×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / العقيدة / القواعد المثلى / الدرس (2) القاعدة الأولى أسماء الله تعالى كلها حسنى

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3851

بعد هذا قال: ومن أجل منزلته هذه وهي ما ذكره من الأمور الثلاثة السابقة، ومن أجل كلام الناس فيه بالحق تارة وبالباطل الناشئ عن الجهل والتعصب تارة أخرى، أحببت أن أكتب فيه ما تيسر من القواعد.

إذًا سبب التأليف هو هذان الأمران؛ الأمر الأول: عظيم منزلة هذا العلم، شريف مكانة هذا العلم.

الثاني: أن هذا العلم حصل فيه كلام واختلاف بين الناس.

ويقول فيه من أجل كلام الناس بالحق تارة، وبالباطل الناشئ عن الجهل والتعصب تارة أخرى، فذكر انقسام الناس فيه والتباس هذا الأمر عليهم، وأشار إلى أسباب الضلال في هذا الباب، فقال بالباطل الناشئ عن الجهل هذا السبب الأول، او التعصب هذا السبب الثاني، وهذه هي الأسباب في الجملة التي توقع الناس في هذا الباب، وقوع الخطأ في هذا الباب عند كثير من الناس ممن يخطئون، إنما سببه الجهل بالنصوص أو بما كان عليه سلف الأمة، والثاني التعصب للباطل والتعصب لخلاف الحق.

قال –رحمه الله-: أحببت أن أكتب فيه ما تيسر من القواعد راجيًا من الله تعالى أن يجعل عملي خالصًا لوجهه موافقًا لمرضاته نافعًا لعباده اللهم أمين.

قال: وسميته القواعد المثلى في صفات الله ـ تعالى ـ وأسمائه الحسنى، هذا ما ذكره المؤلف –رحمه الله-في المقدمة بين شريف العلم ومنزلته، بين سبب التأليف، بين الاسم الذي وسم به هذا المؤلف وسماه به.

النقطة الثانية في هذا الكتاب والفقرة الثانية في هذا الكتاب، ما يتصل بالقواعد في أسماء الله ـ تعالى ـ والقواعد في أسماء الله ـ تعالى ـ وكذلك القواعد في الصفات وهو القسم الثالث مبثوثة في كلام العلماء، يعني المؤلف –رحمه الله-لم يأتي بجديد في هذه القواعد، إنما اجتهد في جمعها وفي ترتيبها وفي صياغتها وتحريرها فجزاه الله خيرًا، ونقول هذا لئلا يقول قائل هذه قواعد مخترعة، هذه قواعد لم يذكرها أهل العلم المتقدمون.

الجواب هذه قواعد في كتب أهل العلم منتثرة، والمؤلف –رحمه الله-عمل على جمعها وضبطها وتحريرها وتقريبها لمبتغييها، ولهذا دليلها أو هذه القواعد لو قال قائل من أين جاءت؟ من كلام أهل العلم من سلف الأمة وأئمتهم ومن صار على طريقهم ممن كتب في هذا الشأن.

هذه القواعد في غالبها جاءت في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ابن القيم، لا سيما في كتاب (بدائع الفوائد) فإنه ذكر غالب هذه القواعد التي ذكرها الشيخ –رحمه الله-في قواعد الأسماء، وكذلك في قواعد الصفات.

قواعد في أسماء الله ـ تعالى ـ ذكر فيها سبع قواعد، نقرأ ما يتيسر من هذه القواعد وقد مثل لبعضها بأمثلة توضيحية وأسال الله ـ تعالى ـ أن يعين على فهمها وتقريبها.

بعد ذكر المقدمة شرع المؤلف –رحمه الله- تعالى في ذكر قواعد في أسماء الله ـ تعالى ـ فقال –رحمه الله-:

القاعدة الأولى: أسماء الله ـ تعالى ـ كلها حسنى.

أي بالغة في الحسن غايته، قال الله ـ تعالى ـ: ﴿لِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ وذلك ؛ لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً.

ها هي القاعدة الأولى التي ابتدأ بها المؤلف –رحمه الله-وهي أم القواعد في هذا الباب، أم القواعد وأصلها في باب الأسماء والصفات، في باب الأسماء أن أسماء الله تعالى حسنى، وقد أخبر الله تعالى في كتابه في مواضع عديدة عن هذا الوصف لأسمائه فقال –جل وعلا-: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180] وقال –سبحانه وتعالى-: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الإسراء: 110] وقال –جل وعلا-بعد أن ذكر جملة من أسمائه وصفاته في آخر سورة الحشر قال: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الحشر: 24] وذكر الأسماء الحسنى في الكتاب جاء على نحوين؛ النحو الأول جاء ذكرها مع الأمر بدعائه بها، جاء ذكر الأسماء مع أمر الله ـ تعالى ـ بالدعاء كقوله: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[الأعراف: 180]، وجاء ذكر الأسماء الحسنى دون الأمر، جاء الخبر عن أسمائه بأنها حسنى دون الأمر بالدعاء مثل قوله ـ تعالى ـ: ﴿لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ بعد أن ذكر جملة من أسمائه سبحانه وبحمده.

قوله –رحمه الله-: أسماء الله ـ تعالى ـ كلها حسنى، لدلالة القرآن والسنة وإجماع سلف الأمة على هذا، لا خلاف بين أهل الإسلام في أن أسماء الله تعالى كلها حسنى، وبين المؤلف –رحمه الله-معنى حسنى فقال: أي بالغة في الحسن غايته يعني نهايته الغاية هي النهاية والمنتهى للشيء، فهي بالغة في الحسن منتهاه وقد أشكل هذا على بعض الناس فقال: لا غاية لكمال الله ـ تعالى ـ والجواب: أنه ليس المراد أن لذلك غاية، المقصود أنه ليس فوق حسنها حسن، وليس فوق بهائها بهاء، هذا المقصود بقول أهل العلم البالغة في الحسن غايته يعني ليس فوقها حسن فقد بلغت الذروة في الحسن، ودليل هذا ذكره المؤلف في ذلك في قوله: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الأعراف: 180]، ثم قال: وذلك ؛ لأنها هذا التعليل بعد الاستنتاج لماذا وصفت أسمائه –جل وعلا-بأنها حسنى؟

لأنها متضمنة لصفات كماله، لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالًا ولا تقديرًا، هذا دليل لهذا التعليل لهذه القاعدة أو تفسير بيان لكونها قد بلغت في الحسن منتهاها لماذا؟ قال: لأنها متضمنة لصفات كاملة، وهذا الكمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فليس في هذا الكمال نقص بوجه من الوجوه.

والنقص الذي يمكن أن يرد نوعان؛ نقص محتمل، ونقص مقدر.

ولذلك قال: لا احتمالًا ولا تقديرًا، والفرق بين الاحتمال والتقدير، أن الاحتمال مما يتصل بدلالة اللفظ، فليس في أسماء الله ـ تعالى ـ نقص تحتمله الأسماء، تحتمله دلالة الأسماء، وأما قوله: ولا تقديرًا يعني ولا أمرًا متصورًا مفروضًا، فليس هناك نقص لا في دلالة اللفظ ولا فيما يحتمله العقل من تقديرات أو ما يفرضه العقل من تقديرات، بل له الكمال المطلق –جل وعلا-وحسن هذه الأسماء مستفاد من ألفاظها، فكل ألفاظ أسماء الله ـ تعالى ـ حسنى مستفاد من معانيها، فكلها تدل دلالة على الكمال والجمال، فالحسن في أسماء الله ـ تعالى ـ ليس فقط في المعاني، بل حتى في الألفاظ، فحسن أسماء الله ـ تعالى ـ في ألفاظها ومعانيها فقوله: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[الأعراف: 180]، يثبت أن أسماء الله قد بلغت في الحسن نهايته في اللفظ وفي المعنى.

ولذلك ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، يقول القرطبي –رحمه الله-: أسمائه حسنى ؛ لأنها حسنة في الأسماع إذا سمعتها تستحسنها الرحمن، الرحيم، الكريم، العظيم، الجليل، العزيز، كلها أسماء تستحسنها الأسماع، فهي حسنة في الأسماع وهذا يتعلق بالألفاظ ليس فيها نشاز، وهناك ألفاظ تطلق في كلام العرب، تنبؤ عنها الأسماع كوصف النبي –صلى الله عليه وسلم-أهل النار «كل جَعْظَرِيّ جَوّاظ»أخرجه أحمد (6580) هذه أسماء ثقيلة على الأذن في جرسها وأدائها.

أسماء الله حسنى في نطقها ولفظها، ولذلك يقول هي حسنة في الأسماع، والمعاني قال: والقلوب هي حسنة أيضًا في القلوب، والقلوب محل الفهم والتدبر والمعنى، ولذلك أسماء الله حسنى في هذين البابين أو في هذين الأمرين في ألفاظها وفي معانيها وحسنها في معناها لعظيم دلالتها على الرب في توحيده في كرمه في جلاله في عظمته فيما له من الكمالات سبحانه وبحمده.

قد قال القحطاني في نونيته: فلك المحامد والمدائح كلها.

كل ما يستحق من المحامد والمدائح له وهي مستفادة من أسمائه وصفاته بخواطر وجوارح وجنان، أسال الله العظيم أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يسلك بنا سبيل العلم به وأن يعيننا على التعرف عليه، وأن يرزقنا كمال محبته وعظيم إجلاله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93805 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89673 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف