السؤال:
كيف يمكن تحقيق عبادة التفكر في آيات الله؟
الجواب:
التفكر في آيات الله من أعظم العبادات، وهو ذكر القلب، قال الله تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}سورة الغاشية: الآية 17.، ويقول جل وعلا: {فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}سورة آل عمران: الآية 137.، ويقول جل وعلا: {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ}سورة آل عمران: الآية 158.، والآيات في هذا كثيرة، كلها تدعو إلى التأمل، وهذا عمل يحتاج إلى قلب حاضر، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}سورة ق: الآية 37.، والله تعالى يقول: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}سورة يوسف: الآية 105.، كم شهدنا شروق الشمس، وكم شهدنا غروبها، مرات وكرات في أعمارنا! فهل وقفنا مرة وقلنا: هذه الشمس التي تخرج من موضع محدد، لا يختلف ولا يختل، أليس هذا من بديع صنع الله عز وجل؟ وهذه ذكرى دائمة، يقول تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}سورة الفرقان: الآية 62.، وقال: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا}سورة الفرقان: الآية 61.، والمشكلة في الغفلة التي تمنعنا من الاعتبار والاتعاظ، فلا يشهد الإنسان بديع صنع الله عز وجل، {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}سورة الذاريات الآية 21.، فيتفكر الإنسان في تفاصيل أعضائه، كيف أجرى في جسمه الدم؟ وهذه الأصابع كيف خلقها على هذا النسق، قصيرة وطويلة؟ وكيف جعل فيها هذه المفاصل حتى يسهل قبضها وبسطها وتحريكها، وكيف كسا أطرافها بهذه الأظفار؟ كل ذلك آيات عظيمة، تدل على بديع صنع الله، وعظيم إتقانه، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}سورة فصلت: الآية 53.، فالتفكر هو إعمال الفكر في مصنوعات الله تعالى، ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، لكن القلوب لما غمست بالغفلة، وأعمتها المظاهر، وانشغلت بالدنيا، أصبحت عمياء لا ترى ولا تبصر على وجه الكمال، كما لو كان الإنسان في مكان مضيء وأغلق عينيه فإنه لا يبصر شيئًا، والقلب له عين تبصر، متى عميت لم ينتفع الإنسان بما حوله من الآيات، قال تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}ِسورة الحج من الآية 46..