السؤال:
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»؟
الجواب:
للوضوء مقام شريف، وقد جاء في فضله عدة أحاديث، منها ما في الصحيحين من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الطهور شطر الإيمان»رواه مسلم (223).، والطهور هنا يشمل الطهارة الصغرى والكبرى.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» أخرجه الإمام أحمد في المسند (22378)، وابن ماجة في السنن (277)، وصححه ابن حبان (1037)، والحاكم في المستدرك (449)، ووافقه الذهبي المحافظة هنا تشمل إسباغ الوضوء وتكميله، كما أمر الله تعالى به في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}سورة المائدة: الآية 6 الآية، ونداء المخاطبين بوصف الإيمان يدل على أن هذا الفعل المأمور به هو من خصال الإيمان وشعبه، وأدنى محافظة على الوضوء أن يؤديه المؤمن على الوجه الذي أمر به في هذه الآية فيما يتعلق بالطهارة الصغرى وفيما يتعلق بالطهارة الكبرى، فإذا زاد بأن لازم الوضوء وحرص أن يكون في كل أوقاته متوضئًا، كان هذا عبادة أخرى يعلو بها نصيبه من الإيمان، وتحقق هذا الوصف فيه، والله أعلم.