِ أُمِّنا عائِشَةَ مَرْفُوعا، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَالأنبياء:107، لَمْ يُرْسِلْهُ عَذابًا، وَلَمْ يُرْسَلْهُ بَغْيًا، وَلَمْ يُرْسِلْهُ جَبَّارًا, بَلْ لماَّ خُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا رَسُولًا وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا رَسُولًا اخْتارَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا رَسُولًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَهَذا التَّخْيِيرُ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ(6366)بِإِسْنادٍ صَحِيحٍ، كانَ يَرْبِطُ بَطْنَهُ مِنَ الجُوعِأَخْرَجَهُ ابْنُ الأَعْرابِيِّ في " مُعْجَمِهِ " (3/ 1) , انْظُرْ الصَّحِيحَةَ: 1615, وَيُنْظَرُ لاعْتِراضِ ابْنِ حِبَّانَ(8/345) عَلَى الحَدِيثِ وَرَدُّ الحافِظِ فَتْحُ البَّارِيِ(4/208) وَلَوْ شاءَ اللهُ لأَجْرَى الأَنْهارَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ وَلَحَوَّلَ لَهُ الجِبالَ ذَهَبًا، لَكِنَّهُ اخْتارَ العُبُودِيَّةِ وَقِلَّةِ ذاتِ اليَدِ؛ لما يَتَحَقَّقُ بِهِ مِنْ كَمالُ الذُّلِّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَمُ العُلُوِّ عَلَى الخَلْقِ.

«إِنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأَخْلاقِ»أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ(8952)، فَكُلُّ ما هُوَ خارِجٌ عَنْ هَذا مَهْما كانَ الشِّعارُ المرْفُوعُ وَمَهْما كانَتْ الدَّعاوَى الَّتي يَدَّعِيها أَصْحابُها؛ كُلُّ خُرُوجٍ عَنْ صالحِ الأَخْلاقِ فَلَيْسَ مِنْ دِينِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

اللَّهُمَّ أَلْهِمْنا رُشْدَنا، وَقِنا شَرَّ أَنْفُسِنا.

أَقُولُ هَذا القَوْلَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

***

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ كَما يُحِبُّ رَبُّنا وَيَرْضَى، أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْهِ، هُوَ كَما أَثْنَى عَلَىَ نَفْسِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، بَلَّغَ البَلاغَ المبينَ، وَأَدَّى الأَمانَةَ كَما أَمَرَهُ رَبُّ العالمينَ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ, أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ، اتَّقُوا اللهَ تَعالَى وَاسْتَمْسِكُوا بِما كانَ عَلَيْهِ هَدْيُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمِّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.

أَيُّها المؤْمِنُونَ عِبادَ اللهِ, كَمَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذا الدِّينَ عَلَى وَجْهٍ لا يُمْكِنُ أَنْ يَتَطَرَّقَ إِلَيْهِ نَقْصٌ، لَمْ يَشْهَدْ بِكَمالِ هَذا الدِّينِ مُفَكِّرٌ وَلا عالِمٌ وَلا باحِثٌ وَلا ناظِرٌ في أَحْوالِ النَّاسِ وَأَدْيانِهِمْ، إِنَّما الَّذي شَهِدَ بِكمالِ هَذا الدِّينِ هُوَ رَبُّ العالمينَ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًاالمائدة:3، فَمَهْما ابْتَغَى أَحَدٌ سَلْبًا في الإِسْلامِ أَوْ نَقْصًا لَهُ فَإِنَّهُ سَيَعُودُ خاسِرًا خائِبًا حَسِيرًا.

إِنَّ دِينَ الإِسْلامِ دِينٌ تَولَّاهُ رَبُّ العالمينَ: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُهود:1 أَيْ: أُتْقِنَتْ، فَلا تَعارُضَ وَلا اشْتِباهَ وَلا اخْتِلافَ وَلا تَضادَّ، ﴿ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍهود:1.

إِنَّهُ دِينُ رَبِّ العالمينَ لَيْسَ اخْتِراعًا لأَحَدٍ، وَلا اقْتِراحًا مِنْ بَشَرٍ، إِنَّهُ دِينُ العالِمِ بِخفايا الأُمُورِ جَلَّ في عُلاهُ، لِذَلِكَ لا يُمْكِنُ أَنْ يَتَطَرَّقَ لِحُكْمٍ مِنْ أَحْكامِ الشَّرِيعَةِ نَقْصٌ، قَدْ يَكُونُ هُناكَ نَقْصٌ في فَهْمِ النَّاسِ لِبَعْضِ أَحْكامِ الدِّينِ وَبَعْضِ ما جاءَ بِهِ، لَكِنَّ الدِّينَ في ذاتِهِ وَالدِّينُ الَّذِي أَنْزَلَهُ رَبُّ العالمين دِينٌ لا نَقْصَ فِيهِ بِوُجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ.

وَاللهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِحِفْظِهِ وَبِإِظْهارِهِ وَصِيانَتِهِ ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَالحجر:9، وَقالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِالفتح:28 لَيْسَ بَقاءً في الزَّوايا، وَلا بَقاءً خافِيًا لا يَعْلَمُ بِهِ النَّاسُ، إِنَّهُ بَقاءٌ ظاهِرٌ. ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ يُظْهِرُهُ بِماذا؟ يُظْهِرُهُ بِالحُجَّةِ، يُظْهِرُهُ بِالبُرْهانِ، يُظْهِرُهُ باِلأَدِلَّةِ، يُظْهِرُهُ بِمَحاسِنِهِ، يُظْهِرُهُ بِقَوْمٍ يَقُومُونَ عَلَى نُصْرَتِهِ بِما يَسْتَطِيعُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ،«لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»عَنْ ثَوْبانَ(مُسْلِمٌ/1920), وَبِنَحْوِهِ مِنْ حَدِيثِ مُعاوِيَةَ tعِنْدَ البُخِارِيِّ(71), وَمُسْلِمٌ(1037).وَعَنْ جابِر (مُسْلِم/156) . الشَّأْنُ في أَنْ تَتَمَسَّكَ بِشَرْعِ اللهِ وَأَنْ تَطْلُبَ هُدَىَ اللهِ وَأَنْ تَبْحَثَ عَنْ رِضا اللهِ، وَدَعْ عَنْكَ كُلَّ المشَغِّبينَ المشَوِّشِينَ وَالمشَوِّهِينَ العابِثينَ بِدِينِ اللهِ الَّذِينَ يَنْسِبُونَ لَهُ ما لَيْسَ مِنْهُ، دِينُ اللهِ صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍفصلت:42.

لِذَلِكَ يَنْبَغِي لِلمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ وَاثِقَ القَلْبِ في أَنَّ دِينَ رَبِّ العالمينَ دِينٌ لا نَقْصَ فِيِهِ بِوُجْهٍ مِنَ الوُجُوهِ، دِينٌ كَمُلَ وَحُفِظَ، وَالنَّقْصُ إِنَّما يَكُونُ في أَفْهامِ النَّاسِ وَفي تَرْجَمَةِ بَعْضِ النَّاسِ لِفَهْمِهِمْ لِهذا الدِّينِ وَمُمَارَسَتِهِمْ لَهُ، أَمَّا دِينُ رَبِّ العالمينَ فَهُوَ دِينٌ سَما عَنْ أَنْ يَتَطاوَلَ عَلَيْهِ المتطاوِلُونَ.

لَوْ كانَ الدِّينُ مَوْضِعَ نْقَدٍ لما اسْتَمَرَّ هَذَهِ القُرونَ المتتالِيَةَ وَهَذِهِ العُهُودُ المتَعاقِبَةُ عَلَى نَقائِهِ، فَمَنْ أَرادَ أَنْ يَعْرِفَ ما كانَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فَلْيَرْجِعْ إِلَى كِتابِ اللهِ وَإِلَى ما حَفَظِتْهُ دَواويِنُ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ الَّتي تُبَيِّنُ هَدْيَهُ عَلَى أَوْضَحِ ما يَكُونُ، وَكَأَنَّهُ بَيْنَ أَيْدِينا، يُعَرِّفُ كَيْفَ يَأْكُلُ، كَيْفَ يَقُومُ، كَيْفَ يَنامُ، كَيْفَ يُعامِلُ زَوْجاتِهِ، كَيْفَ يُعامِلُ أَصْحابَهُ، كَيْفَ يُعامِلُ أَعْداءَهُ، كَيْفَ هُوَ في النَّصْرِ، كَيْفَ هُوَ في الهَزِيمَةِ، كُلُّ ذَلِكَ البيانُ المحْفُوظُ عَلَى مَرِّ العُصُورِ يُؤَكِّدُ أَنَّ هَذا دِينُ رَبِّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنا عَلَى دِينِكَ، وَاحْفَظْنا بِهِ يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ أَحْيِنا مُسْلِمِينَ، وَتَوَفَّنا مُؤْمِنينَ، وَأَلْحِقْنا بِالصَّالحينَ يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفافَ وَالرَّشادَ والغِنَى.

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطانِنا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا فِيمَنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، رَبَّنا أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَلَيْنا، رَبَّنا انْصُرْنا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنا، رَبَّنا آثِرْنا وَلا تُؤْثِرْ عَلَيْنا، رَبَّنا اهْدِنا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنا، رَبَّنا اجْعَلْنا لَكَ ذاكِرينَ شاكِرينَ رَاغِبينَ رَاهِبينَ أَوَّاهِينَ مُنيبينَ.

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ تَوْبَتنا وَثَبِّتْ حُجَّتَنا وَاغْفِرْ زَلَّتَنا وَأَقِلْ عَثْرَتَنا يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوانَنا المجاهِدينَ في سَبِيلِكَ في فَلَسْطِينَ، وَفي سائِرِ بِلادِ الدُّنْيا يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ مَنْ جاهَدَ لِإعْلاءِ كَلِمَتِكَ فَأَيِّدْهُ وَكُنْ عَوْنًا لَهُ وَنَصِيرًا يا رَبَّ العالمينَ، اللَّهُمَّ ِإنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُنَجِّيَ إِخْوانَنا المسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكانٍ، الَّلهُمَّ أَنْجِهِمْ في غََّزةَ، وَأَنْجِهِمْ في فَلَسْطِينَ، وَأَنْجِهِمْ في سُورِيَّا وَالعِراقِ وَفي سائِرِ البُلْدانِ يا رَبَّ العالمينَ.

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمَيدٌ مَجيدٌ.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات94000 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89900 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف